لماذا لا نشاطر اسرائيل الاحزان ؟ بقلم:شفيق حسن بني مصطفى
تاريخ النشر : 2008-07-31
لماذا لا نشاطر اسرائيل الحزن ؟ بقلم شفيق حسن بني مصطفى

في العام 2006 وفي غفلة من الزمن دخل بعض جنود حزب الله الى ارض الميعاد واختطفوا اثنين من جنود شعب الله المختار وساقوهم مرفوعي الرأس الى ارض لبنان . واعلن الجميع انهم بالاسر وكلكم تعلمون ان الاسر يتم في معركة ولم تكن معركة فقلبنا المسميات وقلنا اسرى وهم مخطوفين لا ادري لماذا حالنا هكذا هي عنفوان ولم ننتصر في معركة ابدا ...

ثارت ثائرة شعب الله المختار للانتقام ودخلت اسرائيل لبنان وفعلت ما فعلت وقتلت من قتلت فأوقدت الحجر والشجر وحولت البحر الى شطئان وشتتت الجنوب الى الشمال ولم يبقى سوى الحطام . واذاعات العرب تغني وتطبل انتصرنا انتصرنا ... ان نصر الله قادم لا ندري ان كانت نصر الله تعني الشيخ أم النصر ؟ ثم ما لبثت ان توقفت النيران حتى اشعلت اخرى نيران الفتنة التي اشعلتها دولة ارض الميعاد صاحبة الشعب المختار في ارض لبنان بين الاخوان اصحاب المساجد والكنائس والصوامع والصلبان كل يريد ان يصلي على الحريري بطريقته او تحت محرابه وكلهم آثمةن ودماؤه على ثياب سعد قبل سعيد . حتى قامت جنود النصر القادم من عند الله بانقلاب لا يزال غير محمود العاقبة ... والمذياعات العربية والتلفزيونات تغني وقد انقسم لهذه القسمة العرب الى نصفين نصف مع هذا ونصف مع هذا .... وبتنا لا ننفك عن الغناء . كل هذا بسبب جنديين من جنود شعب الله المختار خطفوا من على ارض الميعاد ...

ثم بدأت الحرب الثالثة مفاوضات تبادل الاسرى وطلبت دولة ارض الميعاد الكيل ووطلب جيش النصر الرباني الاتي من زمن بعيد الكيل بالقنطار . ... فهل يرضيكم ان يكون كل جندي اسرائيل ميت بقنطار من العرب ؟ ثم جاء التبادل وانتهت المأساة .. ولا تدرون ما المختبيء تحت كل قنطار من الاسرى فأول سؤال كان لعميدهم على شاشة تلفاز المنار هل عنك نية لترشيح نفسك للانتخابات النيابية ... انظروا كم نحن سخفاء وكم عدونا ناجح في التفرقة بيننا ؟ نظرتنا دونية للسلطة ننظر ونتطلع ونزرع حتى في نفس الاسير المقاوم حب السلطة والسيطرة وهم ماذا يفعلون . يقومون بتفكيك اجهزتنا بالخدعة وفكيك دولنا بالخدعة ويجعلوننا نحارب بعضنا البعض ويتفرجون .. انظروا من جهة اخرى الى الجبهة الاخرى : شاليط بألف واربعمائة وزير ونائب وصاحب لحية وعنفوان وغيره وخذوا ما تريدون مما يسموها هم زبالة واعطونا فقط الكيس الذي سيحمل هذه الزبالة الى مكب النفايات من جديد ....

ألا ترون معي ان من يبادل هذا العدد من الاسرى والمعتقلين بجندي واحد وفي طرف اخر شهاداء بالمئات ومعتقلين من عقود برفات اثنين انه يستحق ان نشاطره الاحزان . ليس لانه حزن على جنوده بل لقيمة الانسان عنده وتعرفون ما قيمة الانسان العربي عند حكامنا وكيف نداس اكواما بالاقدام .....