(2) المنزل : هو ذلك الحيز من المكان ، الذي نقضي فيه معظم حياتنا ، ونلجأ إليه عندما تبتسم الدنيا لنا ، أو تضيق من حولنا . فهو موضع استقرار النفس ،لا نشعر بالراحة والهدوء ، مع أزواجنا إلا فيه ، و لا نأتمن غيره ، على نفائسنا .فيه نحسن إخفاء حوائجنا الثمينة ... وهو فوق ذلك جزء منا، يحدد سلوكنا ،ويؤثر في تصرفاتنا ،وأفكارنا، وعواطفنا ... وصد ق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إذ قال :{ من سعادة المرء المسكن الواسع } ( رواه بن حبان في صحيحه بسند صحيح على شرط الشيخين) وعن يعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال : رسل الله صلى الله عليه وسلم { أربع من السعادة المرأة الصالحة ،والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء} . { .ويقول الدكتور عبد الوهاب :[ فهو ليس بأمر محايد أو بريء .... فهو عادة ما يجسد رؤية للكون تؤثر في سلوك من يعيش فيه وتصبغ وجدانه شاء أم أبى .] ( مقال الإنسان والشيء ) . إن عدم مراعاة الفن المعماري ألإسلامي عند بناء منازلنا ،والاهتمام فقط بالجانب الوظيفي للمنزل ، يعرضنا إلى نسيان هويتنا ، وشخصيتنا ، ويزعزع ثقتنا بأنفسنا ،ويسهل على الفلسفة الشهوانية ، المادية ،احتواءنا ...وأثاث المنزل،هو الآخر له علاقة بهويتنا . لا يطلب لملأ فراغ الجدران فقط، بل له أهمية في حياتنا اليومية، وخصوصيات حضارية و ثقافية، سواء على المستوى العملي، أو الجمالي.ومن ثم علينا أن رفض الرؤية المادية للأثاث، التي تفضل البساطة على الجمال المركب. يقول المسيري :[ وأثاث المنزل عادة وظيفي يلفظ أي خصوصية باسم الوظيفة والبساطة . ولكن البساطة هنا تعني في الواقع غياب الخصوصية. ](مقال الإنسان والشيء ) .
(3) الطعام : شيء ضروري لاستمرار الحياة عند كل كائن حي .وهو حق لكل ذي كبد رطب .روى عبد الله بن عمر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{ عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.} (متفق عليه ).وتناول الطعام له عادات وطقوس ، تختلف من مجتمع إلى لآخر. ولكنها في النهاية تفق على الأقل، على الجلوس مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء... حول المائدة لتناول الطعام وأطراف الحديث معا .أما ظاهرة الساندويتشات والأكل والشرب جريا ، أو وقوفا .فقد نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : { لا يشربن أحدكم قائما فمن نسي فليستقي } (رواه مسلم) وثبت علميا أنها عادة تضر بالصحة ، بالإضافة إلى أنها تدفع إلى التخلي عن القيم الأخلاقية الرفيعة ، كدعوة الضيوف ،وإقامة الولائم ، وإطعام الطعام في سبيل الله ... ] يقول المسيري [ أما ظاهرة أكل طعام قد تم إعداده من قبل ، ويأكله المرء وهو يسير أو يجري ، فهذه ظاهرة جديدة على الجنس البشري ، ولا بد أن ننتبه إلى الرؤية الكامنة وراءها ، فهي رؤية تعتمد السرعة والحركة ، في الحيز المادي مقياسا وحيدا ، وهي بذلك تحول الإنسان إلى كائن نمطي يشبه الآلة .]
(4) الفن : (يتبع)
وصية المسيري (2) بقلم:عمر حيمري
تاريخ النشر : 2008-07-25