في ذكري المعلم القائد أبو علي إياد –هاهم رجال الفتح –بقلم د ناصر إسماعيل جربوع
إن المتتبع لسيرة أبطال (حركة التحرير الوطني الفلسطيني)- فتح - يجد أن غالبيتهم من المعلمين الذين خاضوا تجربة التدريس ، سواء كان في الساحة الفلسطينية الداخلية، أو الساحة العربية الخارجية، ليبرهنوا بذلك أن انطلاقة فتح بدأت من رحم ثوري تربي على منظومة من العطاء والفكر السليم، الذي لا يقبل المزايدات، ولنا بسيرة الإخوة القادة الذين سبق وان تحدثنا عنهم أمثال ( خليل الوزير وممدوح صيدم وصلاح خلف ) وغيرهم قدوة حسنة، ونحن اليوم أمام ذكري احد فرسان فلسطين الذي ترجل شامخا مدافعا عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل--- انه المعلم القائد أبو علي إياد--- الذي نحت اسمه في قلوب الثوار بأحرف من نور، وعلى جبين المتخاذلين بأحرف رسمت من لهيب الثوار ليكتووا بحرقتها – انه وليد احمد نمر – عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني –فتح - عضو القيادة العامة لقوات العاصفة وللأجيال وللتاريخ لابد من سرد سيرته العطرة 000
ولد شهيدتا في مدينة قلقيلية الفلسطينية الرابضة على أهم ثغور فلسطين في عام 1934 م ، وفيها تلقى علومه وحصل على الشهادة الفلسطينية المسماة آنذاك ( مترك) ومن فلسطين الصمود انطلق أبو على إلى عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد، ومنها إلى بعقوبة الثورة ليلتحق بدورة تدريبية للمعلمين عام 1954 ، ليعمل بعدها في سلك التعليم لمدة سبع سنوات في السعودية الشقيقة ،ومع بزوغ نجم الحرية على الجزائر الحبيبة ،وبداية حركة التعريب فيها لبى الشهيد أبو على نداء الإسلام والعروبة وانطلق إلى الجزائر لينال شرف المساهمة في تعريب مناهج وحياة الإخوة العرب الجزائريين واستمر فيها ثلاث سنوات 00000
ومع انطلاق الثورة الفلسطينية المجيدة انطلاقة ثورة فتح – أعظم واشرف ثورة في التاريخ الحديث والمعاصر – تفرغ أبو على للعمل العسكري – فيها - منذ انطلاقتها في 1-1-1965 – ليرفع بذلك التحالف الأبدي بين القلم والبندقية الفتحاوية ، وفى عام 1966 انتقل وليد نمر –أبو على - إلى ساحة الضفة الفلسطينية وأوكلت إليه مسؤولية تتناسب مع ثوريته التي تربي عليها ،وهى مسؤولية الإعداد العسكري في الأراضي الفلسطينية المحتلة 1948 – وقاد بطلنا المجاهد عدة عمليات نوعية ناجحة، أوقعت بالعدو خسائر فادحة منها عمليات ( بيت يوسف- المنارة- هوفين – كفار جلعادي - )00
واثبت ابوعلى كفاءته الثورية ،ونجاحه العسكري الميداني ، ونال ثقة زملاءه الثوار المؤسسين للثورة ، وانتقل على اثر ذلك إلى سوريا لتدريب عناصر قوات العاصفة ، وأصيب خلال التدريب الثوري القاسي بإحدى عينيه في معسكر الهامة00
وبعد حرب حزيران 1967 انتقل إلى الساحة الأردنية،، وأوكلت إليه قيادة قوات الثورة في ( عجلون) والذي استطاع بفضل الله أولا وإخلاصه لوطنه وقضيته ودينه ثانيا، أن يربى جيلا من أبناء الفتح الميامين رضعوا معنى الكرامة الفلسطينية التي ترفض وتلفظ الوصاية والتبعية ، وبعد أحداث أيلول الأسود عام 1970 انتقل معلمنا أبا على إياد إلى منطقة (جرش وعجلون) في الأردن ، ونتيجة دفاعه هو وأصحابه عن وجود الشعب الفلسطيني استشهد أبو على أثناء الصدام مع النظام الاردنى ،وترجل البطل شامخا وبعد أن خلد اسمه في سجل الثوار الخالدين , ولايزال جثمانه الطاهر غير معروف للأجيال حتى اليوم ؟؟!!!!وساد الجدل حول ظروف استشهاده !!!!! ولابد للإشارة هنا وبشكل موضوعي للقضية التي طرحها الأخ الكاتب المناضل (منذر رشيد) حين أشار وبشكل جريئ إلى طرح قضية الأخ الشهيد أبو على إياد، وتكريمه ودفنه في أحضان زملاءه الثوار 0000 واليكم أيها الثوار هل بكلماتنا المتواضعة نوفيكم حقكم ؟؟
في ذكري المعلم القائد ابو علي اياد- هاهم رجال الفتح- بقلم:د.ناصر اسماعيل جربوع
تاريخ النشر : 2008-07-27
