ما هي الأسباب الذي يحاول الرئيس المجرم بوش أن يظهر للأمريكيين أن الأوضاع الأمنية في العراق باتت مستقرة,وأن الخسائر في صفوف جنوده باتت ضئيلة جدا قياسا إلى الخسائر البشرية التي مني بها الجيش الأمريكي خلال السنوات الماضية, ولماذا يشيد بجهود القوات العراقية الموالية للاحتلال التي تتعرض لخسائر جسيمة وأنها باتت غير قادرة على تسلم المهام الأمنية . إن كل ما يقوم به المجرم بوش وإدارته محاولة لتضليل الرأي العام في أمريكا وفي العالم وهو في نهاية عهده,وأن حربه على العراق قد حققت أهدافها بتحويل العراق إلى واحة للسلام والأمن والديمقراطية والازدهار الاقتصادي كما أشار خلال لقائه بالعميل المزدوج جلال الطالباني في زيارته الأخيرة للبيت الأبيض, هذا العميل المزدوج الذي صافح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في اثينا على هامش أعمال مؤتمر الاشتراكية الدولية والمنعقد في 30-6-2008 والتي وصفتها مصادر إسرائيلية ب"التاريخية", منوهة إلى أنهاالمرة الأولى التي يتم فيها المصافحة والحوارعلى هذا المستوى .سابقا كانت تجري المصافحات والحوارات واللقاءات والدعم العسكري والمادي على مستوى تمثيل حزبه وحزب مسعود البر-زاني.
الأنباء الواردة من العراق تؤكد أن الجيش الأمريكي وأدواته العميلة يرتكبون مجازر أشد دموية ووحشية وفي كل أنحاء العراق بكل أطيافه مما كان يرتكبونها في الماضي وأن جنوده يواجهون مقاومة واسعة وأن الجنود الأمريكيين والمرتزقة في هذا الجيش تحت تسميات متعددة يتعرضون للقتل وللإصابة وتحاول الإدارة الأمريكية إخفاء أرقام خسائرها لتظل أكاذيب بوش ومحاولاته قائمة على تضليل الأمريكيين.
إن جرائم القوات الأمريكية و جرائم عملائها في العراق الجديد (أشد بشاعة مما تنقله وسائل الإعلام بين الحين والحين وإن تعتيما متعمدا من قبل سلطات الاحتلال يمارس على الإعلام لإخفاء هذه الجرائم الأمريكية والسلطة الموالية له والتي أصبحت سلوكا أمريكيا وعراقيا متكررا,فكل مدن العراق من حديثه إلى الفلوجة والقائم وتلعفر والنجف وسامراء والرمادي والبصرة وكركوك والموصل مسارح حية لجرائم القتل والتدمير التي يمارسها هذا الجيش وأدواته الهجينة الذين يدعون أنهم يحرصون على أمن العراقيين,وهذه الجرائم المتكررة يذهب ضحيتها الأطفال والشيوخ والنساء والرجال والبيوت وعذارى العراق كما يقول عراقي يبكي بحرقة وهو يتذكر مافعلته قوات المارينز وجيش لا عراقي في حرائر الرشيد كما يقول.
إن ما يشهده العراق في هذه المرحلة التي يحاول فيها بوش وإدارته تصوير العراق وكأنه بات واحة أمان,وأن الجيش الأمريكي يضع اللمسات الأخيرة لإنجازاته ويستعد لإقامة اتفاقية أمنية مع الحكومة الاحتلالية بهدف المحافظة على هذه الإنجازات التي حققها الجنود الأمريكيون عملائها,فاق كل ما شهده العراق من جرائم طوال تاريخه وفي كل العصور,وهذه الجرائم التي تأخذ وضع المجازر لا تأتي هكذا مصادفة,أو أن الحرب التي تنتجها لأسباب ترتبط بمجرياتها وإنما تمارسها بعقلية ثقافة المجازر التي تعتنقها المؤسسة العسكرية الأمريكية وتغذيها وتساندها المؤسسة السياسية.
وهذه الثقافة قديمة ومعتمدة رسميا في البنتاغون مهما تخفت وراء تصريحات السياسيين الأمريكيين وأن البنتاغون بقيادته الحالية والسابقة يغذيها ويطورها ويجعلها جزءا من العقيدة العسكرية للجندي الأمريكي.
تشير آخر التقارير التي بثت على شبكة الانترنت في أمريكا على شريط يظهر جنودا أمريكيين يحتفلون بعد أن قتلوا عددا كبيرا من العراقيين وكأنهم تخلصوا من وحوش خطرة,وقد قللت قيادة البنتاغون من أهمية الشريط ورأت فيه حالة فردية لهؤلاء الجنود ورفضت إدارة بوش إجراء تحقيق حول قيام ثلاثة سجناء في سجن غوانتنامو بشنق أنفسهم,لأن أي تحقيق سيقود إلى آلية التعذيب والقتل النفسي والجسدي الذي يمارس في هذا السجن الذي تقيمه دولة الديمقراطية كما تسمي نفسها.
إن عدد الجرائم والمجازر في العراق أو أفغانستان أكثر بكثير مما يكشف النقاب عنه وأكثر بشاعة مما تظهره وسائل الإعلام, فلا أحد كان يعلم بمجزرة الحديثة التي راح ضحيتها 24 مدنيا عراقيا,ومن بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم العامين ولولا مجلة (التايم) الأمريكية التي نشرت شريطا مصورا للجريمة يظهر جنود المارينز ينفذون جريمتهم بدم بارد مسجلين بذلك فضيحة جديدة لا تقل بشاعة عن ما سبق وكشف عنه من ممارسات بربرية بحق المعتقلين في سجن أبو غريب وغوانتنامو لم تمح مشاهدها من الذاكرة بعد.
ويرى كثير من المراقبين السياسيين أن أكاذيب المجرم بوش حول العراق تزداد وقاحة,وفي وقت وصلت فيه شعبيته إلى الحضيض لإعادة ثقة المواطن الأمريكي بجدوى الحرب ولرفع شعبية المحافظين وهم يستعدون للبقاء في البيت الأبيض من خلال ماكين.
وأن تصريحات الرئيس بوش المتكررة عن التقدم الأمني والاقتصادي في العراق تأتي في إطار إيجاد مجموعة من المشاهد الكرنفالية التي تخدم الرئيس بوش وتحسن من صورته في أمريكا والعالم, وحديثه الدائم عن الديمقراطية والحرية أكاذيب يسوقها لتنتظم في كرنفالية بوش الديمقراطية. صحيفة )الإندبندنت) البريطانية شبهت ما يجرى في المدن العراقية بما جرى في المدن الفيتنامية عام 1968. ثقافة القتل والإبادة في العقلية الأمريكية ترجع إلى الماضي البعيد إذ حدثت أعمال إبادة على (الهنود الحمر). إلى موت البشرية كلها على حد تعبير نعوم تشومسكي (إنهم جماعة القتل الذري). ويرى وزير خارجية روسيا أن توجه أمريكا إلى صناعة أسلحة نووية ذات تأثير محدد في مدن محددة ومساحات محددة هو توجه خطير يحمل كثيرا من التهديد للعالم والسلام العالمي. علق أحد على مقال افتتاحي لجريدة(الغارديان) حول مجزرة حديثة التي يرتكبها الأمريكيون وسلطته العميلة في العراق,مستنكرا لنبرة بالقول:(ليس بحكم التدريب على ثقافة العنف والقتل وإجازة القتل الجماعي, انما يمارسون عقيدتهم العنصرية المتأصلة في الجنرلات ,الأمريكيون في وقت يعملون فيه على إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية وتأجيجها واللعب على حبالها مع قياداتها وسلطته العميلة المسجونة في منطقة الخضراء, تنعم إدارة بوش بثروات العراق النفطية بعد انتهاء مرحلة بوش ودفع العراق إلى قيام علاقات دبلوماسية مع إسرائيل طالما أن الحرب قامت في الأساس لمجموعة أهداف من بينها وأهمها إقامة علاقات كاملة بين إسرائيل والعراق وتتيح للشركات الإسرائيلية والصهيونية اقتناص مغانم إعادة إعمار العراق إضافة إلى تمويل إسرائيل بالنفط وتخرج العراق من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي, أن الاتفاقية التي تعمل الإدارة الأمريكية لفرضها على العراق هي أكثر خطورة من كل الاتفاقيات التي تفرضها على الشعوب المحتلة, كمقدمة لتحويل العراق إلى مستعمرة دائمة, فالولايات المتحدة تحت يافطة محاربة الإرهاب ووقف نزيف الدم في العراق,كما يطالب المفاوض الأمريكي إقامة 50 معسكرا وفضاء مفتوحا للحركة الجوية, أن يبقى جنودهم متمتعين بحصانة قضائية بحيث لا يستطيع القضاء الاحتلالي محاسبتهم , وبعدد غير محدود من القوات في العراق. ملاحقة العراقيين في أنحاء العراق, كما يسعى الأمريكيون للتوصل إلى معاهدة تعطيهم الحق في إعطاء حرية الحركة وتنفيذ العمليات واعتقال في العراق. يطالب الجانب الأمريكي بإعطائه حق الاعتقال والاحتجاز دون حدود وأسباب, تطلب صلاحيات مطلقة تعتبر انتقاصا للسيادة العراقية,وهذا ما يرفضه الشعب العراقي ويتلاحم مع المقاومة الوطنية الشريفة في دحر الاحتلال وأسقاط العملية السياسية الاحتلالية . من ناحية أخرى فيما عرف من تفاصيل مسودة الاتفاقية حتى الآن- يقول الخبير السياسي الألماني ماركوس كايم,والمتخصص في الشؤون الأمريكية العراقية إن المشكلة الأساسية تكمن في رأيه تريد السماح لأمريكا باستعمار العراق استعمارا دائما وسرق ثرواته وإخراجه من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي. يتفق الكثير من المراقبين والمتابعين من العالم وخاصة العرب منهم علي أن الولايات المتحدة الامريكية قد فشلت في العراق ويجزم بعضهم بهذا الفشل لأن الديمقراطية التي وعدت العراقيين بها لم تتحقق وكأن هذا هو الهدف الامريكي من احتلال العراق. وتلعب ادارة الرئيس الامريكي المجرم جورج بوش علي وتر اطالة الحرب في العراق باختلاق حرب مفتوحة مع مقاومة عراقية حينا وكونية حينا آخر جاعلة من عنوان القاعدة بعبعا تحرك لمواجهته الرأي العام الغربي عموما والامريكي خاصة وتخوف به أنظمة المنطقة العربية/ الاسلامية لتجييشها ولبيعها أسلحة لن تستعمل ولجعل وجود القواعد العسكرية الامريكية واستمرارها أمرا مطلوبا. واذا ساهم مشروع الامريكي في لعب دور كبير في تنامي مشروع الامبراطورية الصفوية وعودة الصراع التاريخي التقليدي بين الفرس والعرب في تجليه الاسلامي: الي النور لتعطي للأنظمة العربية التي وقعت مع الادارة الامريكية اتفاقيات دفاع لمكافحة الارهاب مبررا أمام شعوبها للالتزام بتلك الاتفاقيات. ومع ملاحظة أن المشروع الأمريكي الذي يشكل احتلال العراق جزءا منه هو مشروع سيطرة كونية فهل يمكن الحديث جزما بالفشل و/ أو النجاح عن مشروع وصفه واضعوه بأنه مشروع القرن الواحد والعشرين بمعني أن آفاق نتائجه ستستغرق مائة عام وستؤسس للقرن القادم؟. ومن باب التذكير نشير الي مبدأ ايزنهاور في خمسينيات القرن العشرين الذي دعا فيه الي الحلول في الفراغ في منطقة الشرق الأوسط بعد انسحاب بريطانيا منها وقد تظاهر أبناء المنطقة في حينه احتجاجا علي خطة ايزنهاور حسب توصيف سياسيي ذلك الوقت . وانسحبت بريطانيا من منطقة الخليج ولم تحل امريكا في الفراغ حتي أنها لم تشارك في حلف بغداد الذي كانت وراء اقامته، واكتفت الولايات المتحدة الأمريكية باقامة قواعد سرية في بعض الدول العربية. و قرر سياسيو ذلك الزمن العرب فشل مشروع ايزنهاور . وبدءا من 1991 بدأ مشروع ايزنهاور يتجلي بدعم عربي كان من بين داعميه آباء القومية العربية تحت عنوان (تحرير الكويت) من دخول الجيش العراقي واستكمل خطوته الأخيرة باحتلال العراق في 2003. نكتفي بالمثل أعلاه من غير تعليق علي القائلين بـ فشل امريكا في العراق أو القائلين بنجاحها
فلكل مشروع حظه من الفشل والنجاح التكتيكي انما في اطار آفاق استراتيجية المشروع المطروح وتكتيكات خطواته التنفيذية والدور الذي تقوم به الأطراف التي يطالها المشروع وما اذا كانت جزءا منه أو أداة له أو معارضة للمشروع ولديها مشروعها الخاص.للأسف يمكن تسجيل سلبية الأنظمة العربية واتخاذها حالة الحيرة من أمر يعنيها هذا اذا اعتمدنا حسن النية لكن الأمر الأوضح أن ما يعني الأنظمة العربية هو استمرار الأشخاص القائمين علي السلطة في الحكم بصفتهم الشخصية وليس كمكلفين من قبل الشعوب التي يحكمونها كما يمكن أن يؤخذ علي هذه الشعوب عدم اهتمامها . أما الانجازات التي حققتها الادارة الامريكية الحالية بما هي مشروع امبراطورية حسب القائلين بـ الامبراطورية الامريكية فقد كان أولها وعلي رأسها : تغيير السلطة في أفغانستان التي شكلت فاتحة حروب القرن حسب تعبير الرئيس بوش؛ الاطاحة بنظام العراقي والأصح استبدال سلطة صدام حسين بسلطة أكثر ولاء للمركز الامبراطوري وكان أول قرار اتخذته السلطة لاحتلالية في منطقة الخضراء هو العودة الي تسعير النفط العراقي بالدولار بعد أن كان النظام العراقي السابق قد تحول في تسعينيات القرن الماضي الي تسعير النفط العراقي باليورو وهو من بين أحد أسباب الحرب عليه حسب بعض المحللين الغربيين والعودة الي تسعير النفط بالدولار هو الانجاز الثاني لادارة المجرم بوش حيث يشكل الدولار بما هو سلعة من أهم ركائز الاقتصاد الأمريكي أما الانجاز الثالث والأهم في رايي فهو أن ادارة بوش قد أرست قاعدة العمل الأحادي من غير العودة الي الأمم المتحدة أو حلفائها مما يعرف بالدول العظمي وهو الانجاز الذي يؤسس للفعل الامبراطوري . والأمر الأخير موضع جدل داخل الأوساط السياسية الأمريكية حيث يري البعض وجوب العمل علي أساس الشراكة ويشيرون في هذا الصدد الي نجاعة التحالف العدواني الذي أداره بوش الأب في حرب عام 1991 بينما يري آخرون الي ضرورة التفرد الأمريكي ويري البعض الآخر ضرورة ترك الخيارات مفتوحة ويعتبر في الأمر الأخير موقف المرشح الديمقراطي للرئاسة الامريكية باراك أوباما الأوضح في مقاله حول سياسته لو نجح في الانتخابات القادمة ( نص المقال في foreigne affairs عدد يوليو / تموز أغسطس / آب 2007 ) . الي كل ما تقدم يضاف أن مفهوم الردع يقتضي بين الحين والآخر تأكيده باستخدام بعض من استعراض القوة وهو ما تقوم به الادارات الامريكية بين الحين والآخر منذ سقوط الاتحاد السوفياتي وذلك باختيار أهداف غير مكلفة عسكريا بالأرواح ومحركة لعجلة الاقتصاد الذي تشكل فيه الصناعات العسكرية والانفاق العسكري أحد ركائز العملية الاقتصادية في الدول الحديثة .ومن المفيد الاشارة الي أن مبدأ الحرب الاستباقية ليس جديدا فقد كان دائما قيد الاستعمال من قبل كل الدول التي شكلت الحرب عماد سياسته. قد يقول البعض أن تغيير السلطات من قبل الولايات المتحدة ليس جديدا فقد اعتقلت ادارة بوش الأب رئيس بنما نورييغا وحاكمته في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار بالمخدرات كما قامت ادارة الرئيس كلينتون باسقاط الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش وتم تسليمه الي محكمة لاهاي الدولية ومحاكمته كمجرم حرب لكن الحالة الجديدة مع بوش الابن ارتبطت بمشروع تغيير صورة الأنظمة تحت عنوان تعميم الديمقراطية و تحرير التجارة وضمان أمن الإسرائيل لأن مصلحة امريكا تقتضي ذلك . ففي قراءة اضافية يمكن رؤية العمل العسكري الامريكي تدريبا لصورة العمل الامريكي لادارة أمن العالم في نظام العولمة الذي تتوضح ملامحه تدريجيا تحت عنواني : مكافحة الارهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية حيث يجري تحت هذين العنوانين تدريبات مشتركة بين العسكر الامريكي وعساكر دول العالم الأخري تحت اشراف القوات الأمريكية سواء في اطار الناتو أو تحت اشراف أمريكي مباشر ما يعني تبدلا في المهام العسكرية للجيوش والذي قد يبدو لها أحيانا وجها انسانيا كالمساعدة في حالات الكوارث. والحديث عن نشر القيم وتعميم الديمقراطية وتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط سواء الصغير أو الكبير أغرت وتغري القوي والنخب السياسية المعارضة لسلطاتها في المنطقة فالذين صدقوا ذلك الادعاء هم الذين يتحدثون عن الفشل الامريكي والادارة الامريكية الراهنة والتي قبلها والتي ستأتي بعدها فاشلة في هذا الأمر الذي لا تريده أصلا الا في حدود ما يخدم مصالحها. ويجري التركيز الاعلامي علي فشل ادارة الرئيس بوش الامريكية في العراق ونحن أمام ثلاثة نماذج عن العمل العسكري الامريكي علي الأقل من ممارسات هذه الادارة: أفغانستان الذي اعتمدت فيه مبدأ الشراكة الدولية بقيادة حلف الناتو . العراق الذي اعتمدت فيه العمل الأحادي الذي لونته بـ تحالف دولي لاحقا وقبلت فيه وصف الدولة القائمة بالاحتلال. الصومال الذي قامت فيه بـ حرب بالوكالة لأن للتجربة الامريكية في الصومال نكهة غير محببة في امريكا. يضاف الي نماذج ادارة بوش نماذج ادارة كلينتون في صربيا والعراق : الضغط العسكري والاقتصادي أيضا هناك نموذج ادارة بوش الأب في بنما حيث قامت القوات الامريكية باعتقال الرئيس نورييغا ومحاكمته وسجنه في الولايات المتحدة . هذا في مستوي رؤساء الدول ؛ أما علي مستوي الأفراد فتقوم الولايات المتحدة الامريكية باعتقال أي شخص تشتبه فيه : اما مباشرة بواسطة وكالاتها السرية المنتشرة علي مستوي العالم أو بواسطة أجهزة مخابرات الدول التي تتعاون معها في اطار اتفاقيات مكافحة الارهاب حيث تعمل مكاتب ال ف.بي .إ ي . وفي اطار الحديث والتحليل عن ادارة المجرم جورج بوش الابن يجد البعض عن قصد أو قصد متعة في الحديث عن المحافظين الجدد وكأنه اكتشف البارودفقد جري انتخاب الرئيس بوش للفترة الرئاسية الثانية بأغلبية مريحة وكان قد خاض حربيه في أفغانستان والعراق وأعلن عن الأولي أنها أولي حروب القرن بمعني أن موضوع الحرب علي الارهاب وطريقة ادارتها ليست مشروع المحافظين الجدد فقط بل هو مشروع أمريكي للسيطرة علي العالم يلقي قبولا شعبيا وما برز لاحقا من معارضة لادارة الرئيس بوش في ضوء ما صار يطلق عليه وصف المستنقع العراقي يدخل في اطار التنافس السياسي فيما بين القوي الامريكية لادارة مشروع السيطرة وهو معارضة لتكتيك ادارة المشروع وليس للمشروع نفسه . وتبقي الأقلية بتياراتها المختلفة التي تعارض من حيث المبدأ مفهوم مشروع الهيمنة جزءا من نسيج كوني محدود الفاعلية حتي الآن . وفي النظم الامبراطورية عادة مايتم تقسيم العالم الي مناطق يتحدد أولها علي شكل مناطق قابلة للسيطرة وتساعد علي السيطرة . وفي الحالة
الامريكية الراهنة تعتبر المنطقة العربية التي أصبح يطلق عليها وصف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منطقة نموذجية فهي قابلة للسيطرة لانعدام مشروع خاص بها وهي تساعد علي السيطرة بامتلاكها أهم احتياطي نفطي حيث النفط مادة تحريك وتنشيط آلة الاقتصاد الحديثة بما هو مصدر رخيص للطاقة . و تليها المناطق القابلة للاحتواء وهي مناطق محدودة القدرة انما لديها مشروعها الخاص مما يجعل مسألة السيطرة عليها مكلفة ليكون احتواؤها أقل اقلاقا والاحتواء في هذه الحال يعني منح مثل هذه البلدان دورا محدودا ومحددا في اطار المشروع الكوني للامبراطورية وتمثل ايران الاسلامية وتركيا نموذجين لحالة الاحتواء في المنطقة الاسلامية في اطار المشروع الامريكي الراهن . ويأتي في المرتبة الثالثة الشركاء وعادة ماتكون هذه دول قادرة وتتميز بقوتها الاقتصادية والعسكرية مما يؤهلها للعب دور مكمل لدور القوة الامبراطورية وفي الاطار الراهن للامبراطورية الأمريكية تشكل مايطلق عليه وصف الدول الكبري الشريك الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية وقد أعدت لها الولايات المتحدة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يضم ما يطلق عليه وصف الدول الاسلامية . والدول الكبري الشريكة حاليا للولايات المتحدة هي : انكلترا فرنسا ألمانيا اليابان روسيا كندا وايطاليا . علي ما تقدم وانطلاقا من كون العالم يمر بمرحلة انتقالية يطلق عليها البعض وصف الثورة ويشبهونها بالثورة الصناعية فان طابع التجريب يطغي علي التكتيكات السياسية للدول صاحبة مشاريع
السيطرة وبكون من المبكر الحكم بالفشل أو النجاح والخاسر الأكبر خلال المراحل الانتقالية الدول والشعوب التي ليس لديها مشروعها الخاص بها انطلاقا من تحديد مصالح شعوبها سواء كان مشروعها معارضا لمشروع قوي الهيمنة أو متوائما معها وفي اطارها . يشكل اقتصاد الخدمات في المرحلة الحالية قاعدة النشاط الاقتصادي في الدول المتقدمة . علي سبيل المثال : يعمل في الولايات المتحدة الامريكية 3% من قوة العمل في الزراعة وتنتج مايكفي لاطعام العالم ويعمل 19% في الانتاج الصناعي بينما يعمل78% لادارة شؤون الانتاج آنفة الذكر . وبدلا من نظام الادخار الذي قامت عليه الدولة الأوروبية الحديثة وحاكتها كل دول العالم الأخري غير الأوروبية اعتمدت الدولة والمجتمع الأمريكيان علي نظام الاستهلاك فأصبحت الولايات المتحدة الامريكية مقصد كل دول العالم للاتجار معها وفي ظروف خاصة أصبح الدولار الامريكي الأداة الرئيسية لتجارة العالم وأصبح موضوع حرية التجارة الهدف الرئيس للتوسع الامريكي العالمي ولايشذ عن ذلك اختلاق الحروب الصغيرة لصالح تجارة السلاح. لكن اقتصاد الخدمات كي يكون نشطا من المفترض أن يعتمد علي قاعدة انتاجية توفر له قاعدة للنشاط غير ذلك يصبح الاعتماد عليه كعمل الأدلاء السياحيين. وبعد توقيع على صك الأنتداب في بيت الابيض , غادر جلال بوش إلى اثينا ,ليس أن نستغرب ظهور بشكل رسمي تلك المصافحة بين الكيان الصهيوني والقيادات الكردية ,القيادات الكردية لها سجل حافل بالغدر والخيانة وأيذاء العراق , وعلاقة الاكراد مع الكيان الصهيوني علاقات ودية منذ امد بعيد. بدليل ان اللقاء وصف من قبل الاسرائيليين بالحار جدا, والوجهان كانا يطفحان بالسعادة والفرح . وهناك كتب وصور ووثائق كثيرة وثقت للعلاقات الكردية الاسرائيلية منذ الاربعينات والخمسينات, ورئاسته للعراق في غفلة من الزمن ألأسود، كانت اسوء فترة في تاريخ العراق منذ عصور ما قبل التاريخ, ما زال الكيان الصهيوني متغلغل في شمال العراق العربي وفي جميع انحاء العراق الآن, بفضل الاحتلال وأذنابه العميلة, سيما وأن المواطن العراقي والعربي لا يزال بحكم الواقع في حالة عداء وصراع تاريخيين مريرين مع الكيان الإسرائيلي الذي من أجله قام الإنكلوامريكي-بريطاني-صهيوني-إيراني-كردي بتدمير العراق كما لم يفعل لا المغولي ، والعميل الطالباني حين يجهر بالكفر : ( إيران ساندت الشعب العراقي في نضالها ضد الدكتاتورية ، جميع الاحزاب العراقية بما فيها الكوردية والاسلامية وزمرة عزيز محمد- حميد مجيد موسى
العميلة كانت متواجدة في إيران، كما دعمت إيران سقوط نظام صدام ، ودعمت مجلس الحكم والانتخابات والدستور العراقي وانتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في العراق ، إيران استغلت علاقاتها الجيدة مع بعض الاطراف في العراق للمساعدة على استتباب الأمن والاستقرار فيه ) !. هذه الكوارث الإيرانية الكبرى لا تعني في قاموس الطالباني تدخلاً سافراً كافراً في شؤون العراق ، إنها مجرد مجاملات فارسية مجانية من صلب الأعراف الدبلوماسية الحقيرة مثلما يمارسها السفير كاظمي قمي ويباركها هوشي زيباري . هكذا ، بعد أن برأ إيران براءة الذئب من دم يوسف العراقي فند العميل الماكر الطالباني بلسانه حاجة العراق إلى القواعد العسكرية الأمريكية, كما لا ينكر نفسه غلمان طهران في العراق ،طالما ما دامت إيران مثلما هو يجزم لا أطماع لها في العراق فلماذا تبقى الجاجة الملحة إلى ما يتوسلها من قواعد امريكية فاشية ستجثم على صدور العراقيين إلى الأبد.غريب أمر الطالباني الذي سهل وصوله إلى سدة الحكم بدبابات المحتلين, لكن أكثر غرابة هي تلك التبريرات التي يسوقها المجرم لمجزرة بشت ئاشان لتأبيد العراق بالإتفاقيات الإنتدابية الإستعبادية حين يضيف من أمريكا قائلا : "إنّ الاتفاقية ستكون بين دولتين صاحبتي السيادة والاستقلال السياسي بهدف تخليص العراق من العديد من المشاكل ، وبعض الجهات لاتتفهم هذه الحقيقة ، فالعراق مازال خاضعا للبنـد السابع من ميثاق الأمم المتحدة كما أن القوات المتعددة الجنسيات لها صلاحيات كثيرة في العراق لذا فالمحاولات التي تجري الآن هي بهدف أن يستعيد العراق سيادته الكاملة"!. مهلا علينا بحق الكعبة ، واحدة , واحدة يا مجرم بشت ئاشان ، نحن لا نتفهم (كما تقول) هذه الحقيقة ,اشرح لنا ماذا تعني "إنّ الإتفاقية ستكون بين دولتين صاحبتي السيادة والإستقلال السياسي" ، متى سيكون الإستقلال السياسي والسيادي للعراق ؟ هل سيكون قبل البصم على الإتفاقية أم بعده ؟! . كيف الكوة
الإستقلال أن تتسع على فضاء الحرية في العراق إذا ما ألقمتها يا خائن بحجر الإتفاقية الظلامية ؟! . وإذا ما تم البصم على الإتفاقية قبل الإستقلال العراقي الناجز أفلا يعني ذلك استفراد أمريكا المتجبرة بالعراق ومخالفة صريحة للقوانين الكونية , كما نصت في معاهدة فينا للإتفاقيات الدولية (1969) وسواها من قوانين الإجماع العالمي ؟! طيب : أنت تنبح بأنّ العراق ما يزال خاضعاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة فهل يكون تحرير العراق من قيود التعويضات كما صيغت وفق هذا البند بتكبيله بقيود اتفاقية إنتدابية مهما أسبغتَ عليها من مساحيق التجميل فستبقى الوجه الآخر للإحتلال المباشر سيما تصرعلى استضافة قواعده العسكرية وكوارثها السياسية ومصائبها السيادية و(استحقاقاتها) المافيوية وأعبائها النفسية على الشخصية المواطن العراقي حتى يوم الفناء؟! . لن يشعر الامريكان وعملائه في العراق بأمن مهما طال بقاؤهم فيه. ان الشعب العراقي شعب صبور وطويل النفس ولن يخضع للذل والهوان، ويأبي هذا الشعب ان يخضع للاحتلال او يحكم من قبل الغزاة وعملائه ـ مهما طال الزمن ـ وتنهب خيراته ويتمتع بثرواته الاجانب وهو محروم من ذلك. لكل عراقي أن يسأل نفسه ماذا جني من الاحتلال وتنصيب حكومة الاحتلالية , كان العراق موحد وحر ومحافظة علي ترابه وثرواته الطبيعية، والبديل جاءت حثالات الذين قدموا من ايران ومن الغرب ودخلوا العراق علي ظهر الدبابة الامريكية وساهموا مع المحتل في سرقة ونهب نفط العراق أو اهدار ثرواته وكرامته ، يعيشون في المنطقة الخضراء تحت حماية الامريكان والصهاينة ويأتمرون بأمرهم ولا يعلمون شيئا عن الشعب العراقي المحتل الذي يعيش بلا طعام ولا ماء ولا كهرباء ولا رعاية صحية ولا تعليمية، ويعملون علي اثارة الفتنة بين اهل العراق لاضعافه وتمزيق وحدته، وهذا ما نجح فيه الاحتلال الامريكي، والتدخل الايراني في الشؤون الداخلية. متي كان الشعب العراقي يفرق بين شيعي وسني وكردي ومسيحي الا بعد الاحتلال الامريكي وحكم من قبل ايران وامريكا؟ والشعب العراقي يعرف ذلك جيدا ولن ينسي من اقترف كل المصائب التي تحدث ولا يرضاها اي إنسان وفي قلبه ذرة من الأيمان.نقول للشعب الأمريكي بأن قوات غزاة المحتلين لن تشعروا بالآمان في العراق، وسوف تسهمون في زيادة جثث الجنود الامريكين، وان عملاءكم لن يزيدوكم الا حسرة وندامة، ولو خرجتم من العراق لن يحكموا العراق ساعة واحدة وهذا دليل قاطع علي ان الشعب العراقي يكرههم ويعتبرهم هم الذين دمروه، وضللوكم بأنهم يمثلون الشعب، والدليل انهم لا يستطيعون ان يخرجوا من المنطقة الخضراء الا بحماية امريكية، كفي افتراء علي انهم يمثلون الشعب العراقي، كفي استهزاء بعقول الشعب العراقي وهم يقتلونه ليل ـ نهار، وما فيه مدينة الا دمروها علي اهلها واصبح الناس بدون مأوي، الايام القادمة حبلي بمزيد من المقاومة والجهاد، ولن يسكت أهل العراق عن الدمار الذي طال كل مدن العراق، ان شعبا يقتل يوميا سوف يكون الرد قاسيا, والشعب العراقي لم يثر بعد وهو علي حافة الثورة الشاملة، وهذا ما سوف يحصل في الايام القادمة، وان غدا لناظره لقريب، ودماء العراقيين ثمنها غال وسوف تكلف الكثير.
ناجي حسين
أدارة المجرم بوش: نحو ترسيم الهيمنة بقلم:ناجي حسين
تاريخ النشر : 2008-07-26