ألا يعد تبني وتداول تسميات كالسنة والشيعة من الكبائر؟ بقلم:غازي الجبوري
تاريخ النشر : 2008-07-29
لانظن أن هناك احد ٌمن الناس استطاع أن يصف حال المسلمين الذي هم عليه الآن مثلما وصفه قائل هذا البيت من الشعر : "ملياركم لاخيرَ فيه كأنما ***** كتبت على يسار ِ الواحد ِ الأصفارُ".............................
فلا يعقل أن أكثر من مليار إنسان يقال أنهم مسلمون ولا يساوون في ميزان القوى الدولية جناح فراشة ، بينما هناك لمم لايشكلون 1% من هذا الرقم يحكمون العالم بما في ذلك المسلمون .
فما هو السبب ياترى؟ هل هو في منهج دين الله"الإسلام"؟ وهو ما لايعقل بل من المستحيل لأنه لايرقى إليه النقص أو الخطأ ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بأي شكل من الأشكال؟ أم في تفسير وتأويل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وهذا غير ممكن أيضا لكون الرسول محمد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قد فسرها جميعا ولايمكن أن يكون فسر آية أو شرح حديث من أحاديثه بأكثر من معنى أو طبق شعيرة أو عبادة معينة بأكثر من طريقة أو صيغة كما يشاع ويتداوله الناس مستدلين بحديث له يقول فيه:"اختلاف أمتي رحمة". إن الاعتقاد بصحة هذا الحديث تتعارض مع العقل والمنطق ومع مقاصد التشريع الإلهي إذ لم يثبت عبر التاريخ أن في أي اختلاف رحمة بل ماثبت عن الاختلاف انه لايجلب سوى النقمة والهلاك والتمزق والتشرذم بل انه يشكل ثغرة خطيرة في كيان المجتمع والأمة لاختراقه من قبل الأعداء وهو مايحصل منذ قرون وحتى يومنا هذا من خلال تفعيل سلاح "فرق تسد"سيء الصيت لأنه من النوع الذي يفسد الود كونه اختلاف قائم على شريعة الغاب حيث القوي يفترس الضعيف وليس الاختلاف القائم على احترام الرأي الآخر والأخذ برأي الأكثرية مع احترام رأي الأقلية وعدم اضطهادها أو الإضرار بها كما في نظرية الحكم الشعبي (الديمقراطية) غير أن الدين لايجوز فيه اختلاف الآراء لان مصدره واحد وهو الله عز وجل لكن ما حدث هو الاختلاف في النقل عن الرسول محمد صلى الله تعالى علية وعلى آله وسلم فضلا على ما زوره الأعداء الأجانب الذين عملوا في دوائر الدولة الإسلامية أو عندما استولوا على الحكم فيها. وقد عانتا الأمتين العربية والإسلامية من جراء الاختلاف الديني والفكري والسياسي مما وضعهما تحت الاحتلال المباشر أو غير المباشر من قبل الطامعين والحاسدين والحاقدين الأجانب الذين استطاعوا أن يجعلوا من المسلمين والعرب أعداء ً لبعضهم البعض لضمان استمرار الاحتلال والهيمنة . وتعد الانقسامات الطائفية والمذهبية من اكبر واخطر تلك الانقسامات التي تمكن الأعداء من بذرها وإنباتها وتوفير كل مستلزمات نموها مستغلين الجهل العربي والتحجر الفكري وانعدام المنهج العقلاني العلمي . وقد أدت تلك الاختلافات إلى فتن دامية كبيرة وخطيرة استمرت على مدى قرون ولازالت تؤتي أكلها لصالح أعدائنا حيث ذهب ضحيتها ملايين المسلمين في قتالات بينية ، وبما أن القتل يعد ثاني اكبر الكبائر عند الله تعالى بعد الإشراك به بموجب الآية الكريمة :" والذين لايتخذون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا"ولان الفتنة اشد من القتل لأنها لاتقتل شخص واحد فقط بل قد تحصد الملايين ولكون الاختلافات الطائفية والمذهبية بين المسلمين أودت بحياة الملايين فعلا فإنها تعد فتنة من اخطر الفتن . وعلى هذا الأساس فان الانقسامات بين المسلمين والانضواء تحت مسميات مثل السنة والشيعة وغيرها بدلا من التمسك بالاسم الأصلي "الإسلام والمسلمين"تعد من اكبر الفتن في التاريخ الإسلامي وبالتالي فإنها من اكبر الكبائر بعد الإشراك بالله تعالى.

[email protected]