كـنـت أنـتظـر حـدث مـا حـتى أعـود للكـتـابـه عـن تـاريـخ المـقـاومـة الـفـلسـطـيـنـيـه وعـظـمـائـهـا والأحـداث التي مـرت وكـيـف كـانـت الـعـلاقـه مـع هـؤولاد الـقـاده الـذيـن دفـعـوا حـيـاتـهـم مـن أجـل فـلـسـطـيـن.
لــقـد تـشـجـعـت مـن جـديـد بـعـد أن كتـب الأخ جـربـوع عـن الـقـائـد الـرمـز أبـو علي أيـاد ليـلـيـه المـنـذر رفـيـق ضـربـه لـسنوات ولـعـلنـي أكـتب كـيف عـاقبـني وأخـي الشهيـد محمـود جـامـع وكـانـت سـتـكـون أخـر عـهـد لـنـا بـحـركـة فـتح لـو لـم يـصـل الأخ الشهـيـد ابو جهـاد في اللحظة الأخـيره لـنـعـود الـى صـفـوف المقـاومـه.
اليـوم أضـع مـشـاهـدتـي وتـجـربـتـي المـتواضـعـه بـيـن أيــديكم أخطها بكل أمانة كما عايشتها حرصا للوفاء لمن أشعلوا نـارالثورة الفلسطينيه قبل أكثر من أربعة عقود.
كـنـت بـدأت الكتابه في هذا الموضوع قـبـل عـام ونشرت سبعة عشر حلقه ولكن الاحداث المؤسفه عـلى أرض غـزة هـاشـم شلت التفكيروتـوقـفـت عن الكتابه. ثم فوجئت بالأخـوة لشـعـراء غـازي سـكـر, أحــمـد بـارود وأبــو الـصـابـر (راسبوتين) وأخـرون مـن قـراء وأدبـاء هـذا المـنـبـر لا أتـذكـر كـل الأسمـاء وأرجـو المـعـذره, يطلبون مني المتابعه ومنهم مـن طـلـب تـجـمـيعـهـا ونـشـرهـا فـي كـتــيــب مـن أجـل أن تـستـفـيـد مـنـهـا الأجـيـال.
أستـجــبت للطـلب وأستعـديت أن أوزع الفين نـسـخـه لتلاميذ وطلبة فلسطين في الضفة والقطاع بالمجان واما القسم الأخر والذي يتم تسويقه فيوزع ريعه على أطفال فلسطين وكتبت اطلب المساعده في ذلك ولكن للأسف, الأحداث ساخنـه والدخـول فـي هـذا المـوضـوع لـيس سهـلا.
وبما أن هذا تاريخ فهـو أمانة في عنق من يكتبه ويكون صادق مع نفسه دون تمـلق أو مـبـالـغـه.
مـن السهـل أن يـتـحـدث الأنـسـان عـن الشهـداء والأموات وكـيف عـاشرهـم. هـنـاك مـن يـأخـذه مـحـمـل الـجـد للأسـتفـاده ويترحـم ولـكن هـنـاك فـأة لا تـثـق بـنـفـسـهـا وبـمـا أن حـريـة الـرأي مـبـاحـه سـتـجــد مـن يـعـلق مشكـك في الأمـر.
فـلو قـلت مـثـلا أن الـعـمـيـد مـنـذر أرشـيـد وعـشـرون مـن رفـاقه على ما أذكـر حـكـم عــليـهـم بالأعـدام وكـان حـبـل المـشـنـقـه لا يـبـعـد عـن رقـابـهـم أمـتـار وعـلـق البعض وفـارق الحـياة, وتـدخـلت الـقـدرة الألهـيـه لـتسعـفه مع أخـرين وينـجــوا مـن المـوت. رحـم الله الشهـداء الـذيـن دفـعـوا حـيـاتـهـم مـن أجـل فـسـطـيـن والثـوره. أتـرك الـحـديـث فـي هـذا المـوضـوع للمنذر إذا أراد, لأنه يـلـم بـمـعـلومـاتـه أكثـر مـنـي وحـتى لا أقـع فـي خـطـأ غـير مـقـصـود.
لـقـد أعـتدنـا أن نـكـتب عـن الشـهـداء والأمـوات والـعـظـام مـمـن صـنـعـوا الـتـاريـخ وتـنـاسينـا ذكـر مـمن عـلى قـيـد الحـيـاة أطـال الله فـي أعـمـارهـم. فـهـم يـسـتحـقـون الـتكـريـم لـمـا قـدمـوه مـن تـضـحيـات ومـا زال البـعـض يـقـدم مـنذ عـلى مـدى أربـعـة عـقـود أو أكـثـر طـالـبـا رضـاء الله والشهاده في سبيله ومن أجـل مـسرى الأنـبـيـاء.
مـن أجـل ذلـك أذكـر هـؤلاء الأحـيـاء والـذين أعـرفـهم شخـصيـا وتـعـامـلـت مـعــم علـى مـدار عقـود ومـنـهـم مـن مـؤسـسي حـركـة فـتح.
فمـثـلا أخـونا القـائـد فـاروق الـقـدومـي المـعـروف بـأبـا اللطـف, عـضـو اللجنة المركـزيه ورئيس الدائرة السياسيه لمنظمـة التـحـريـر الفلسطـينيه. الأخـت أم جـهـاد عـضوة اللجنـة المـركـزيـه والتي كـانت سباقه في النضال جنبـا لـجـنـب مـع أبـن عـمـهـا وزوجـهـا لاحقـا الشهيـد الـرمـز خـليـل الـوزيـر(ابو جـهـاد) وذلك قـبـل تـأسيس الحـركـه ولـهـا دور كـبيـر. الـشـاعـر صـخـر حـبش عـضو اللجنة المركزيـه. ابـومـاهـر غـنـيـم لجنـة مـركـزيـه ومسـؤل التـنـظيـم. أبـوعـلاء قـريـع لـجـنـه مـركـزيـه ورئيس مـؤسـسـة صـامـد. أبو أسامه محـمد المصري عضو مجلس ثوري والمسؤل المالي لحركة فتح والذي القي في سجون الأخوة الأعداء بعـد أن أنشق ابو موسى وأعـوانـه عن حركة فتح عام83م. ألـقـي الـقـبض عـلى أبو أسـامـه وأودع السـجـن لـرفـضـه الـتـنـازل عن أموال الحركه ولـم يفـرج عنـه إلا بـعـد تـدهـور صحتـه ورحل الى تونس 90م وصودر كل شيئ دون توقـيع.
كذلك الأخ عثمان ابو غـربيه عـضـو المجلس الـثوري والمفوض السياسي للتعبئه والتنظيم والـذي جـال مـعـظـم الـدول الأوربيـه وغـيرهـا دون كـلل مـن أجـل الـحـركـه. ولا يـفـوتـنـي ذكـر المجاهد الكبير مطـران الـقـدس كـبوشي والذي كان يوصل السلاح والمال الى المقاومه في الآراضي المحتله عن طريق الأردن حتى شك الصهاينه في أمره لـكثـرة تـنقـله بسيارة المطرانيه ليضبط متلبسا ويسجن ويـتـدخل الفاتيكان ويفرج عنه بعد سنوان لـيرحل الى رومـا. ومـن هـنـاك أصـبـح سـفـيرا مـتـجـولا لـفـلسـطـيـن, وكـان لـي الـشـرف أن أقـبـله هـنـا فـي بـون والـتقـط مـعـه صـورة تـذكـاريـه.
الـوحـيـد مـن الـقـاده الـشـهــداء الـذي كـان قـلـيـل الـكـلام والأخـتـلاط, يـرفـض الـظـهـور فـي الـعـلن إلا للضـرورة الـقـسـوه ويـبـتعـد عـن الـكـامـيـرات, وأبـتـسـامـته الـعـريـضـه لـم تـفـارق مـحـياه كـان أول رجـل تـعـرفـت عـليـه فـي حـركـة فـتح عـام 1967م الشهـيـد الـرمـز أبـوجـهـاد. ومـع أننـي كـنـت واحـدا مـن أبـنـائـه لاكـنـنـي لـم اجـرأ عـلى طـلب صـوره مـعـه. وقـد كـنـت سـعـيـدا عـنـدمـا سـنـحـت لـي الـفـرصـه لألتـقـاط صـوره تـذكـاريـه مـع نـجـله البـكـر جـهـاد والأخـت المـنـاضـلـه أنـتـصـار الـوزيـر.
هـنـاك مـا زال أخـوة كـثـر لـعـلي أكـتب عـنـهـم لاحـقـا فـي حـلقـة أخـرى وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس ولـو أن عـلاقـتي بـه كـانـت مـحـدوده للغـايـه.
الى اللقاء في الحلقة الثانيه
مـن أرشـيـف ذاكـره مـنـاضـل الحـلقـة الأولـى
بقلم:عزمي النجار
تاريخ النشر : 2008-07-30
