متى سنحترم أنفسنا ونحك جلودنا بأظافرنا!! بقلم:سماك برهان الدين العبوشي
تاريخ النشر : 2008-07-26
متى سنحترم أنفسنا ونحك جلودنا بأظافرنا!! بقلم:سماك برهان الدين العبوشي


متى سنحترم أنفسنا ونحك جلودنا بأظافرنا!!!.

منذ انطلاق أتفاق أوسلو ، فقد جرى الحديث طويلاً حثيثاً عن خارطة الطريق وما تحتويه من مراحل استحقاقات سجري تباعاً تنفيذها وصولاً لوضع حل نهائي للصراع العربي الصهيوني أو كما أطلق عليه تحجيماً ( الصراع الفلسطيني الإسرائيلي!!) لتتم بعدها وضع أسس الدولة الفلسطينية المزمع إقامتها وعلى جزء يمثل ثلث أراضي فلسطين التاريخية ، ورغم مرور تلك السنين ( عجافاً !!) إلا أننا ما زلنا نتحدث ملء أفواهنا عن استحقاقات المرحلة ( الأولى !!) من خارطة الطريق ودون كلل ولا ملل وبأمل نحسد عليه وصبر يُشهد به لنا... فهل يعقل هذا بالله عليكم!!؟.

ذاك ما جرى على لسان أخينا الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير حين أطلع السفير الياباني باشنوري كاتوري والقنصل الفرنسي آلان ريميه على النتائج التدميرية التي ترتبت على قرار حكومة إيهود أولمرت ببناء مستعمرة جديدة في الأغوار، حيث التمس لدى السفيرين آنفي الذكر بوجوب قيام المجتمع الدولي بإلزام الحكومة الصهيونية بإلغاء تلك القرارات !!، كما وصف أن العدو الصهيوني بما يمارسه من سياسة إنما يعني تدمير عملية السلام !!، فأي منطق استجداء ذاك وأي عملية استدرار للعطف الدولي !!... متناسياً تماماً تلك الحكمة القائلة ( ما حك جلدك غير ظفرك)!!.

قلنا في مقال سابق لنا أن مفاوضاتنا مع العدو بأنها كالحرث في مياه البحر!!، كما وشبهناها أيضاً بذاك الحليب الذي سنجنيه من الثور!!، كما ونوهنا كثيراً ورفعنا صوتنا عالياً منبهين محذرين بأن العدو ما كان يحترم الضعيف ولا يأبه لصيحاته وتوسلاته وأنينه كما أنه لا يعير اهتماماً لدول العالم ولا لمنظمتها الأممية ، كما ونوهنا بمقالاتنا السابقة كما نوه غيرنا من الكتاب الأفاضل أننا كلما تنازلنا أمام العدو كلما جابهنا بصلف وعنجهية يتمثل بتصاعد وتائر الاستيطان من جانب و باجتياحات وتدمير لما تبقى من بنى تحتية في الضفة الغربية من جانب آخر، ولعل ما يؤيد وجهة نظرنا ما اقترفه العدو من اجتياح و تدمير جرى في نابلس قبل أيام معدودة طال مرفقاً تجارياً هاماً يقتات منه المواطنون الآمنون رغم أجواء السلام والتهدئة والمفاوضات الثنائية بينه وبين السلطة الوطنية الفلسطينية ، فأي استهانة بالسلطة وأجهزتها وأي احترام لوعود وعهود قطعها العدو للسلطة!!.

ورغم ذلك التعثر الذي طال المفاوضات ... ورغم الحديث عن مماطلة في استحقاقات المرحلة الأولى من خارطة الطريق التي مضى على وضع بنودها أعوام طويلة ... ورغم الإجتياح الأخير للعدو لمدينة نابلس وغيرها من مدن الضفة ، فها هي السيدة السمراء كونديليزا رايس ترى بأن هناك متسعاً من الوقت للتوصل إلى اتفاق ( سلام !!) بين السلطة الوطنية الفلسطينية وبين مغتصب أرضنا وحقنا حتى نهاية هذا العام!!، فأي ضحك على الذقون ذاك !؟، وأي تدليس تمارسه سمراء الخارجية الأمريكية!؟ ، وأي انبطاح نمارسه نحن !؟، ثم وما هَمّ سمراء الولايات المتحدة الأمريكية إن انتظرنا سنين طويلة تجرعنا خلالها مزيداً من الآلام والأوجاع لتأتينا اليوم فتحاول من جديد أن تحقننا بجرعة أمل كاذبة خادعة على أمل كاذب بأن ينتهي صراعنا مع العدو ويحل السلام والوئام لتبدأ صورة دولتنا الفلسطينية المزعومة نهاية هذا العام في حين أنها تمارس الضغط على السلطة الوطنية لتمنع الحوار الوطني الفلسطيني المزمع عقده في القاهرة!!، ثم ما هي مواصفات دولتنا هذه المفصلة والمرسومة وفق الرؤى الأمريكية الصهيونية!!؟.

جرعات من التخدير كانت تزرق تارة في أوردتنا وتارة أخرى في عضلنا مقرونة بالكذب والدجل والتدليس من هذه السمراء ورئيسها الكذاب الأكبر بوش الصغير ... وما هي إلا أشهر معدودة سيرحلان إلى الأبد مخلفين وراءهما أضغاث أحلام سنجترها كالعادة دوماً بانتظار عهد رئاسي أمريكي جديد ليبدأ كالعادة من نقطة الصفر ولتبدأ مرحلة جديدة من رحلة الكذب والتدليس والخداع دون أن نتعظ مما سبق من مثيلاتها ، فيما العدو يزداد خلالها توسعاً واستيطاناً وتمزيقاً لأوصالنا ... ونحن نتسربل بفرقتنا وعارنا وتشتتنا وتناحرنا ... وأضغاث أحلامنا!!.

ولمن يراهن على حكمة أوباما وإمكانية حياديته ... أقول ... ها هي بشائر حياديته تظهر أمام ناظريكم ... حيث زارالكيان الصهيوني لأكثر من ( خمس وثلاثين ساعة ) كما أعلنت وكالات الأنباء العالمية فيما مكث ضيفاً على رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية ( خمساً وأربعين دقيقة بالتمام والكمال ) ... فكانت من نتائج تلك الجولة التفقدية التاريخية لمرشح الرئاسة الديمقراطي الأسمر هذه المشاهد التي تنبئنا بالكثير من المعطيات : مشهد إحراج أوباما للسيد الرئيس أبي مازن ورئيس وزرائه السيد سلام فياض برفضه تناول وجبة الغداء المتفق عليها مسبقاً معهما والمتكونة من الأطباق الفلسطينية المشهورة كالمنسف والمقلوبة وغيرها حيث فضّـل بدلاً عنها أن يتناول غداءه في فندق الملك داود ، مشهد رفض زيارته لضريح الرئيس الشهيد المغدور أبي عمار ( رحمه الله ) في حين زار نصب ما يسمى بمحرقة اليهود وهو معتمر على رأسه طاقية اليهود التقليدية في رسالة واضحة لليهود أنه معهم قلباً وقالباً ، ومشهده حين خاطب الصهاينة مؤكداً لهم علانية أن القدس ستبقى عاصمة أبدية موحدة تحت السيطرة الصهيونية رغم أن القدس مازالت ضمن استحقاقات خارطة الطريق التي ستناقش لاحقاً !!!!، وغيرها وغيرها من المشاهد التي توجب علينا أن نقف عندها ونتفكر بها لنستخلص منها العبر والدروس فلا نغرق في شبر من مائها الضحل!!.

فأي دليل تريدونه أكبر حجماً وأكثر نصاعة وشفافية من مواقف مرشح الرئاسة هذا وتصريحاته ... حقيقة هو لم يخدعنا ولم يظهر لنا غير ما يتبناه ويؤمن به ... فقد أفهمنا إياها قولاً وفعلاً !!.
فمتى والحالة هذه سنحترم أنفسنا فنحك جلودنا بأظافرنا بدلاً من أن ننتظر من يحكها لنا!؟.
الأمر متروك لكم أيها السادة الأفاضل من أولي الأمر والنهي!!.
سماك برهان الدين العبوشي
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
[email protected]