العدو يعرف رد الفعل الفلسطيني ويحسن توظيفه بقلم:خالد عبد القادر احمد
تاريخ النشر : 2008-07-27
العدو يعرف رد الفعل الفلسطيني ويحسن توظيفه

خالد عبد القادر احمد
[email protected]

كيف يجب ان يكون رد الفعل الاولي على الحدث

انفجارات غزة امس , ليس خلفها خلافات داخلية في حركة حماس , وليست بفعل حركة فتح , انها بيد طرف ثالث معاد لامكانية الحوار الداخلي الفلسطيني ويستهدف اكثر من وقف امكانية الحوار هذه , اما من هذا الطرف , فان وجود اكثر من طرف معاد للوحدة الداخلية الفلسطينية يجعل من غير السهل على احد تحديد من هو هذا الطرف إلا بامتلاك معلومات استخباراتية شير البه . لذلك نطلب من جناحي الحالة الانقسامية الداخلية الفلسطينية تمالك اعصابهم والتفكير والمتابعة والملاحقة بهدوء واضعين نصب اعينهم ضرورة القفز عن المصلحة الفصائلية الضيقة في محاولة كل منهما توظيف الحادث ضد الطرف الاخر والالتفات الى المصلحة الوطنية العامة
اننا نرى ان رد الفعل الفصائلي الذي ابدته كل من حركتي حماس وفتح على هذا الحادث , لا يدل في الحقيقة على النضج القيادي في كلا الطرفين , وهو يصب فقط في طاحونة صاحب المصلحة الحقيقية في التفجير , واظن انه كفي من كلا الطرفين ترسيخا للصورة البشعة السيئة التي رسخها في ذهن المواطن كل منهما عن الاخر وهي الصورة الاجرامية الوحشية الخالية من الانسانية حتى قرف الجمهور كلا الحركتين , وحتى دعوت شخصيا الى ضرورة الانتفاض في وجه كليهما في مقال سابق
ولا بد من التذكير بحكمة قيادية واعلامية في ردود الفعل تقضي بصمت السياسة نهائيا حين يكون للقضاء علاقة بالموضوع مدار البحث وان من يتجاوز القضاء وهذه الحال فانه يعمل على ( توجيه مسبق للتحقيق القضائي) وهو عامل مثير للشك في كل الاحوال , كما انه دليل غباء ايضا
ملاحظات استباقية للتعليق على الموضوع

لا يبدو ان الحادث الذي حصل هو من النوع المتبادل بين حركتي حماس وفتح , حيث النوع المتبادل بينهما ذي طابع جراحي يكون المبضع به هادف بتخصص , بعيدا عن التوسع فيه الى درجة المس بالجمهور الفلسطيني وارعابه , بل ان هذه الصفات يمكن ان نجدها في طابع العمليات الصهيونية ( رغم انني ايضا لا اتهم الكيان الصهيوني التزاما باحترام التحقيق القضائي ) لكنني اشير الى صفة مشتركة من صفات العمليات الصهيونية فرضت نفسها على الحادث الراهن , وجوهر التركيبة النفسية خلف العمليات الصهيونية هو ان مدى اوسع من التخريب يشكل فائدة اكبر للكيان الصهيوني لذلك لم و يوال الكيان الصهيوني يمارس الاغتيال بهذه الكيفية وهومن طابع العملية الراهنة
لكن هذا النوع الارهابي التخريبي من العمليات ومثيله لا يزال يحصل في العراق حتى اللحظة , لا يمارسه الكيان الصهيوني فحسب وانما القوى المؤتمرة باوامر ( تنظيم القاعدة ) وايضا ( الذي ياتمر باوامر اجهزة المخابرات ( الطابع اللبناني ) لكنه فلسطينيا لم يحدث على ما تسعفني الذاكرة الا في حوادث محددة كان ت ايضا مقصودة ومحددة وجراحية الطابع
اما تعزيز الحالة الانقسامية ( اذا كانت فتح او حماس تسعى اليه ) فمن الواضح ان المجالات التي من خلالها يمكن لكل منهما ان تستغله فهما , تخريب التهدئة من قبل حركة فتح بالعمل مباشرة وبصورة عسكرية من قطاع غزة ضد الكيان الصهيوني / او/ لجوء حماس الى ضربات تحت الحزام كما يقال من مثل السيطرة على قصر الرئاسة او اعتقال اعضاء اللجنة التنظيمية
وغير ذلك ورغم كل الصورة الاعلامية السيءة للعلاقة الانقسامية بين الجناحي فان شعرة معاوية بينهما لم تقطع ويحرص كل منهما عليها بل من الواضح ان هذه الشعرة لن تقطع الا بعد العملية الانتخابية القادمة , حيث نجد في تقييمات كل من الجناحين ترددا في تقييم حجمه الجماهيري ولعل الكتابة الاعلامية وما تعكسه من تقارب في ابراز وجهات نظر كليهما دليل احصائي على ذلك , ولا اظن ان منهما من يجازف بتسجيل سلوك سيء حيال الجماهير الا مضطرا وهو ما لا يوجد حتى اللحظة وعلى وجه الخصوص ان الفاصل الجغرافي بينهما يحد من حالة الاحتكاك واامكانية تصعيدها
اين تصب الاهداف الحقيقية للعملية

لا شك ان تعزيز الحالة انقسامية ووقف الحوار كان من اهداف العملية المشئومة ولكن هل كان الجناحين يهرولان نحو الحوار وهل كان في المنظور الزمني القريب منظر الغاء الحالة الانقسامية , من الواضح ان الاجابة بالنفي هي الاجابة الوحيدة الممكنة على هذه الاسئلة مما يؤكد ان هدف العملية كان اكبر وكان غير فلسطيني ايصا
فالاستجابة السلطوية الحماسية من الناحية الفنية ردا على العملية كان في تعزيز الحالة الامنية حيث استنفرت قواتها وسيرت الدوريات واقامت الحواجز وهي بالطبع استجابة امنية فنية متوقعة ولكن ما الذي سيحدث في حال تكرار العملية من هذا النوع وتكرار الاستجابة الامنية الفنية , انه تحويل طابع العلاقة بالشعب في غزة الى طابع قمعي قائم على تغليب الشك على الثقة بالجمهور الفلسطيني اي الانتهاء الى حالة فقدان الثقة والقرف من الطابع السلطوي للادارة الفصائلية للقطاع والانتهاء الى مطلب رحيل الفصائل والمقاومة والسلطة كلها معا , وبالطبع لن تكون حركة فتح بعيدة عن ان تمسها هذه النتائج فهناك اصلا وزنا جماهيريا لا باس به ضد