اوباما لايستطيع اكل الحمص الفلسطيني .. فكيف سيحقق السلام !! بقلم:منير جابر
تاريخ النشر : 2008-07-27
اوباما .. لايستطيع أن يأكل الحمّص الفلسطيني .. فكيف سيحقق السلام !!!

منير جابــــــــــــر

القادم الجديد لتقديم الولاء والطاعة باراك اوباما بعد ساركوزي وبراون , والكل يطمح بنيل الرضا , والكل يجتهد لخدمة اسرائيل والوقوف على احياجاتها الامنية والاقتصادية ,وسيخرج من طرف لسانه كلمات خجولات عن ضرورة قيام دولة , وسيعرج في حديثه عن الاستيطان والحواجز .. وسيخرج حفنة من الدولارات لتبريد الاجواء وصخب المواقف . وسيقسم القسم القوي بمحاربة اعداء اسرائيل .
نتنياهو عرض في لقائه مع أوباما ما أسماه "فكرة السلام الاقتصادي". ورد باراك بالقول إن "فكرة رفع مستوى الحياة كوسيلة لخفض مستوى الإرهاب منطقية". وبحسبه "يجب محاربة الإرهاب بكل قوة".اذا هو المال .. ياتون لشرائنا بحفنة دولارات لنبيع مواقف .. ولا استبعد ان ياتي اليوم الذي تحسب به امريكا واسرائيل واوروبا ما قدموه من مال لنا ليقال هذه ثمن الارض دفعت لكم بالكامل وعليكم الرحيل .!!!

قبل وصوله برر أوباما الهجمة الإسرائيلية على سوريا. بالقول إن " إسرائيل قامت بخطوة صحيحة حينما هاجمت المنشأة..ولا شك بأن إسرائيل تعيش في حي صعب وكثيرون من جيرانها يعتبرونها عدوة".ولدى وصوله الى مطار "بن غوريون" قال اوباما ان هجوم يوم الثلاثاء بجرافة كان "تذكرة لماذا يجب علينا ان نعمل بدأب وبالحاح وعلى نحو متضافر لدحر الارهاب." واضاف انه "ملتزم تمام الالتزام بالعمل مع الحكومة الاسرائيلية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث."
لا نستبعد ان يتخذ اوباما قرارا يمنع بموجبه وصول الجرافات بانواعها الى الاراضي الفلسطينية المحتلة , وتعمد اسرائيل الى سلسلة من الغارت على كل جرافة , وتعتبرها خطرا يوازي النووي ويجب قصفه وتدميره .

أوباما في مؤتمر «آيباك»، قال إن «القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ويجب أن تبقى موحده»، وقد أثارت زوبعة في العالم العربي وفي أوساط الفلسطينيين حينها ، اضطرته إلى محاولة تخفيف حدة تصريحاته في وقت لاحق وقال إنه «أساء التعبير»، إلا أنه لم يتراجع عن تصريحاته بشكل مباشر.

اوباما اشاد بمعجزة انشاء اسرائيل, وقال في مقر الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز "خلال السنوات الستين منذ انشاء دولة اسرائيل كنتم مشاركين بعمق في هذه المعجزة ونحن ممتنون جدا ليس فقط كأميركيين بل كمواطنين في هذا العالم للخدمة التي اديتموها لبلادكم".وجدد التأكيد على "التمسك الدائم بامن اسرائيل .".
بعد كل هذه المواقف ما ننتظر من اوباما .. بل ماذا يجدي الحديث معه .. اوباما فاق التوقع .. يقرر , ويرسم ويمنح وياخذ , ويهدد ويتوعد قبل جلوسه على كرسي الشر .. ماذا سيحل بالعالم بعد جلوسه !!
تصريحات اوباما في تسلسل عملية ترشيحه للانتخابات الرئاسية والتي احيانا افرحت اسرائيل واحيانا اغضبتها على حد قول ساسة اسرائيل , لن تكون كذلك بعد ظفره بالرئاسة ان استطاع, فالبوصلة واتجاهها ستكون واضحة ,اسرائيلية مئة بالمئة . فلا داعي لمتعاطي السياسة العربية ان يرددوا تصريحاته بخصوص جدار الفصل او القدس او الاستيطان ,ولا عليهم ان ينتظروا ساعة جلوسه على الكرسي ليتذكرما وعدهم به , .. حينها كل ملفات العرب تحت رجل الكرسي . ومن يستطيع ان يزحزح كرسي الزعيم الاوحد ؟
اسرائيل من جانبها لا يعنيها باي شكل من الاشكال , كلمات اوباما وغيره عن القضايا العربية , وعن اقامة الدولة الفلسطينية او اي موضوع اخر , فعلى الطرف الثاني, فوق ضمانات اوباما فهي ضامنة "ماكين" . وفي كل خير لاسرائيل, وويل وشرور لعملية السلام ,ومجمل قضايا المنطقة .

وابى اوباما الا ان يكرر كلامه, ليسمعه لمن لم يستمع سابقا , خلال مؤتمر صحفي عقده في نهاية جولته في سيدروت والتي استمرت ثلاثة ساعات قال كلاما لالبس به لمن له قلب او عقل, ولم يتلاعب بالالفاظ "ان القدس ستبقى عاصمة اسرائيل وانه من المهم عدم تقسيم المدينة" .لن يعتذر لانه لم يعتذر في المرّة السابقة .. ولمن يعتذر ؟ ولن يبكي على غزة وعلى انسان هذه الارض . ولن يذرف الدموع الا على "حائط االبراق المزعوم " .

اوباما كرر اقوال اسلافه ورسم خارطة العالم بيوم واحد , ورسم مستقبل اسرائيل الزاهر ومستقبل المفاوضات اللامنتهي .......
اذا كان اوباما لا يستطيع ان يتناول ما اعده الفلسطينيون له من طعام , والتي تمثلت ب وجبات فلسطينية تقليدية مثل المسخن والمقلوبة والحمص والفلافل وغيرها. كما ذكرت صحيفة القدس العربي نقلا عن مصادر فلسطينية, خشية اغضاب الناخبين اليهود ,او ان يتم استخدامها من قبل حملة خصمه في الانتخابات الرئاسية. فكيف سينظر في قضايا حساسة وجوهرية !!!وكيف سيتم التعويل عليه للضغط على اسرائيل لتنفيذ استحقاقات السلام .. اذا خشي من الجلوس امام الطبق الفلسطيني , وان يمد يديه لالتقاط لقيمات. فكيف سينغمس بالمسيرة السلمية ..؟؟!!