رسالة من المنفى(1)
منفاي في وطني
هذه رسالتي الأولى التي اخط سطورها من منفاي في وطني , كنت أظن إن الإنسان الذي ينفى من وطنه هو الوحيد الذي يتألم ويشعر بالحنين إلى وطنه...
ولكنني تذوقت طعم الاغتراب في وطني ,,نفيت قسرا أو برغبة مني الأمران سيان في النهاية هو منفى وغربة,,
اشعر بالخوف ويغتالني الحنين,
اشعر وكأنني غريبة عن هؤلاء القوم لار ابط بيني وبينهم إلا اسم وضعوه في شهادة ميلادي دون علم أو رغبة مني..جاءوا بي إلى الحياة في لحظة نشوة عبثية وتركوني لعبث الأيام ولهوها, يتحوطني الخوف والألم من ماض يتكوم في زوايا الذاكرة , ولحاضر ثقيل يطبق على أنفاسي وعلى مستقبلي
انظر في الوجوه فأجدها منتفخة متعالية بكبرياء وضيع لا معنى له
اسمع زمجرات الوعيد والتهديد وزرد السلاسل الذي يطبق حول معصمي
وتتساقط أمام عيني كل الصور , ولم يتبقى إلا صورة الموت والألم وفقدان الأمل ,
يأس طويل يطوق خاصرتي وكأنه يريد إن يقتسمني إلى نصفين , نصف للموت , ونصف للألم
مصلوبة على جدران الصمت غير عابئة بنزف الجراح فهناك نزيف من نوع أخر , نزيف الروح والوجدان. ويبقى الموت هو الحاضر الغائب ... وأتباكى صمتا على روحي
ابحث عن إجابة لذلك الشعور الذي بات ينتفض بداخلي
, أتنقل في سلسة طويلة من الرحلات لم يتبقى من ذاكرتي سوى هويتي من أنا ومن أكون
أقاوم فكرة التشرد والطرد كي تصبح حدودي بلا حدود أقاوم ذلك الجبروت الذي يلتف بالسواد القاتم
ابحث عن إنسانيتي في زمن لم يتبقى من إنسانيته إلا لفظ إنسان
اعتماد أبو طاحون
رساله من المنفى (1) بقلم:اعتماد أبو طاحون
تاريخ النشر : 2008-07-28