الفوضى اخطر من الاحتلال (2) بقلم:المحامي ياسر ولويل
تاريخ النشر : 2008-07-28
الفوضى اخطر من الاحتلال(2)
بقلم المحامي- ياسر ولويل
نسجل بالفخر والاعتزاز وعي شعبنا العظيم الذي لا زال يعاني ظلم الاحتلال الذي يغذي الفوضى داخل مجتمعنا الفلسطيني .. نسجل اعتزازنا باصراره على مساندة ابنائه رجال الامن الوطني في حفظ كرامة المواطن من خلال ضبط الامن ومكافحة الفوضى والفلتان ... من خلال تنفيذ القرارات القضائيه التي تعطلت بسبب الاحتلال ومن خلال ملاحقة الخارجين على النظام والقانون بارتكابهم افعال من شأنها اعاقة تقدم المجتمع بتجارتهم المسمومه التي تؤثر على الاقتصاد الوطني واعداد النشىء السليم حتى يتمكن من خلق جيل يتسلح بثقافة النظام والقانون.

وهنا ايضا نسجل تقديرنا لكافة اصحاب الملفات التي لها علاقه بحقوق المواطنين والذين سارعوا وبادروا بتسوية اوضاعهم دون الحاجه الى استدعاءات او متابعه من الحملات الهادفه الى تنفيذ القرارات القضائيه.

وهنا ايضا نجدها فرصه لمن لم يتمكن من مراجعة دور القضاء ان يبادروا الى تسوية ملفاتهم مع التاكيد ان سلطلتنا القضائيه جهة شعارها العدل في معالجة تلك الملفات وتسهيلا على المواطن فقد لجأت بتثمين دور المبادر والعمل على مساعدته في تسوية ملفاته وليس هدفها العقاب او السجن الا لمن ادار ظهره لحقوق المواطن وانكرها معتمدا على انتسابه لاحدى العصابات او تحت غطاء تنظيمي ومتمردا على النظام .

ومن هنا ايضا ياتي دور الحملات الامنيه في معظم محافظات الوطن التى هدفها توفير الامن وحماية ممتلكات المواطن حتى ينعم الجميع بالاستقرار والطمأنينه في كافة نواحي الحياه رغم الصعوبات التي يواجهها يوميا من الاجتياحات الهادفه الى تعزيز الفوضى وافشال الامن في المناطق.

نتمنى من كبارية المدن والقرى والمخيمات والحريصون على امن ومستقبل اجيالهم ان يظلوا كما كانوا سندا للنظام والقانون من خلال توجيه ابنائهم الى تسوية الملفات ذات العلاقه بحقوق المواطنين.
كما نتمنى على مؤسسات المجتمع المدني المشاركه في حملات توعيه تهدف الى تعزيز ثقافة النظام والقانون بين منتسبيهم وشرائح المجتمع حفظا لكرامة المواطن وهيبة النظام .

ان نجاح الحملات الامنيه في المحافظات يعتمد على مدى مساندة المواطن ومدى حاجته الى محاربة الفوضى التي هي اخطر من الاحتلال.. والتي هي بالتالي تهدد مستقبل الاجيال القادمه وتدمي مشروعنا الوطني بمزيد من الويلات والفرقه والانقسام ما يؤدي فشل التوحد الوطني على مساحة الارض المحتله.

ان الوعي والخبرة والاسلوب لدى منتسبي اجهزتنا الامنيه بالتعامل بمهنيه واهليه يفرض على المواطن مسلكية وطنيه عندما يشعر ان الجهات المسؤوله ايضا تحاسب كل من خرج من منتسبيها عن الاخلاق العسكريه في تعامله مع ابناء شعبه.

وهنا ايضا لا يفوتنا من التوصيه الى دولة السيد رئيس الوزراء الاخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصاديه التي تعطلت وتعرض لها مواطننا طيلة السنوات الماضيه وان يمنحه الفرصة الكافيه من خلال جدولة مستحقات المؤسسات العامه اولا وان لا يكون سيفا مسلطا على رقابه .. وان الحق والاستحقاق سيدفع اذا ما قوبل بالتسهيلات .

خاصة وان منتسبي اجهزتنا الامنيه والعاملين في مؤسساتنا العامه هم ابناء اولائك المدينون للحق العام.. فكيف لهم ان يوفوا بالتزاماتهم في ظل الازمه الماليه التي تشكو منها الحكومه والحكومات العربيه من حولنا.

وفي المحصله اذا لم يكن هناك تعاون ما بين المواطن وجهة الاختصاص في محاربة الفوضى والفلتان فانه يترتب عليه تدخل قوات الامن الوطني لفرض النظام والقانون على كل من يخرج عليهما.. مع تقدير اجهزتنا لكل من يساند النظام ومكافحة الفوضى.

اما على صعيد القوى الوطنيه ومنتسبيها تقع مسؤولية هامه في الانضباط للنظام واحترام دور السياده التي هم شركاء اساسيون في حمايتها.. حتى يشعر المواطن الذي هو القاعده الاساسيه للنضال الوطني ان سقفه السياسي تحت طائلة المسائله الوطنيه اذا ما احترم هذه القاعده الشريك الاصيل في المشروع الوطني.

ان المجتمع الدولي الذي ابدى استعدادا لمساعدتنا يرقب باهتمام مدى تجاوب المواطن
في رفض الفوضى كما يرقب اداء جهة الاختصاص في تطبيق النظام والقانون.. الذي يحرج الاحتلال امام المجتمع الدولي .. وتاكيد شعبنا على رغبته بالعيش بكرامه ورفضه للاحتلال والظلم الذي يقع عليه يوميا من رفح حتى جنين.

وفي نفس الوقت يجب علينا ان نفهم ونعرف اننا جزء لا يتجزأ من المجتمع الدولي واننا لا نملك الاان نحترم بعدنا العربي وعمقنا الاسلامي وعلاقاتنا الدوليه الذي يعيش اكثر من ستة ملايين لاجىء على اراضيه في الشتات بانتظار حل ممكن ومشروع لعودتهم الى ديارهم واكثر من عشرة الالاف معتقل في سجون الاحتلال ينتظرون شمس الحريه للعودة الى ذويهم .

اننا ندفع اكبر ضريبة في العالم نتيجة لما يقع علينا من معاناه من الاحتلال ومن الفوضى والفلتان.. ان احترامنا للمجتمع الدولي هو احترام لرعايانا هناك التي لم تبخل يوما في تقديم الدعم والتضحيات .

ان معاقبة شعبنا قي القطاع الجريح لم يتحمله الاحتلال فحسب وانما الفوضى التي غذاها الاحتلال في شق الصف الفلسطيني وعزل القطاع الجريح عن العالم .. والتفرد بجزئية الحل من خلال محاولة تغييب الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ومحاولة خلق البدائل الضعيفه في عزلها عن محيطها الوطني .
www.majls.jeeran.com