خلاف الخلافة في الاسلام الرؤية السياسية بقلم:حميد الشاكر
تاريخ النشر : 2008-07-25
(( خلاف الخلافة في الاسلام .... الرؤية السياسية ))
___________________

يعتبر مفهوم الخلافة في الاسلام من المفاهيم الواسعة جدا من حيث افاقها المعرفية التي طرحها الفكر الاسلامي لمصطلح الخلافة ، فمّرة يطرح الاسلام مصطلح الخلافة على أساسها الفكري الفلسفي في قضية استخلاف الانسان في هذه الارض وكيفية كون الخلافة هذه هي السرّ الذي من أجله خلق الانسان لهذه الحياة :( أنّي جاعل في الارض خليفة ../ قرءان كريم ) ، ومرة أخرى يطرح الاسلام الخلافة على اساس انها النيابة العامة للانسان عن الله سبحانه في هذه الدنيا وكيف يكون الانسان صاحب مسؤولية قانونية أمام الله سبحانه وتعالى من اجل استخلافه ونيابته :( هو الذي جعلكم خلائف في الارض فمن كفر فعليه كفره / قرءان كريم ) ، ومرّة ثالثة يطرح الفكر الاسلامي موضوعة الخلافة على أساس انها تداول لعملية الحياة من جيل بشري الى آخر أجتماعي بشري ايضا ، ليكون الانسان الاجتماعي او الجسد المجتمعي في هذه الرؤية ممثلا عن حركة استخلاف دائمة بين سابق ولاحق بعده في العملية الخلقية :(ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون / قرءان كريم ) ، أمّا المرّة الرابعة فتطرح المدرسة القرءانية الرسالية الاسلامية مصطلح الخلافة من جانبها السياسي ليكون الانسان في هذه الرؤية صاحب حركة الدولة ومنظم الحكم وقائد الانسان الى الوصول للاهداف السياسية العالمية الانسانية الكبيرة والصغيرة في هذه الحياة الدنيا :( ياداود انا جعلناك خليفة في الارض فأحكم بين الناس بالحق / قرءان كريم ...)) !.
وهذا الاتجاه السياسي الاخير هو موضوع بحثنا في هذه السطور القليلة ، ولكن في حيزها الاسلامي ، وما آلت اليه الخلافة السياسية في الاسلام وتبلورها الى مادة خلاف حقيقية شطرت حركة الامة المسلمة في اتجاهين مختلفين (( موالاة ومعارضة )) ورؤيتين متناقضتين وتصورين متباعدين لعملية الحركة السياسية الاسلامية بعد الرسول الاعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه واله وسلم ، فياترى لماذا كانت الخلافة السياسية في الاسلام هي المادة الاساس لآختلاف الامة المسلمة في عملية الاتجاه السياسية ؟.
ولماذا حرّم البحث في مسألة الخلافة السياسية في الاسلام وربطها بالمقدس الديني من قبل المنتفعين مع انها شأن سياسي دنيوي ؟.
وكيف استطاع حكام الجور وسلاطين الظلمة وفراعنة السياسة من استغلال الاختلاف السياسي في الاسلام وتوظيفه لصالح نظمهم القائمة ؟.
أنها ثلاثة اسألة في الاجابة عنها ندرك تماما الكيفية التي من خلالها غيبت ذهنية الامة المسلمة ، ومن ثم زيفت ارادتها السياسية بالكامل ، وبعد ذالك همشت هذه الامة تماما من دورها السياسي ومسؤولياتها وواجباتها الدينية الحيوية في لعب دور المراقب والمشارك للسلطة والحكم في الدولة الاسلامية في الماضي وحتى الحاضر !.
نعم ان الخلافة في مفاهيمها الاسلامية السياسية الاصيلة ترجع فيما ترجع اليه في جذورها الاشتقاقية اللغوية الى كلمة (( خلاف )) فهي مع انها تختزل بداخلها معاني الوكالة عن الغير والنيابة عنه ، ومع انها تختزل معنى التخالف في اخذ الادوار من سابق الى لاحق ...... الخ ، فهي كذالك ترجع بجذورها اللغوية الى أصل (( خلاف )) والذي هو يعني ويحمل معنى (( الاختلاف )) بكل ماتعني كلمة الاختلاف من أصالة في المعنى ، فالخلافة على اساس هذا الجذر الاشتقاقي هي : الاختلاف في اللون والاختلاف في اللغة والاختلاف في السلوك كرؤية كونية ، والاختلاف في انماط التفكير والاختلاف في الامزجة والتوجهات والاختلاف في المصالح والنزعات كرؤية سياسية .................. الى كل ماتحمله كلمة اختلاف من معاني توحي بأن مصطلح الخلافة السياسية ماهي وما أصلها اللغوي الذي ترجع اليه لتوضح لنا مفهوم الخلافة سوى ماكنة تنتج الاختلاف بكل اشكاله الانسانية وغير الانسانية ايضا !.
وهذا المعنى حسب مانراه ونعتقده شخصيا هو الجذر السياسي الحقيقي لكلمة (( الخلافة السياسية )) في الاسلام ، وهو المعنى الذي يشرح لنا صيغة كلمة الخلافة ومعناها الفكري ومدلولها الاصطلاحي ايضا من منطلق ان الاختلاف سنة من سنن الخلقة البشرية الطبيعية في هذه الحياة ، وقد ذكر هذا الاختلاف والخلاف بهذا المعنى قرءانيا في قوله سبحانه :(( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين ، الا من رحم ربك ولذالك خلقهم .../ قرءان كريم )) فالخلاف هنا سنة انسانية على المستوى الفكري والسياسي وكذا هي سنة طبيعية واخرى هي سنة كونية !.
اي بمعنى ان الاختلاف هنا يطرح باعتباره الصيغة الايجابية الوحيدة لحركة الحياة الانسانية ، لا على اساس انها ماكنة انتاج تناقض ونزاع وضدية وتنافر ....... ، ولكن على اساس ان الاختلاف حركة واحتكاك مستمر وتفاعل لانتاج كل ماهو جديد وتقدمي ان أحسن ادارته !.
ومن هنا كان مصطلح الخلافة في الرؤية الاسلامية قائم على فكرة كيفية ادارة الاختلافات الانسانية ، او هي بحد ذاتها وفي اساس منشأها كانت ولم تزل منصب سياسي يولد وينتج اختلاف وجهات النظر السياسية داخل اطار اي مجتمع انساني مدني !.
وعليه عندما نقول : ان المشروع السياسي الاسلامي القائم على فكرة الخلافة ، هي بحد ذاتها ومن طبيعتها الحركية ان تكون حركة في داخل الاختلافات الانسانية الاسلامية ، من منطلق ان طبيعة الحركة السياسية كما تنظر لها الاطروحة الاسلامية هي فضاء بني واقيم على اشكالية الاختلاف لا ليكون فرن قابل للانفجار والفوضى ، بل ليكون الخلاف مادة اثراء في اكثر من وجهة نظر واكثر من تجربة او رؤية او مصالح !.
ونعم هناك من الحكام والساسة والخلفاء داخل المنظومة الاسلامية من بأمكانه ادارة عملية الخلاف في داخل أطار الخلافة السياسية الاسلامية وتنظيمها بشكل يوفر حالة التكامل في الرؤى لينتج من ثم هذا الخلاف ثمرة تكامل ونجاح حركة وتوفيق ادارة سياسية ، كما ان هناك من السلاطين والفراعنة واصحاب الملك من يدير العملية الخلافية السياسية برمتها بنوع من التنافر والتناقض الصارخ حتى وصول العملية الخلافية برمتها الى كوارث انسانية ، والى طبقية ومظالم والى دكتاتورية وحالة هيمنة .......... الى اخر هذا الخط الذي ليس له الكفاءة المطلوبة في ادارة العملية السياسية الاسلامية في اطار الخلافة ، والمهم هنا : هو القول ان الرؤية الاسلامية السياسية لموضوع الخلافة ترى ان الخلافة والخلاف الطبيعي الناشئ من حركتها هي حالة طبيعية ومستوعبه اسلاميا !.
أذن اذا كانت الرؤية الاسلامية تقرّ بأن مشروع الخلافة السياسية في الاسلام هي عملية مركبة اساسا على حركة الاختلاف ، وان الخلاف في الرؤى والتوجهات والمصالح والنزعات في داخل الاطار السياسي الاسلامي أمر يقره الاسلام ويتعامل معه بأيجابية ، بل ويعتبره من الشؤون الانسانية السياسية الطبيعية جدا باعتباره المادة الحقيقية لاثراء حياة الاجتماع السياسية الاسلامية ولذالك انشأ على اساسه مبدأ الشورى في الحكم ...، اذا كانت الرؤية الاسلامية هي بهذا الطريق فمامعنى من يريد الغاء عملية الاختلاف برمتها من مشروع الخلافة الاسلامية ، وجعل هذه الخلافة شبيه بصنم مقدس يعبد من دون الله سبحانه بلا اي خلاف يذكر ؟.
بمعنى اخر : انه هناك من يريد ان يحّول موضوع الخلافة السياسية الاسلامية برمتها من طبيعتها الانسانية وشرعيتها الاسلامية باعتبارها مادة جدل ونقاش واخذ ورد واختلاف بنيت على هذه الشاكلة ، وادخال مفهوم الخلافة الى المقدس الديني الثابت الذي لايقبل الخلاف والنقاش والجدل ، وهنا نسأل : لماذا يحاول البعض اضفاء صبغة القداسة الدينية على مشروع الخلافة السياسية داخل الاطار الاسلامي ؟.
من زاوية اخرى : ماهي الدواعي التي تدفع بالكثير للنظر الى الخلافة والخليفة في الاطار الاسلامي تأريخيا وحاضرا على اساس انه هو المقدس الذي لاينبغي المساس بمسيرته السياسية المقدسة في الحياة ، مع ان الاسلام نفسه يقول غير ذالك ؟.
وكيف تتوافق الرؤية الاسلامية التي تقول بمادة الاختلاف الطبيعية في الخلافة وعلى الخليفة ، وفي نفس الوقت هناك من يحاول التنظير الديني لقداسة الخلافة وقدسية الخليفة او الامير ؟.
والاغرب من كل ذالك : كيف يفكر البعض من عامة المسلمين وخاصتهم لمنصب الخلافة والخليفة على اساس انه مقدس وثابت وديني ، في نفس الوقت الذي لو سأل فيه اي احد منهم عن جذر ومنشأ واشتقاق كلمة خليفة وخلافة لأجاب بانها كلمة مشتقة وراجعة بجذورها الى الخلاف والاستخلاف والتخالف ... وكل ما من شأنه التغيير والحركة والتجدد في هذه الحياة ؟.
وعليه اذا كانت الخلافة هي منشأ التغّير والتجديد والسابق واللاحق والجيد والرديئ .... فكيف نستطيع تجميد هذه الحركة الطبيعية والعملية وادخالها في قطب متجمد لنضفي عليها الثبات والقداسة وحرمة الاقتراب منها او تناول شأنها الانساني بالبحث والمناظرة والنقد والجدل ... وباقي عناوين البحث والدراسة ؟.
ان منشأ فكرة اصباغ القداسة في الحقيقة وتحريم التداول بشأن الخلافة والخليفة في العرف الاجتماعي الاسلامي هو حكّام السوء وسلاطين الجور في هذه الامة وفي غيرها من الامم السابقة التي مهدت الارضية لذالك ، وهذا من منطلق تحصين وتقديس مواقعهم السياسية من النقد او المشاركة الفعلية من قبل الامة في هذا الحكم او ذاك من حكومات العالم الاسلامي في التأريخ وحتى الحاضر !.
بمعنى اوضح : ان منشأ فكرة التقديس للخلافة في تأريخ المسلمين وحاضرهم هي فكرة في جذورها الحقيقية ترجع الى التفرعن والظلمة وحكّام الجور في هذه الامة ، وليست هي فكرة اسلامية أصيلة على الاطلاق ، بل ان المنهج الاسلامي والسيرة الرسالية القرءانية وعلى طول التأريخ البشري المذكور قرءانيا ترى عدم وجوب تقديس منصب الخلافة السياسية في كل أمة من الامم البشرية ، بل وتذهب الرؤية الاسلامية الى ابعد من ذالك عندما تحرّم على اي امة من الامم التنازل عن مسؤولياتها السياسية أمام اي خليفة او حاكم او حتى نبي مرسل في هذه الحياة ، وما فكرة وجوب مشاركة الامة في ادارة الشأن السياسي العام ، ومراقبة الخليفة والخلافة وتوجيه النقد لها او التوجيه لمساراتها السياسية .... ما هذه الا هي فكرة رسالية يرعاها الرسل ويربّون اممهم على التأكيد والممارسة لها و يؤكد عليها الاسلام ويحث اتباعه على العمل بمقتضاها من منطلق ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ووجوب التشاور على الحاكم او استحبابه لافرق ، وعدم التخلي عن المسؤولية أمام الحاكم ، وعدم انفراده بقرار السلطة والحكم وغير ذالك الكثير !.
أما في الجانب الاخر من تأريخ الفراعنة وسير سلاطين الجور وحكّام اللاشرعية والذي يذكرهم القرءان الكريم نفسه تاريخيا فهم اصحاب فكرة وجوب رفع الحاكم الى منزلة الربوبية والخضوع المطلق لعبقريته السياسية وقداسة جنابه العالي وعدم مسألته قانونيا او التعرض لحقبة حكمه نقديا او نقاشيا لئلا يثار حوله اي حوار بالامكان ممارسته وتطويره حتى التفكير بالاطاحة به ان علا وتجبر وجعل اهلها شيعا يستضعف امه ويستعبد اخرين او التحرك على عملية استخلاف غيره لادارة الحكم والدولة ، وفي هذا الصدد يقول القرءان الكريم متحدثا عن النمط الفرعوني في خلافة الارض :(( قال فرعون ما اريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد / قرءان كريم )) باعتبار فرديته في التفكير واتخاذه القرارات السياسية الكبيرة بصورة انفرادية وبلا رجوع لاحد من الامة ، وقال سبحانه عن طلب القداسة لحقبة حكم وخلافة فرعون في الارض :(( فحشر فنادى فقال أنا ربكم الاعلى ..)) !.
نعم ان المساكين من المسلمين اليوم والذين يرون قداسة معينة لحقبة الخلافة في الاسلام ووجوب عدم التعرض لحقبتها بالدراسة وتحت اي مسمى ومبرر كمسمى الصحوبية للرسول ص اوغير ذالك من النقاش العلمي والنقد البناء والبحث عن النواقص في هذه الخلافة الاسلامية او ذالك من خلفائهم هم ، واقعون تحت فكرة فرعونية تاريخية تماما لعبت على وتر كيفية تقديس منصب الحكم والخلافة ورفعه الى مرتبة المقدس المحرم الاقتراب منه او نقده او البحث عن عيوبه هنا وهناك ، مع ان السيرة الرسالية التي بين يدي هذه الامة الاسلامية العظيمة تقول لهم غير ذالك تماما ، وان الفكرة الرسالية النبوية المعاكسة هي دعوة الامة لنقد واقعها السياسي ومسآءلة حكامها والسؤال الصريح عن اخفاقاتهم ولماذا اخفقوا هنا ونجحوا هناك ، ووجوب رجوع الحاكم لرأي الامة في القضايا الكبرى وعدم تجاوز العدل والانصاف وباقي المواصفات الاسلامية الاخرى في ادارة الخلافة هذه ، وكل هذا من منطلق الفكرة الاولى التي تقول : ان الخلافة بنيت على الاختلاف ، وان الاختلاف بغض النظر عن انه أمر طبيعي لادارة الحكم هو كذالك مبدأ اسلامي يدعوا له الاسلام بصورته الايجابية التكاملية التي ترى ان الحقيقة تكمن بين تفاصيل الاختلاف في الرأي والاختلاف في التصورات والاختلاف في التوجهات العامة !.
أما من يدعوا لتقديس موقع الخلافة واصباغ الحاكم بصبغة الربوبية ليكون فوق مستوى الشبهات والنقد ، فهذه فكرة فرعونية اسس لها الماضون واستحضرها القائمون بعدهم ليسيرو نفس سيرتهم الطاغوتية الاولى في الانفراد بالحكم والاستبداد في الادارة !.
ان الحقيقة التي ينبغي عدم تجاوزها وضرورة ذكرها قبل ختام هذه الرؤية حول خلاف الخلافة في الاسلام ، هي حقيقة ان حكام الجور وفراعنة هذه الامة المسلمة في الماضي وحتى الحاضر قد نجحوا بشكل رهيب في عملية تزييف وعي الامة الديني والسياسي في مسألة الخلافة والحكم بالخصوص ، ومسألة الخليفة والحاكم بالعموم ، بحيث وحتى هذه اللحظة المعاصرة نجد ان هناك تنظير ديني قوي يعمل على تأطير الحاكم الفلاني هنا او هناك على اساس انه المقدس الذي أما نصبه الله سبحانه وتعالى للحكم وعليه ينبغي عدم الاعتراض على الله في حكمه ، وأما انه الرب الذي يرينا مايراه ولايهدينا الا سبيل الرشاد ، وعليه فكل معترض عليه هو معترض على اخلاصه المنقطع النظير وطلب رشاده لهذه الامة !.
وما هذه الفكرة بالنسبة لاي حاكم ظالم مستبد في هذه الامة الا طوق النجاة له ولامثاله ليعربد كيفما شاء وليحكم كيفما ارتأى من دون ان يكون هناك رقيب يمتلك الشرعية الدينية او الاجتماعية يوقف هذه السلطة عند الحد المسموح به بشريا !.
وما هذه الظاهرة السياسية الحديثة التي تناضل من اجل بقاء الدراسات التاريخية بعيدة جدا عن نقد خلفاء الرسول ص في الحقبة الاسلامية الاولى ، وما تلاها بعد ذالك من حقب تحكم بيد من حديد ويد من حفنة دراهم ، الا تعبيرا يشير الى ان الحاكم اليوم يشعر ان ضمان قداسة حقبة الخلفاء السابقين ورفع منزلتهم الى ارباب منزهين ، والباسهم مسوح الملائكة والاصحاب المرضي عنهم الى يوم الدين ... هي وحدها ونفسها الضمان الشرعي لقداسة وعدم التعرض لحكمه القائم اليوم ، ومن هذا المنطلق تهيئ الارضية الساسية الحاكمة اليوم في البلاد الاسلامية بمساندة موظفي الوعظ السلطاني الديني الى جولات كبيرة جدا تناضل من اجل ابعاد اي نقد او مناقشة علمية او بحث اسلامي رسالي منصف لحقبة الخلفاء الاسلامويين ، او التعرض لشخوصهم السياسية بالنقد المباشر ، وكل هذا لالشيئ الا لكون الحقبة التاريخية الماضية لخلافة المسلمين وضمان قداستها هي الارضية التي توفر ديمومة وبقاء سلاطين وحكام الجور هذه الايام باعتبار اخذ الشرعية القداسية من القديم الماضي والباسه للحديث الجاري ، ومادام ان القداسة والاحترام تدور حيثما دارت الخلافة والحكم ، فعليه لابأس بالنسبة لاي متفرعن اليوم من تبني الفكرة التي تقدس الخلفاء السابقين بما فيهم السلف الصالحين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ، ولايسمح مطلقا بالتعرض لما مضى حتى وان كانت الخلافة بنيت اصلا على الخلاف المبين !؟.
ان هذه الحقيقة هي التي تقول لنا لماذا وماهي الدوافع وكيف سارت الامور حتى اصبحت الخلافة من شرعية الخلاف الى حرمة هذا الخلاف وجريمة ممارسته في عرف فراعنة هذه الامة !.
________________________________

[email protected]