الثوب الفلسطيني
الأزياء الفلسطيمية قديمة قدم الإنسان الفلسطيني نفسه وقد دلت النقفوش على أن الكنعانيين ارتدوا الملابس الجلدية ، ثم عرفوا الغزل والنسيج ، وقد عنو بزخرفة ثيابهم ، وقد وجد في مدافن فرعونية صور لكنعانيين يرتدون الثياب المزركشة وإحدى هذه الصور لرجل يلبس ثوبا مزركشا وياف حول غطاء رأسه شريطا يشبه العقال المعروف اليوم ، وتظهر بعض تلك النقوش نساء كنعانيات يرتدين ملابس شديدة الشبه بالثوب الفلسطيني المطرز المشهور.
يمتاز ثوب المرأة الفلسطينية بأناقته و جماله و‘بداعه وحشمته . وهو يصنع من حرير التوبيت أو الحبر الأسود ، ويطرز على الجانبين عموديا على كل جانب بنقوش هي تحفة فنية، وتتقاطع من الأسفل مع خطوط ونقوش أفقية ، أما منطقة الصدر فهي مربعة الشكل ، وتسمى بأكملها القَبة ، وهي أكثر منطقة مطرزة في الثوب ، وفي أعلاه فتحة دائرية تمتد منها القَبة العادية على شكل 7، وله أردان عبارة عن قطعة قماش من نفس قماش الثوب لكنها غير مطرزة ، وتمتد من أسفل الكتف الأيمن إلى أسفل الكتف الأيسر من الخلف .
وتطريز الثوب لا يأتي عشوائيا كيفما اتفق ، بل نتيجة تخطيط وتصميم مسبقين يتمان بدقة متناهية .وأول عمل تقوم به المرأة عند عمل ثوب جديد لها هو اختيار العِرق وهو نوع وطراز النقش الذي ترغبه ، ثم تشرع في تطريز ثوبها على قطع منفصلة من القماش _ وكل قطعة لها اسم خاص ، فالبدن هو الجزء الأمامي والجزء الخلفي من الثوب ، والبنيقة تطلق على جابيه ، والقبة هي منطقة الصدر ، وعقب الانتهاء من تطريز تلك الأجزاء تعمد الفلسطينية إلى وصلها ، وتسغرق عملية التطريز شهورا .
الِعرق
العرق هو الشكل الهندسي أو النقش الذي يطرز على الثوب ، ومن العجيب أن العرق يعتبربمثابة وثيقة لتخليد الأحداث الهامة تماما مثل الطوابع البريدية إلا أنه سبقها في هذا المجال ، فعندما يحدث حدث هام في فلسطين أو في الوطن العربي؛ تعمدالفلسطينيات إلى تخليده نقشا يبتكرنه على ثيابهن الجديدة رمزا لذلك الحدث ، وينتقل العرق عبر الأجيال ويبقى ، ولكل عرق قصة ، ومثال ذلك من التاريخ القريب عندما؛ عندما اقتحم الجيش المصري خط بارليف الحصين في حرب تشرين 1973 برز عرق جديد على ثياب الفلسطينيات هو عرق خط بارليف ولا يزال يطرز ، وهناك عرق الانتفاضة ، ومن العروق الشائع عرق البط وهو يغلب عليه الحرير الأحمر أو الأصفر لا غير
وعرق صفة الجمل وعرق الصابون وعرق الحماة وكنتها وعرق طريق القدس وعرق مكة وعرق التيل الذي برز في منطقة الخليل عند اعتقال قوات النتداب لمجموعة من رجال قرية حلحول خلف االاسلاك الشائكة في العراء في حر الشمس اللاهب لأيام متواصلة عانوا خلالها أقسى أنواع العذاب ، ولكل منطقة في فلسطين عروقها الخاصة المتميزة وبعض العروق شائعة في كل فلسطين ، .
وهناك ثوب بسمى تبعا لطريقة تطريزه ثوزب المناجل وهو لا يمتاز بعرق محدد بل تطرز عليه أشكال هندسية مستطيلة متراصة طوليا ولا يتجاوز طول الشكل منها 2 سم .وأما ثوب (الملجة)بالجيم المصرية ، فهو الثوب الذي ترتديه العروس الفلسطينية يوم زفافها ، وهو ثوب فائق الأناقة والحسن مطرز ومنقوش بشكل خاص يميزه عن بقية الثياب ، ويقال : إن لفظة ملجة محرفة عن لفظة ملكة فهذا الثوب كان اللباس الخاص للملكات الكنعانيات .
ثوب الملجة (الملكة)
من المؤسف أن الكثير من الفتيات الفلسطينيات قد تخلين عن الثوب الفلسطيني المطرز المشهور بين الأزياء العالمية ولبسن الملابس العصرية ، ولم يعدن يظهرن بالثوب إلا في المناسبات، ومما يقلق أن يأتي اليوم الذي لا نعود نرى فيه ذلك الثوب الذي ارتدته النساء الكنعانيات منذ آلاف السنين وتوارثته الفلسطينيا عبر الأجيال ، وقد ارتدته الكثير من نساء العالم المشهورات ،إما إعجابا به كزي راق وإما تضامنا مع الشعب الفلسطيني في مناسبات معينة ، ومثال ذلك ما فعلته الممثلة البريطانية الشهيرة ( فانسيارد غريف ) .
فكيف تتخلى عنه الفلسطينيات ليتركنه لنساء العدو ؟ فالذي سرق الأرض سرق التراث أيضا ليثبت قدم وجوده على هذه الأرض ، ولهذا فقد طالب( موشيه دايان) وزير الدفاع الصهيوني الأسبق في الكنيست بإنشاء مؤسسة لشراء المطرزات الفلسطينية وكل ما له علاقة بالتراث الفلسطيني
من أجل تجييره لصالحهم لإيهام العالم وللتأكيد لأجيالهم بأن كل ما في فلسطين هو لهم وبأن جذورهم تمتد عميقا فيها ، وقد ارتدت زوجة دايان نفسه الثوب الفلسطيني ونشرت لها الصحف صورة به .
ومعروف أن الزي الرسمي لمضيفات شركة الطيران الإسرائيلية( العال) هو الثوب الفلسطيني المطرز .
وهذه دعوة للفتيات الفلسطينيات بعدم التخلي عن ذلك الثوب المتميز فهو هوية وعنوان إضافة إ لى جماله وأناقته ، وحبذا لو تلزم السلطة الفلسطينية والدولة الفلسطينية القادمة بإذن الله الموظفات العاملات في دوائرها بارتدائه زيا رسميا ،وألا تكون المشاركة في المحافل الدولية للفلسطينيات إلا به .
انور الوريدي
الثوب الفلسطيني ! بقلم:انور الوريدي
تاريخ النشر : 2008-07-26