بسم الله الرحمن الرحيم
ضمير الأمة في المعتقل
يقلم: أ ناظم عمر
زرت صديقي وأستاذي الدكتور كمال عبد الفتاح، كمال جبر، الأكاديمي المعروف، وشيخ الأكاديميين في فلسطين أستاد الجغرافيا في جامعة بير زيت، في منزله بمدينة جنين الصامدة، دار حديث طويل بيننا كان جزء منه حول الأستاذ الدكتور عبد الستار قاسم. تبسم الأستاذ الدكتور كمال عبد الفتاح وقال لي عبد الستار قاسم ضمير هذه الأمة، وحكى لي حكاية عنه لا أريد الدخول في تفاصيلها ولكنها تعبر عن صلابة هذا الشخص، وقوة إيمانه وإصراره على دفع هذه الأمة إلى الأمام، واستعداده لدفع ثمن مواقفه الجريئة.
اليوم ضمير هذه الأمة، وروحها النضالية يعتقل من قبل سلطتنا الوطنية الفلسطينية. لا أظن أن هناك من يستطيع تبرير اعتقال هذا الشخص الرائع والنادر في هذا الزمان الصعب. الدكتور عبد الستار صاحب لسان نظيف وصاحب كلمة صادقة وصاحب مواقف جريئة ومبادئ راسخة. هذا الرجل الصادق العفيف الملتزم المنضبط الذي لم نستطع يوماً أن نسبقه إلى قاعة الدرس، والذي حاولنا جاهدين أن نمسك عليه كسل أو ملل أو لا مبالاة دون جدوى. عرفناه دائماً ضد الاحتلال، ولا يتناقض إلا مع الاحتلال، ولا يكره إلا الاحتلال، ولا يهدف إلا للحرية وإزالة الاحتلال.
لا شك أن القيود تشعر بالخجل وهي تقيد معصميه، بل لا بد أنها تخاف معصميه لأنهما يقيدان القيد. ولا بد أن جدران الزنزانة تشعر بالحزن والأسى لأن الجدران ألفت عبد الستار في حلقات البحث العلمي، وغرف الصف، والمؤتمرات العلمية ومناقشة رسائل الماجستير، وليس في المكان المعد للقتلة والمجرمين وقطاع الطرق.
لم نعرف عبد الستار قاسم إلا بحراً عميقاً من العلم يستمتع في العوم به من يتقن فن السباحة، ويخاف منه من لا يتقن هذا الفن. فليطلق سراح الدكتور عبد الستار ضمير الأمة فوراً من أجل إكمال مسيرة العز والشرف والتحرير. ولا أفلحت أمة أهانت علمائها ورموزها وعظمائها.
ضمير الأمة في المعتقل يقلم: أ ناظم عمر
تاريخ النشر : 2008-07-29