فتح بين التجديد والتمجيد
بقلم : أحمد دغلس
لا يفوت على كبار فتح سنا أوشأنا ان الحركة تمر ألأصعب في تاريخها الحديث شكلته رافعه إتفاق المبادىء ( اوسلو ) وما تبعها من رحيل صمام وحدتها ودينيماكيتها المرحوم الشهيد ياسر عرفات الجامع المقرر صاحب القرار والنهي .
منذ الرحيل وعصر التجديد عصف بحركة فتح الكثير من الفكر والإتجاه ( وحِدة ) النقاش وإختلاف الرؤيا التي كانت خيوط مدرستها يتحكم بمركزيتها رجل لا خلاف عليه ، محل ثقة الجميع بوزن عالمي وشهرة لا نزاع عليها في جميع المحافل الدولية والشعبية والحركات التحررية .
الان تمر حركة فتح بمجمل قادتها وعناصرها ، بتجارب كان مسيطر عليها من قبل ألأوحد ... يستثمر منها ما شاء ، حسب حسه السياسي دون ان يفقد الرؤيا الصحيحة ، رغم كل المتغيرات التي (كانت) لا تشكل ايا من طموحاته الشخصية بجانب تطلعاته النضالية الوطنية وحرصه على تاريخه الشخصي لكونه يعتبرها أيكونتة ( التاريخية ) كان حريصا على ديمومتها بمستقبل مشرف غير قابل للإندثار وكان له ما اراد .
اليوم وبعد تجربتنا الحالية بمدرسة رسم خيوطها العريضة ياسر عرفات ، محفوظة بأبواب (هرب) خلفية ... لنجد انفسنا ( الآن ) بأن الأبواب ( الخلفية ) التي كنا يمكن ان نغادرها لنغي مدرستها السياسية ، قد احكمت دون اي امل بفتحها او التفكير بإعادة تفعيلها امام ألأمر الواقع ، المصيدة التي نصبت بفناء المدرسة التفاوضية بضباب إتفاق المبادىء الأسلوي الذي (حذر) الكثير منا من مطباته التي كانت تتطاير سرعان ما يطفوا على سطح الحدث الفلسطيني ضمانته العرفاتيه .
المشهد الحالي رغم إحترامي لفكر إنسانية مدرسته ومن يقوم عليها ، لا يبشر ولا يعمم الإطمئنان لنا كفلسطينيين ، ولا لأي من فتح ونضالها ومناضليها ، لكوني ارى الأمور جرت وتجري بدون سقف زمني نحو الأسوأ ... بل الكارثة الوطنية لكوني لا زلت مصمما بأن الكفاح والنضال الفلسطيني لن يبقى منتصبا دون عموده الفقري بفتح ( ليس ) تعصبا ، بل للواقع التمثيلي التي تمثله وتشكله حركة فتح من كل اطياف الشعب الفلسطيني سياسيا وإجتماعيا ، الضامن لقوتها وديمومتها دون نسيان صواعق التفجير وإن كانت ثانوية مقارنة بهالة جمع الإنتماء الشعبي لهذه الحركة التي تبدوا مترنحة نتيجة العجز القيادي وتفكك قيادة المدرسة التمثيلية المركزية بقيادتها ومفاوضيها ، وبعثرة مصطلحات المحادثات بين المطلوب والمفروض وحكم الممكن ، بواقع الزمن ونسيان الماضي القريب من الضم والأكل والهضم لندخل تباعا ( ويوميا ) بحالة اصعب ضمن خطة رسمت بدقة ، حلت بحال إستبدال السفاري القاقي اوبعضه الملون ببهجة القيادة المميزة (( بالربطة )) وطواقم الرسميات الكحلية المخططة طولا الأكثر اناقة !! ام حضاره ؟؟ .
جمعنا الحقائب نحو الوطن رغم ضبابية التفتيش الذهني على ابواب ما تبقى وما سلب من الوطن ، لندخل بوابة البيت لنسكن في حضن الوطن الدافىء على امل المستقبل كما قرأناه في ذهن ياسر عرفات لنجد انفسنا بين الأهل تائهين بين قدسيتهم وحقيقة إسرائيل... ومدى تفاهة وضعف ابوابها الأمنية متناسين قدرة قادتها في علم التخطيط ورسم الإستراتيجية بمقاس ( جهلنا ) وعربدة سطحية تطلعاتنا ، دخلنا التوظيف ومقاسات الرتب بمدراء ووزراء ونواب لأجد غزة والضفة تعوم بكتبيات التعيين الوظائفي والصحف بمنشتات التهاني للغالي (المدير) الحافي بالألف والباء والسين والعام بكل فئاته والنجوم والنسور والسيوف على الأكتاف!! بقبعات زرقاء وحمراء جعلتني احدق بهم لأعرفهم إن تغاضوا عن معرفتي !! من الأحبة ممن كنت اسامرهم اراشقهم المودة وخبز المضافة ... وإن كان الأكثر وطنيا لا زال في دفىء الحاضنة الفتحاوية ليتخيل لي ( مترددا ) وكأن صلاح الدين بدل الوطن بالوظيفة ... التي تناثرت على ابناء حركة فتح المناضلين وغيرهم من الفصائل واهل البلد في الداخل بحصص عائلية وفصائلية محكومة بالتوازن العائلي والفصائلي وليس بمستقبل تأسيس مؤسسات الوطن!!! الذين عجت مجالسهم بتفسير القرارات والتعينات !!! وليس بمنسوب النضال والعمل الوطني ؟؟؟ وبخصوصيات مآثرهم النضالية ... الخطوة الأولى في التفكيك والإسترخاء النضالي الذي بدء في الإنكماش (من) سوابق ما قبل تاريخ الوظيفة في السلطة الوطنية الفلسطينية ، لينهي زمن النضال الثوري الذي عفى عليه الزمن ، ليبدء البناء الوظائفي بثوب مدني وببطاقة إئتمان فصائلية بغالبية فتحاوية .. لكن في الإتجاه المعاكس بإتجاه جاهل >> سهل << بناء المستوطنات في ظل النضال التفاوضي ؟؟ وقادته الذين لم يحققوا لحد الآن قيد انمله !! عداك عن جهل ممن حمَل شاب او شابة وطنية متحمسة ( كفنا ) ليتيح لمحمسيه من المتحمسنين خطوة اكثر وأسع ، لسلطة ليست بسلطة مكبلة محاصرة بالعدو بحرا وبرا وجوا وبأهل مكبلين على الطرف الثاني والثالث من البر و في المال ومن البحر لا نرى منهم غير الطيور المارة عبرسمائهم .... فوق سمائنا متجهة الى المهجر دون الوطن لتشهد على جهلنا سرابا وجمعة ، لترى لتوثق من علو الجدار المشاريع الإستيطانية في جبل غنيم وغور فلسطين !! التي عجلها من يجري الى سلطة في الطرف الآخر من المفاوض الفلسطيني الفتحاوي الفاشل ، والطرف الثاني المنفصل المنشق الإسلامي الذي شد من حزام ممانعة ( الأمل) والهدف وتفشي المصيبة التي تحتل فينا رقما مميَزا ( قدُرنا ) متربعة علينا لتمزقنا بين دوقية شحاذة ومشيخة عاقه وحركة تطلاطم بها ألأقدار والأسماء الجديدة ( المثيرة ) ؟؟؟؟ بمدرسة (تجديدية) سياسية عبثية وقيادة ( بمعظمها ) عاجزة عن التحصيل حتى على ( زوان ) محصول البيدر السياسي الذي كلف افواج الشهداء وعشرات آلآف من المعتقلين في سجون إسرائيل دون تحرير اي رقم بل هم في إزدياد ، لكونها غير متجانسة مصابة بغيبوبة القرار الملزم ووحدة القرار الصحيح ليس بمفهوم التجديد وحسب ، بل وإن كان حقا من حقوق العشرين عاما بين المؤتمر الخامس ومؤتمرات السادس التي ستكون لربما (((( عدة )))) منها واحد في الوطن داخل الجدار !!! ومنها اكثر في الشتات معمقة الإنقسام الحركي والوطني والشعبي بوطنين وحركتين وشعبين لتحيا إسرائيل .
أحمد دغلس
فتح بين التجديد والتمجيد بقلم : أحمد دغلس
تاريخ النشر : 2008-07-25