حرب أكتوبر : مقدمات واحداث ونتائج بقلم:احمد عبد العزيز محمد
تاريخ النشر : 2008-07-28
حرب اكتوبر
مقدمات - احداث – نتائج

مقدمة :
لم تنل حرب أكتوبر ما تستحقه فعلا من مكانة ومنزلة فى التاريخ وفقا لما حدث فيها والانجازات العبقرية التى قام بها المنطمون لها والمجهزون والمعدون للقيام بها .
وانا أطن ان هذه الحرب لا تقل مكانة عن حرب حطين وعين جالوت فى المحافظة على الوجود الاسلامى والعربى وضمان الاستقرار الى اكبر قدر ممكن وانه لولا هذه الحرب لحدث خلل رهيب فى المنطقة لا يمكن تخيل نتائجه وان هذه الحرب اوقفت خطوات شديدة الخطورة كان من الممكن ان تقوم بها اسرائيل لتثبيت نفوذها وتمكين نفسها من البقاء الآمن فى بلاد العرب وان هذه الحرب قد عطلت اسرائيل والدول المساندة لها عن تنفيذ مخططاتهم واجبرتهم على تأجيل الكثير من طموحاتهم وآمالهم فى بلاد العرب واعداد المخططات من جديدوفقا للمستجدات السياسية والاقتصادية اثناء الحرب وبعدها .

اذا اردنا ان نتحدث عن حرب اكتوبر وتاثيرها في التاريخ المصري الحديث خاصة والعربي عامة فلابد من معرفة مقدماتها واسبابها.
وتبدا هذه المقدمات منذ توافد اليهود علي فلسطين بعد نهاية الحرب العالمية الاولي حتي عام 1948 م الي ان وصل عددهم الي حوالي 600 الف نسمة في ظل الحكم البريطاني .

قبل 40 يوم من اعلان قيام دولة اسرائيل شنت القوات الصهيونية هجوما مسلحا علي مناطق غرب القدس والساحل الفلسطيني وارتكبت مذبحة دير ياسين ثم سقطت في ايديهم مدن " يافا " وحيفا وطبرية واقتلع اليهود ما يقارب 300 الف فلسطيني من قراهم في حالة من الفزع والرعب بعد واثناء المذابح اليهودية للفلسطينين .
وعندما حاولت الدول العربية دخول الحرب ضد اليهود لاستعادة الارض العربية السليبة وكانت اسرائيل قد احكمت قبضتها علي فلسطين وقدرت القوات العربية بحوالي 25 الف جندي وكما يقول المؤرخ شفيق ناظم الغبرا فان المعركة كانت خاسرة من بداياتها لان الحكام العرب دخلوا المعركة وهم يخشون بعضهم اكثرمن خوفهم من اليهود فالملك "عبد الله " يخشي " الملك فاروق والحاج امين الحسيني " مما دعاه لمقابلة جولدامائير عدة مرات للوصول لحل سياسي وكان ينتظر الفشل الفلسطيني لتتاح له الفرصة لتوسيع مملكته غربا باتجاه الضفة الفلسطينية.

العدوان الثلاثي 1956م :

وتوالت انتصارات اسرائيل وتزايدت خلافات العرب الي ان جاءت اللحظات الحرجة بهجوم مشترك من انجلترا وفرنسا واسرائيل علي مصر والسيطرة علي قناة السويس وخاصة بعد مساعدة مصر لحركات التحرير في المغرب العربي وتهديد مصالح انجلترا في الخليج ومواجهتها لليهود في فلسطين فقرروا القضاء علي الثورة في مصر وكان السيناريو المخطط بينهم قائما علي ان تقوم اسرائيل بمهاجمة القوات المصرية يوم 29 اكتوبر 1956 م فترسل فرنسا وانجلترا انذارا الي كل من مصر واسرائيل بالانسحاب الي بعد عشرة اميال من القناة لتقوم القوات الفرنسية والانجليزية بضمان حرية وسلامة الملاحة واذا رفضت مصر تقوم هذه القوات بضربها صباح يوم 31 اكتوبر واحتلال القناة .
وقد تم الكشف عن هذه المؤامرة عند نشر مذكرات موشي ديان عام 1976 م ثم افراج اسرائيل علي وثيقة بين الدول الثلاث تضم هذا الاتفاق عام 1996 م بمناسبة مرور 40 عام علي حرب السويس .

نكسة 1967 م :

التي تتحمل القيادة المصرية مسئوليتها كاملة لسوء التقدير وعدم الاستعداد الكافي والاكتفاء بالخطب الرنانة والهاب مشاعر المواطنين وخداعهم ويحكي محمد حسنين هيكل في كتابة " الانفجار 1967م " عن لقاء بين الفريق اول محمد فوزي والرئيس عبد الناصر يوم 11 يونيو 1967 م ويشرح الفريق موقف القوات المسلحة وان هناك 16 الف جندي في سيناء لا يعرف مصيرهم والكثيرون منهم تاهوا في الصحراء وبعضهم وجد طريقة لمركز التجمع غرب القناة وان بعض العائدين كانوا يتحدثون عن رفاق لهم تركوهم علي الرمال ودماؤهم تنزف وفي اشد الاحتياج الي الانقاذ وان شعور العائدين يفوق الشعور بالصدمة بل هو شعور بان هناك من تخلي عنهم في وقت الشدة .
ولا يمكن مهما كانت المبررات والاعذار غفران ذنب نكسة 1967 م لقيادات مصر السياسية والعسكرية ولابد من العتراف والاقرار بالاهمال والتقصير مما ادي لخسران ارض عربية وقتل جنود منم قواتنا بلا مقاومة او استعداد يذكر .
ورغم ان عبد الناصر حاول تدارك اخطائه السابقة واعادة بناء القوات التي ساهم في دمارها الا ان المنية كانت اسرع اليه من امانيه واماله .
وجاء السادات ليحاول اصلاح مافسد وبناء ماهدم ولايمكن ان ندعي ان عبد الناصر وحده يتحمل ذنب 1967 م كما لا نزعم ان السادات وحده له فضل النصر في 1973 م فهناك الكثيرين الذين ساعدوا في النكسة باهمالهم وغفلتهم واخرون ساهموا في النصر بذكائهم وعبقريتهم .



حرب الاستنزاف :

وبعد هزيمة 1967 م حاولت اسرائل ابقاء الوضع كما هو عليه من الثبات وعدم التغير وايدت دول العالم ذلك حتي روسيا التي لم تمد مصر بمعدات هجومية كافية بل بما يكفي للدفاع فقط فاضطرت مصر الي تسخين الجبهة لتظل القضية قائمة امام العالم وبدأ تنشيط الجبهة يوم 26 نوفمبر 1967م بعد ان اصبح العمل السياسي غير مفيد لقرار حاسم ونهائي وحدثت معارك هامة في شهر يوليو مثل معركة راس العش ومعركة المدفعية والطيران ثم اغراق المدمرة ايلات في 21 اكتوبر 1967م واستمرت الغارات والكمائن والعمليات الانتقامية متواصلة ومنها قيام 60 طائرة مصرية بهجوم جوي مكثف لاهداف العدو في سيناء في 11 سبتمبر 1969م وتوالت العمليات العسكرية مثل قيام الصاعقة المصرية بالهجوم ثلاث مرات علي سيناء فى ايلات وتدمير حفار البترول في ميناء ابيدجان في ساحل العاج وجاء السبت الحزين في اسرائيل عندما استطاع كمين مصري اصابة وقتل اكثر من 35 جندي اسرائلي وتدمير اربع دبابات واربع مدرعات.
وحققت حرب الاستنزاف كثير من الفوائد مثل اجهاد الاقتصاد الاسرائيلي نتيجة للتعبئة بنسبة 30-50 % من القوات العاملة وانخفض معدل النمو بنسبة 3% وتكلفت حوالي 1364 مليون ليرة اسرائيلية وتدمير خط بارليف الاول والذى تكلف 248 مليون دولار واستنزف بعد الحرب 5 مليار دولار لاعادة بنائه والخسائر البشرية بسبب حرب الاستنزاف 2614 جندي مابين قتيل وجريح واسير وحدوث فجوة بين اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية بسبب اتاحة الفرصة للروس للتواجد في المنطقة.

عوائق وعقبات التحرير :

ثم بدات مراحل الاستعداد لتحرير سيناء من يد اليهود ولكن توجد الكثير من العقبات التي يجب التخلص منها والا ستتعرض القوات المقتحمة لخسائر شديدة مثل خطوط النابلم فوق سطح القناة ثم كيفية عبور الساتر الترابي شرق القناة الذي يتجاوز ارتفاعه 20 مترا وكيفية تسلقه بالمعدات الثقيلة وخاصة ان عرض الساتر قد يصل الي 15 مترا فكيف تعبر خلاله الدبابات والمدرعات والمدافع الثقيلة وكيف تتم مواجهة مدافع العدو المنصوبة علي سطح القناة مع العلم بوجود 22 قلعة حصينة تضم 31 موقعا قويا امامها حقول الغام واسلاك شائكة وانفق الاسرائيليون علي هذه التحصينات 500 مليون دولار وليس لها مثيل في التاريخ العسكري .
واستطاع المصريون تخطي هذه العقبات بقوات الصاعقة لاغلاق خراطيم النابالم ثم اعتماد القوات علي سلالم الحبال لصعود الساتر الترابي ثم استخدام مضخات المياة لازاحة ربع مليون متر مكعب من الرمال خلال خمس ساعات وفتح 85 ممرا خلالها وصبت المدفعية نيرانها علي الجبهة الشرقية ومواقعها بحوالي ثلاثة الاف طن من القنابل وقامت 220 طائرة بتنفيذ طلعات ضد المواقع الهامة للعدو ثم تزويد المشاة باعداد هائلة من الصواريخ الموجهة ضد الدبابات والمدرعات مما احدث ذعرا لها واجبرها علي التراجع الي الخلف بعيدا عن الخطوط الامامية.



خداع العدو وتضليلة :

وبعد التعرف علي العوائق والمصاعب التي ستواجه القوات وكيفية التغلب عليها تاتي المرحلة التالية وهي كيف نخدع العدو ونضلله عن اللحظة الحقيقية لبداية الهجوم وهنا تعامل المصريون بقدر كبير من الخداع مع اسرائيل فطوال عام 1972 م كان المصريون يتدربون علي عبور القناة وبناء البحسور وردا علي ذلك اعلنت اسرائيل عدة مرات حالة الطوارئ ثم اكتفت بعد ذلك من السخرية من المصريين وايضا انشات مصر اذاعة ناطقة باللغة العبرية تشجع اسرائيل علي السلام ورفض الحرب وقدم وزير الخارجية المصري تقريرا معتدلا لمجلس الامن وفي خطبة الرئيس السادات في ذكري رحيل عبد الناصر لم يذكر شيئا عن الحرب وهي اول مرة يحدث فيها ذلك وفي نفس ايام الاعداد للمعركة كان وزير الاقتصاد في لندن ووزير المواصلات في اسبانيا ووزير الخارجية في امريكا وقرينة وزير الحربية في احدي مستشفيات لندن لاجراء جراحة لها.
ووجه وزير الخارجية الامريكي دعوة غداء للوزراء العرب ورفض بعضهم ووافق اخرون منهم الوزير المصري . كل هذا في نفس الايام التي توضع فيها الخطوط النهائية لاقتحام القناة.
وقبل الحرب باربع وعشرين ساعة قابل وزير الخارجية المصري وزير الخارجية الامريكي والح عليه بالضغط علي اسرائيل لقبول السلام وحل الخلافات وديا واشاعت مصر انطباعا عاما برغبتها في السلام وروجت تحليلات عن ضعفها للدرجة التي لاتسمح لها بدخول أي حربثم اعلنت وسائل الاعلام عن استقبال المشير احمد اسماعيل لوزير الدفاع الروماني يوم 8 اكتوبر ووافقت القوات المسلحة علي منح اجازات للجنود والضباط الذين يرغبون في اداء عمرة رمضان.

احداث القتال ونتائجة :

ثم جاء اليوم الحاسم وصدرت الاوامر الا يرتدي الجنود الخوذ الا بعد بداية المعركة وعدم نفخ القوارب المطاطية الا بعد بداية الهجوم الجوي حيث ان صوت النفخ يسمع علي بعد 800 متر ثم جاءت لحظة البداية في الساعة 2,05 ظهر السادس من اكتوبر بضربة جوية قامت بها مائتا طائرة وفي نفس الوقت قام اكثر من الفي مدفع بالضرب لمدة 53 دقيقة متواصلة بحوالي ثلاثة الاف طن من القنابل كتمهيد نيراني لعبور القوات وقامت قوات الصاعقة بعبور القناة لاعاقة الدبابات وبث الالغام واقامة الكمائن وفي الساعة 2,20 بدا تحرك خمس فرق مشاة مستخدمة الف قارب مطاطي وبعد دقائق وصل ثمانية الاف جندي لشرق القناة لاقتحام الدفاعات الحصينة وفي اقل من 6 ساعات اتمت خمس فرق عبورها في مواجهة 170 كم بقوة 180 الف جندي بواسطة القوارب المطاطية وسلالم الحبال .
وكانت المفاجأة مذهلة لاسرائيل فلم تستطع ايقاف تدفق القوات المصرية وسرعان ما احسوا بالخطر فاستعانوا بالولايات المتحدة الامريكية التي ساندتهم بكميات هائلة من المعدات الحربية تسببت في قلب الاوضاع راسا علي عقب . ورغم ذلك لا ننكر ارتكاب اخطاء قام بها القادة وان لم يتفق الجميع علي صحتها او خطاها الا انها ادت الي نتائج خطيرة اضرت بالقوات المصرية والسورية علي السواء .
اخطاء واعذار اختلف الدارسون في صحة او خطأ بعض الاجراءات وكل منهم تبعا و وفقا لوجهة نظره ولكن لا نستطيع ان ندرك الضغط النفسي وكل الاحداث وغيراتها وتطوراتها كما عايشها ابطالها فلابد ان قراراتهم كانت نتيجة تفكير عميق وانها كانت الصواب في نظرهم ووفقا لمعطيات الامور امامهم
وفي يوم 9 اكتوبر استطاعت القوات المصرية دخول سيناء بعمق 12- 15 كيلو متر ثم توقفت فيما يسمي بالوقفة التعبوية لتعزيز موقفها وتنظيم قواتها .
وفي نفس الوقت كثفت اسرائيل هجماتها ضد سوريا نظرا لقربها وانها الاشد خطرا علي امنها ولامكانية تاجيل حسم الصراع مع مصر لاتساع المسافة بينهما فقامت اسرائيل في 8/10 بمهاجمة للعمق السوري في دمشق ومحطة الكهرباء ومصفاة النفط في حمص وخزاناتت النفط في طرطوس واللازقية.

وحتي تتضح لنا الحقائق بالنسبة للوقفة التعبوية المصرية والهجوم الاسرائيلي علي سوريا نذكر ان :
1- تتصف تضاريس الجولان بالوعورة الي حد كبير ففي شمال هضبة الجولان يقع جبل الشيخ الذي يصل ارتفاعه الي 2814 مترا واقامت اسرائيل عليه مرصدا مذودا باحدث اجهزة الاستطلاع والكشف الراداري وفي جنوب الهضبة وادي سحيق هو وادي اليرموك واقامت اسرائيل علي الهضبة حصون بعمق 2-3 كم وموانع اسمنتية وخنادق واسلاك شائكة وحقول الغام ومصاطب تحتلها دبابات دعم مباشرة وعدد هذه المواقع 52 موقعا فيها 102 مانعا اسمنتيا .
2- من المواقف والاحداث التي اثرت في سير المعارك هي تدخل الولايات المتحدة لصالح اسرائيل فاقامت جسرا جويا مع اسرائيل يضم 228 طائرة بالاضافة لطائرات شركة العال وقامت الطائرات الامريكية ب 815 طلعة في 14 نوفمبر 1973 م نقلت خلالها طائرات مقاتلة وطائرات عمودية وصواريخ ومدافع مختلفة العيارات ومعدات الكترونية وصورايخ مضادة للدبابات لايستغرق التدريب عليها اكثر من 6 ساعات زيادة علي 24 طائرة فانتوم قادها امريكيون في اسرائيل .
3- يذكر الخبراء والمحللون ان الوقفة التعبوية في مصر من 9-13 اكتوبر اتاحت الفرصة لاسرائيل للضغط المكثف علي سوريا واستعادة الاراضي المفقودة خاصة بعد الامدادات الامريكية الهائلة؟
بينما يذكر محللون اخرون ان الوقفة التعبوية كانت ضرورية حتي لا تتجاوز قواتنا مدي الصواريخ المضادة للطائرات فتصبح هدفا سهلا لضربات العدو الجوية .
وبدات ساحة القتال تشهد تغيرات وتطورات شديدة وخطيرة فطالبت القيادة المصرية بتطوير الهجوم علي اسرائيل لتقليل الضغط علي الجانب السوري فاصدر الرئيس السادات قرارا بتطوير الهجوم دءا من 14 اكتوبر ولم يستطع القادة دراسة محاور التقدم وخطوط دفع القوات وموقف العدو ومخططاته ولم يتم تنظيم القوات المصرية او تعويض خسائرها خاصة انها في مسرح العمليات منذ اول ايام القتال وفوجئت قواتنا انها تقاتل في ارض مفتوحة يشرف عليه العدو من ارض مرتفعة .
واستطاع الاسرائيليون اكتشاف اوضاع واحجام قواتنا بمعاونة المخابرات الامريكية فتعرضت قواتنا لضربات العدو الجوية بعد خروجها من مظلة الدفاع الجوي وادت الي خسارة 220 دبابة خلال الهجوم ثم حدوث الثغرة في الدفرسوار وعبور القوات الاسرائيلية الي غرب القناة وهكذا زاد تطور الاحداث وتوترت القيادات بسبب تدهور المواقف بداية من المدد الامريكي في 9 اكتوبر .
واعلن السادات يوم 22 اكتوبر اننا دخلنا معركة التطوير يوم 14 اكتوبر قبل موعدها بيومين مما ادي لخسارة 220 دبابة واختراق العدو لغرب القناة واننالم نكن علي استعداد لمحاربة الولايات المتحدة الامريكية وتدمير قواتنا مرة اخري بعد 1967 م .
وكان الرئيس السادات قد ارسل رسالة للرئيس الاسد يوم 16 اكتوبر 1973 م : " لقد حاربنا اسرائيل الي اليوم الخامس عشر .........وفي الايام الاربعة الاولي كانت اسرائيل وحدها فكشفنا موقفها في الجبهتين المصرية والسورية وسقط لهم باعترافهم 800 دبابة علي الجبهتين واكثرمن مائتي طائرة اما في العشرة ايام الاخيرة فانني علي الجبهة المصرية احارب امريكا باحدث ما لديها من اسلحة وانني ببساطة لا استطيع ان احارب امريكا وان اتحمل المسئولية التاريخية لتدمير قواتنا المسلحة مرة اخرلاي لذلك فانني قد اخطرت الاتحاد السوفيتي بانني اقبل وقف اطلاق النار علي الحدود الحالية بعدة ةشروط ........."
وهنا نذكر رائ اللواء حسام سويلم حيث يقول " يمكن القول وبكل الصدق ان حجم القوات المسلحة ونوعياتها وشكل انتشارها الدفاعي كان يكفي بالكاد تحقيق المهام الاستراتجية المحددة في رؤو س الكباري بنجاح وتامين الاتزان الدفاعي في الخلف دون تطةير الهجوم شرقا والا تزايدت احنمالات حدوث خلل في الدفاعات شرق القناة وحدوث اختراق غرب القثناة كما حدث يوم 15 اكتوبر في ثغرة الدفرسوار ثم العبور يوم 16 اكتوبر غرب القناة .

الخــــاتــمــة :
ولكننا في النهاية يجب ان نعترف ان هذه الحرب وما حققته يعتبر معجزة بكل المقاييس في التخطيط لها ثم القيام بها مما يدل علي عبقرية وذكاء ثم جراة وبسالة من المقاتل العربي وانه لا يجوز لنا ان نقبل ان يقلل البعض من شان هذا الانتصار وان لم تتحقق امالنا كاملة فيه الا انه حقق الكثير وادي صدمة مروعة للعالم اجمع واقنع الجميع بصعوبة احتلال اسرائيل للاراضي العربية ثم بقائها في سلام وامان بعد ذلك .
وايضا يجب الا ينسي التاريخ ذكر الدور الرئيسي للدول العربية في مساندة مصر وسوريا في هذا القتال فقد ساهمت الاردن والعراق والسعودية والكويت والفلسطنيون والمغرب في المعارك بقوات لها قدرتها وتاثيرها .
ونذكر ايضا قيام العرب باستخدام النفط كسلاح خلال المعارك بتخفيض الانمتاج تدريجيا في 10 يوليو 1973 م ويجب ذكر موقف الامير ذايد عندما امد مصر بخمسين مليون دولار عندما كانت الخزانة شبه خاوية وغير قادرة علي شراء القمح من الخارج.
واخيرا علي الجميع الاقتناع الكامل بان حرب اكتوبر كانت انتصارا عربيا اعاد للعرب كرامتهم التي اهدرت في 1967 م وانم حدوث أي اخطاء هو امر واقعي ومنطقي خاصة اذا كانت التطورات غير محسوبة بدقة وعلينا الاستفادة دائما من تجاربنا السابقة .
وفق وفق الله العرب والمسلمين جميعا لما فيه عزتهم ورفعتهم دائما.



احمد عبد العزيز محمد
ميت رومى