مارس صلاحياتك كى يذكرك التاريخ بقلم:مروان الكفارنة
تاريخ النشر : 2008-07-29
مارس صلاحياتك كى يذكرك التاريخ .

سيدي الرئيس

تفاءل البعض على الساحة الفلسطينية حينما اختارتك فتح لتكون خليفة للرئيس الراحل ، حيث يعتبرك الكثير من مثقفى القوم وتمتاز بتفكير موضوعي علمي ويمكن أن تساهم فى تغيير شكل الإدارة التي مارسها الرئيس الراحل والتي كان لها فى رأى الكثير أثارها السلبية على شكل إدارة الصراع والسلطة .

يعرف الجميع أنك قد ورث تركة ثقيلة وكان عليك أن تديرها بكثير من الحساسية والحذر وتستبدلها بأدوات من شأنها المساهمة بأكثر فاعلية فى إدارة عملية الصراع والسلطة، لكن ما فاجأ الجميع وبعد مرور فترة من الزمن شهدت انتكاسات غير مسبوقة فى نضال الشعب الفلسطيني ، إنك لم تحرك ساكنا وبقيت مستمرا فى الاعتماد على أدوات تآكلت وفقدت رصيدها الجماهيرى والسياسى كنتيجة لممارستها الانتهازية والتى أصبحت معروفة للجميع على الساحة.

على سبيل المثال ، لقد عينت أمينا لسر اللجنة التنفيذية ليخلفك فى منصب حساس فى م ت ف ، بينما يقر الجميع أن المنظمة تحتاج لإصلاح وإن منصب أمين السر ضرورى وأساسى فى مثل تلك العملية ، ليس ذلك فحسب بل مارس ويمارس امين السرالحالى دورا سلبيا على مدى سنوات طويلة فى منظمة التحرير ساهم فى كثير من الانشقاقات التى شهدها اليسار الفلسطينى والمنظمة وأخيرا بقى وحيدا مع نفسه لا يربطه بأى تنظيم فلسطينى سوى ذكريات قد لا تكون ايجابيه.

نحن فى مرحلة نحتاج الى الوفاق والوحدة ولا نريد مزيد من الشقاق ، فكيف بك يا سيادة الرئيس أن تستخدم فى مواقع يفترض بها أن تكون وحدوية أدوات لم تكن وحدوية وأدوات فقدت مصداقيتها فى شارعها وفى فصائلها التى أسستها ، هل أصبح الشعب الفلسطينيى من العقم لكى لا تجد فيه أدوات وحدوية وذات مصداقية كى تحتفظ بأدوات يعرف الكثير بأنك كنت شخصيا على خلاف معها فى شكل إدارة الصراع .

سيدى الرئيس ،
أعتقد أنه حان الوقت كى تتوحد مع رؤاك وطريقة تفكيرك الموضوعية فى اختيار أدواتك فى مواجهة المرحلة ، الأم الفلسطينية حبلى بالكثير من المناضلين المثقفين أصحاب التجربة والعلم والعقول النيرة التى يمكنها أن تساعدك فى ادارة الصراع وإعادة اللحمة للشعب الفلسطينى على طريق تحقيق أهدافه.

إن منصب أمين سر اللجنة التنفيذية هو مثل واحد من أمثلة متعددة ولكن قد يكون الأوضح وعليه مطلوب منك أن تقرر وأن تكون جريئا فى قراراتك لأن ما حدث ويحدث على الساحة الفلسطينية يحتاج ذلك منك اليوم قبل غدا ، فاستحقاق المفاوضات كما تعلم ليس بالسهل ولن تستطيع انجازه بدون استحقاق الوفاق وكلاهما يحتاجان لأدوات ذات مصداقية وقدرة عالية على إدارة الأزمات ، كثير من أسلحتك التى تستخدمها فاسدة وأكل الدهر عليها وشرب ومن شأنها ان تقتل وتعيق أسلحتك الحقيقية وان تهدم المعبد على رؤوس من فيه.

نعى تماما سيدى الظروف التى تحيط بك ونعى تماما الأزمة التى تعيشها فتح وباقى فصائل منظمة التحرير، لكن منظمة التحرير والفصائل ولدت من رحم فلسطين وفلسطين تمتلك أغنى ثروة من الموارد البشرية فى المنطقة وتستطيع أن تجد فيها من يساعدك على حمل الرسالة ، المشروع الوطنى فى خطرغير مسبوق وانت الوحيد القادر على حمايته .
مارس صلاحياتك قبل فوات الأوان وكى يذكرك التاريخ .

مروان الكفارنة