لا زالت حقوق الرأي ... و حقوق الإنسان ... تنتهك في عالمنا العربي ... نعم ... فالسائد هو القمع الفكري ... و قمع الحريات... من قبل أنظمة مهترئة عفا عليها الزمن... أنظمة استمرأت الذل و الهوان ... انبطحت للغرب ... و قمعت الشعب ... بل و سهلت للمنتفعين و الانتهازيين ... و الغرب ... سلب خيرات الأوطان ...
نتساءل ...ما الخطأ الذي ارتكبه نشطاء "شباب 6 ابريل" ؟!! ... عندما اعتدت عليهم أجهزة الأمن المصرية بالضرب... و اعتقلت 14 شخصا من ضمنهم فتاة ... بينما كانوا يتجولون على كورنيش الإسكندرية ... عقب احتفال بذكرى ثورة 23 يوليو ... نموذج من نماذج كثيرة ...
نستغرب ... عندما تحدث الرئيس السوداني "البشير" - الذي اعتلى سدة الحكم بعد انقلاب عسكري ... بل و انقلب بعدها على حسن الترابي الذي أوصله للحكم -... خلال خطبته في دارفور ... عن "أولياء الله و أولياء الشيطان" ... قد نقر أنهم "أولياء الشيطان" ... أما بخصوص "أولياء الله" ... فلنا وقفة ... أين كنت أيها البشير مما يحدث في دارفور ؟!! ... من قتل ... و انتهاك لحرمة الإنسانية ... أين كنت أيها البشير ... عندما استشرت الحيتان ؟!! ... و المواطن البسيط بالكاد يجد لقمة عيشه ... هذا إن وجدها ... أين أنت أيها البشير ... من اعتداءات أجهزة الأمن المتكررة –على مدى سنوات حكمك- على طلبة الجامعات ؟!! ...
إنها مجرد نماذج ...
ليست حالنا كفلسطينيين بأحسن من منهم ... فبعد انقلاب حماس ... و انشطار الوطن ... حكومة في الضفة ... و أخرى في غزة ... و لا ننكر وجود انتهاك للحريات في الضفة الغربية ... و الاعتقالات ... و التعذيب ... بل و ممارسة القمع على جميع موظفي الحكومة ... من سكان قطاع غزة ... ففي بداية كل شهر ...لا احد من الموظفين يعلم إن كان سيجد أن راتبه قد أودع في حسابه الشخصي ... أم لا ... فترى الموظف الغلبان ... يقدم قدما ... و يؤخر أخرى ... و هو في طريقه للبنك ... تتنازعه شتى الأفكار ... هل سيجد راتبه ؟ ... هل قطع راتبه ؟ ... و تتكرر المأساة ... مع بداية كل شهر ...
و عندما يتحكم بنا في قطاع غزة ... "أولياء الله" ... كما يدعوا ... نجد العجب العجاب ... غلاء فاحش ... و لا مراقب أو محاسب... انقطاع متكرر للكهرباء ... و لا عدالة في توزيع الكهرباء بين المناطق المختلفة... التهريب ... حدث ولا حرج عن الأنفاق ... على مرأى و مسمع و استفادة "أولياء الله" ... قد نتغاضى عن "مرأى" و "مسمع" ... نظرا لظروف الحصار القاهرة ... و لكننا لا نتغاضى عن "استفادة" ... ناهيك عن التعسف و الجور و الظلم ... و الشبح و التعذيب في السجون ... و انزوى المواطن و انكمش... حتى وهو يتعامل مع سائق سيارة الأجرة ... الذي استفحل أمره ... و عظم شأنه ... و بحر عكرت صفو مياهه كثرة ما أريق به من مياه المجاري ...
حدثونا عن تهدئة ... فلم نجد نتائج لهذه التهدئة ... و لم يتغير الحال ... فالمحروقات لازالت شحيحة ... خصوصا – و هو الأكثر أهمية للمواطن - ... غاز الطبخ ... فالمواطن – الغلبان- يعاني الأمرين لتعبئة اسطوانة الغاز ... و ربما الفواكه "الإسرائيلية" ... هي أهم انجازات التهدئة ... رغم ارتفاع ثمنها ...
و عندما يسود الانفلات الأمني ... و تحدث انفجارات ... و يسقط قتلى و جرحى ... حادث لا يجب أن يمر مرور الكرام... و عندما تكال الاتهامات لحركة فتح ... و يتم اعتقال العشرات من كوادرها... و زجهم في السجون ... ألا يحق لنا التساؤل ... لماذا الآن ؟ ... و لماذا لم يكن قبل ذلك ؟ ... و نعرف أن حركة فتح ... نأت بنفسها عن حمامات الدم الفلسطينية ... و إلا لما نجح الانقلاب ... فثقافة إهدار الدم الفلسطيني ... ليست واردة في الثقافة الفتحاوية ...و أدبياتها ... و لكي نكون واقعيين ... هناك ثلاثة احتمالات لجهات قد تكون متورطة في التفجيرات ...
الأول ... "إسرائيل" ...و لا يجب أن تستثنى ... فهي المستفيد الأكبر من استفحال و تجذر الانقسام الفلسطيني ...و هي لن تعدم الوسيلة ... بما لديها من عملاء و إمكانيات ...
الثاني ... أن تكون تصفية حسابات ... حمساوية ... حمساوية ... و المتابع ... يعرف بوجود مثل هذه الانقسامات ... ... و كعادتهم ... "أولياء الله" ... يصدرون أزماتهم الداخلية نحو حركة فتح و كوادرها ... و يعزز هذا الرأي ... ما جرت عليه العادة ... حين حدوث إنفجارات داخلية ... أن تنسبها التنظيمات ... بما فيها حركة حماس ل "إسرائيل" !!! ...و لم تفعل ذلك هذه المرة ... بل سارعت بتوجيه الإتهام لحركة فتح ...
الثالث ... أن تكون هذه التفجيرات ... من بعض الكوادر الفتحاوية ... التي تصرفت دون الرجوع لقيادتها ...
و كما قلنا ... أن هذه الحادثة ... لا يجب أن تمر مرور الكرام ... لذلك يجب أن تشكل لجنة تحقيق حيادية ... من أشخاص مهنيين ... يتمتعون بالكفاءة و المصداقية ... لتحديد المسئولين عن هذا العمل الجبان ... و من ثم معاقبتهم ...
دعونا جدلا ... نفترض ... أن من قام بهذا الفعل الجبان ... بعض من كوادر حركة فتح ... رغم أننا سمعنا من "أولياء الله" ... "توجد اعترافات" ... و سمعنا ... "لا توجد إدانة" ... لنعود للفرضية ... آلا يحق لنا أن نسأل السؤال الأتي ... و ما ذنب المؤسسات الأهلية؟ ... تنتهك حرمتها ... و يتم مصادرة محتوياتها ... ما ذنب جامعة الأزهر ؟!!! ... يتم اقتحامها ... و العبث فيها ... بل و تمزيق الملصقات ... و تمزيق صور الشهيد أبو عمار ... لماذا جامعة الأزهر ؟!!! ... في هذا الوقت بالتحديد ... موعد تسجيل الطلبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة ... و هل السبب هو رغبة "أولياء الله" ... في إبعاد الطلاب عن التسجيل في هذه المؤسسة !!!... أم هناك ... أيضا ... أسباب أخرى ... فقد تكررت محاولات الاقتحام للجامعة ...
و في دنيا الوطن ... لازال القمع الفكري على أشده ... و لازالت المحاولات العبثية من قبل البعض ... لكتم و سحق ... حرية الرأي ... انسحبوا ... و عادوا ... و كانوا فريقين ... فريق احترم نفسه ... و احترمناه ... و فريق آخر ... لم يحترم نفسه ... و كرر المحاولة ... مع إحدى الأخوات ... واجهناه ... و قمنا بصد محاولته ... و عندما غمز و لمز أحدهم مستهترا و بدون أخلاق ... و تصرف بصبيانية... و واجهناه بحقيقته البشعة ... و كشفناه أمام الجميع ...
و كتب طويل العمر... و مرة أخرى ... على رأي حبيبنا ابن الجنوب الملثم ... مقال تم حذفه ... ... متهما الكتاب بألفاظ لا تليق ... ... و لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها... دنيا الوطن ... أو الأخ عبد الله عيسى ... و دنيا الوطن ... عندما نشرت مقاله ... أثبتت أنها مع حرية الرأي ... و عندما حذفت المقال بعد عدة ساعات ... أثبتت أنها ضد العبث الذي يقوم به البعض ... و أن كل ما يكتبوه سيكون عرضة للكنس ... إن لم يلتزموا بقانون الصحافة ...
لن نقسوا عليهم ... فغيرنا قد تكفل بالمهمة ...
خربشات على تضاريس وطن بقلم : حسامكو
تاريخ النشر : 2008-07-27
