تفجيرات غزة توقعات في مكانها وبدون استعجال بقلم:م .سيمح خلف
تاريخ النشر : 2008-07-27
تفجيرات غزة توقعات في مكانها وبدون استعجال بقلم:م .سيمح خلف


تفجيرات غزة توقعات في مكانها وبدون استعجال

كثير من القوى الفلسطينية أدانت حماس على استعجالها في إلقاء التهم وتحديد الجهات التي كانت وراء تفجيرات غزة ، لقد كانت تفجيرات غزة بالنسبة لحماس قنبلة أمنية تطعن في قدراتها في السيطرة وحفظ الأمن في غزة في ظل تهدئة هشة مع العدو الصهيوني ومن هنا أتت ردود الأفعال وبشكل سريع بحملات من الاعتقالات الغير مركزة عادة تستخدمها أنظمة في حملات وقائية لتداعيات وتوقعات آتية .

كل الشرفاء في الساحة الفلسطينية لن يقبلوا بأي حال من الأحوال أن تعاد حالات الفلتان الأمني إلى قطاع غزة بصرف النظر عن القوة السياسية التي تحكم غزة ولأن تداعياتها يمكن أن تؤدي إلى تجاوز الخطوط الحمراء لمجتمع عانى ما عاناه على جبهات مختلفة للحفاظ على حقوقه وقضيته .

ارتفعت بعض الأصوات لتقول لماذا لا نتهم العدو الصهيوني وهنا نداء في محله وبالتأكيد أن إسرائيل ضالعة في تفجيرات غزة بعد أن فشلت في الحصار وبعد أن فشلت في تركيع الشعب الفلسطيني وقواه في غزة ولكن السؤال المطروح أعتقد أن إسرائيل وقواها الأمنية الذاتية لا يمكن أن تصل إلى أهداف في قطاع غزة إلا من خلال مجموعة من العملاء أو البرنامج المشترك مع فئة آمنت باللقاء مع العدو الصهيوني كخيار وحيد أمام شعب تغتصب حقوقه يوميا ً ولذلك ما حدث في غزة أنه أتى عن طريق قوى وهيكليات متصهينة تحقق أهداف الصهيونية في زعزعة الاستقرار في غزة تلك القوى كما أفادت بعض الجهات المسؤولة في فتح أنها تتجاوز 20000 عميل ومتعاون في بداية أوسلو وازداد عددها مع معاناة شعبنا وأساليب التجنيد المختلفة ، تلك المجموعات التي لقت بوجودها مظلة آمنة ضمن التزامات أوسلو .

تحدث عن ذلك الأخ نصر يوسف ومؤخرا ً تحدث عن ذلك في جريدة عربية صخر بسيسو .

إذاً ما نفذته الأيد ي الغاشمة المبرمجة في الساحة الفلسطينية وفي غزة لا تبتعد بأي حال من الأحوال عن الصهيونية والتيار المتصهين وتيار القبول بالواقع .

ونشعر بالحزن عندما حماس تشن هجومها الكاسح والمتسرع والسريع على كل طوبة ولبنة لحركة فتح ومن هنا نقول أن حماس تخطأ في ذلك وعنف الصدمة يجب أن لا يوقعها في المحظور ففتح بالتأكيد بريئة من أي عمل من شأنه أن يهز القوى الوطنية والإسلامية المقاومة وعلى حماس أن تحدد الجهات بالضبط التي قامت بتنفيذ العمليات ولكن أن تجمع وأن تقوم بتنفيذ كل برامجها الأمنية على أبناء حركة فتح فأعتقد أن حماس تخسر أكثر من غيرها في ذلك ويجب أن لا يوقعها سيطرتها على قطاع غزة في عدم التقييم الصحيح للجهات المسؤولة وبلا استثناء فإن الساحة الفلسطينية تعج بالعملاء والمرتبطين إقليميا ومنهم مرتبطين دوليا ومن كل الفصائل والاتجاهات وليس في فتح فقط وإلا لو كانت قصة العملاء هي في داخل أطر حركة فتح فقط لإندثرت تلك الحركة أمام القوى النقية في الحركة الوطنية والإسلامية .

ونقول للإخوة في حماس أن فتح مازالت هي فتح وطاقاتها القاعدية بإستثناء المغرر بهم مازالت على العهد والوفاء حتى النصر ومازالت وفية لأهدافها والقسم ، أما من تجاوزوها وسخروا تاريخها وشهدائها لخدمة أهدافهم الشخصية وبرامجهم المرتبطة فهم مطالبين لدى الشعب الفلسطيني اليوم أو بعد حين فعلى حماس أن تتريث في إجراءاتها التي تعمم ولا تخصص فالشباب الفلسطيني سواء فتحاوي أو حمساوي أو جهادي أو تقدمي هم يصبوا في خانة واحدة ، خانة مواجهة الاحتلال ويجب أن تكون القوى الطليعية في الساحة الفلسطينية جامعة لا طارحة ، أما أن يتحدث مسؤول باسم حماس ويقول يجب أن نمحي كل ابناء فتح عن الوجود أعتقد أن العدو الصهيوني وعبر 40 عام لم يستطع القضاء على حركة فتح ولسنا هنا في مجال التنازل والسجال ، أن نقوم جميعا لمواجهة الخطر الداهم للقضاء على العملاء فنحن مع حماس وغير حماس وأن نقوم جميعا بمحاربة الانهيار السياسي والأمني التي تقوده فئة ما وهي معروفة ونحن نتفق مع حماس ولكن أن تعمم حماس وتستعرض عضلاتها على كل أبناء فتح فهذا لا يطاق وغير مقبول .

فحماس ليست هي معسكر أعدائنا ولا نحسب معها موازين الربح والخسارة ولكن نحسب موازين الربح والخسارة في الطاقة المحشودة ضد العدو الصهيوني .

هناك فئات في فتح وفي فصائل أخرى يلتئم وجودها مع الاحتلال وتحقق مصالحها مع الاحتلال ونحن جميعا ً معنيين في مواجهتها وإذا كانت تعتقد حماس أنها هي القادرة فقط ولوحدها على مواجهة الاحتلال فهي مخطئة خطأً كبيرا ً ،وأعتقد لا استمرارية لحماس إذا أعتقد ذلك ووجهت القوى الفلسطينية على قاعدة الانفراد والخصوصية فالبرنامج الوطني الإسلامي يحتاج للجميع .

هناك فئة وهذا مجرد استقراء من الماضي والحاضر خلفها الصراع للوراء وتخلفت وجهت نظرها على ضوء ما استحدث في الساحة الفلسطينية وإن كانت هذه الجهة قد نفذت فهي معروفة بإرتباطها مع العدو الصهيوني وهذا ليس بجديد وعملياتها في داخل قطاع غزة تدخل في نطاق أعادة وجودها مع تيار كانت منسجمة معه وهي أحد كينوناته الاساسية ولإعتبارات فئوية وليس برمجية استبعدت من دائرة الفعل في هذا التيار ، ونقول لحماس نحن معنيين جميعا ً في حفظ الذاتية الوطنية من الاختراقات الأمنية والسياسية والتخريبية .

والذين انتقدوا استبعاد العدو الصهيوني عن هذه العمليات في تحليلاتهم نقول أيضا ً أن العدو هو المسؤول أولا وآخيرا عن أي أحداث تهز وتضعضع المجتمع الفلسطيني أمنيا ً ولكن المنفذ من؟؟؟!!!.

بقلم /م .سيمح خلف