بيضة الديك
رائدة جرجيس
ماذا يحدث لو باض الديك؟..مرة في سويسرا حكم على ديك بالإعدام حرقا لأنه باض ..,وحكم على بيضته بالحرق أيضا وذلك لأنه أتى بشيء مناف لقوانين الطبيعة ،في البلدان العربية وفي العراق وفي بغداد الحبيبة كانت ومازالت تجري المراهنة على الديك الفائز في عراك الديكة لقاء مبلغ من المال ومن الديكة الشهيرة بالشراسة هو الديك ألهراتي.والذي غالبا مايسجل الفوز باسمه، حقيقة لم يحضرني هذا الموضوع إلا بعد إن شاهدت شجارا بين اثنين من الشعراء احدهم الشاعر الشعبي (ص....) والأخر الشاعر الفصيح(س)..كنا في ضيافة إحدى الصحف العراقية إنا والأستاذ الشاعر (س) حين قدم الأستاذ (ص) وألقى التحية بشكل خاص وتجاهل الأستاذ (س) متناسيا إن السلام واجب كفائي في حال إن تؤديه عن جماعة وواجب عيني إن كنت لوحدك المهم حاول مضيفنا جذب انتباه (ص) بأنه لم يلق التحية
وهنا بدأت الجولة.. فما كان من شاعرنا إلا إن نفش ريشاته و أرعد وأزبد وهدد وأول ما نطق به من أطيب الكلام هو (سأقطع لسانك) و (سأخفيك من على الأرض) (سأحرم عليك دخول العراق)!!! هنا تكمن العبرات ...تصوروا إن الشاعرين عراقيان ومن محافظة واحدة ومن خندق واحد حيث كل منهما يعمل بخط المقاومة الذي يصف به نفسه واتجاهه.
لكن الحق يقال شاعرنا (س) كان منذهلا من فعاليات الأخر وكل هذا كان لسوء فهم حصل بين الاثنين ورغم توضيح الأمر وانجلاء المبهم منه ) الا ان ( ص ) صمم على موقفه..
السؤال هو الأتي :
إن كان شاعرنا الشعبي و هو الذي يقدم نفسه على انه (رئيس.............للمقاومة) (ترى الم يتعلم ومن خمس مضين كيف تكون المقاومة ؟ الايعلم إن المقاومة هي مقاومة الغازي والمحتل ؟الا يعلم إن تصرفه هذا وإصراره على وضع بيضة الديك سيؤخر مسيرة المقاومة والتصدي للمشروع الثقافي الأمريكي؟
وان كان الأستاذ القديرهذا قادرا على ان يقطع لسان ابن بلده ورفيق خندقه ترى لماذا نحن محتلون ولدينا هذه القدرات الهدامة؟.. أم انه يعمل وفقا للمثل الشعبي القائل (أبوية مايكدر إلا على أمي )!!.يا شاعرنا (ص) نحن في وضع قلق وسيء وماساوي وهل أسوا مما نعانيه نحن بلد محتل ..تشرد،ضياع ، يتم ،أرامل ودموع .ان المقاومة الحرة الشريفة هي ان تجعل ديدنك ودستورك إخراج المحتل بكل الطرق المسلحة وغيرها وان تتحد وتتكاتف مع أبناء البلد لطرد الغازي والطامع و ان تمعن النظر في الأفق البعيد لما حدث من قتل وإرهاب وتهجير وتخريب وان ترفض الاعتراف باية حكومة تحت مظلة الاحتلال
وأقربها ماحدث في مدينة الذهب الأسود كركوك الجريحة بكل أطيافها وكيفية حرق أبنيتها وقتل إخواننا التركمان الأبرياء والهجوم على مبنى الجبهة التركمانية واختطاف الزملاء الصحفيين من قبل عصابات الطر زاني(لطالباني والبر زاني) ،وان تفكر مليا في مشروع التقسيم تقسيم العراق الواحد أرضا وتاريخا وشعبا وان تفكر في اتفاقية الإذعان والتي لن تترك مجالا لا للعراق في أرضه للتدخل في شؤؤنه ..ترى هل يجب علينا إن نفتح دورات لتعليم المقاومة وكيف تصبح مقاوما في ساعة من غير معلم؟ لاباس بهكذا دورات إن كانت ستضم في صفوفها من يجهل بأصول وأهداف المقاومة
كيف ستنظم إلى هذه الدورات وأنت عنوانك اكبر من حجمك الوطني بمراحل ؟!
المقاومة تبدأ من داخل انفسنا وتبدا بتفجير الحقد والانانية والتطفل والعنصرية وااطائفية تفجيرها خارج النفس للتخلص من اسقاطاتها فمتى ما نقينا انفسنا من الغرور والعنجهية ومتى ما نسينا المناصب وازلنا اللاصق الذي تحتنا على الكراسي وتذكرنا الام الاخرين ومسحنا الجزن من الاوجه الضائعة في عتمةاروقة الاحتلال والحكومة المزعومة وجعلنا العراق فوق كل شي وكنا قلبا وقالبا مع التحرير والمقاومة نستطيع ان نتكلم وننادي باسم المقاومة والتحرير لانه من غير المنطقي ان يكون باب النجار مخلوعا .
بيضة الديك بقلم:رائدة جرجيس
تاريخ النشر : 2008-07-31