المسلسلات التركية ورسالة ما تبقى من العلمانيين بقلم:خليل الصمادي
تاريخ النشر : 2008-07-25

المسلسلات التركية ورسالة ما تبقى من العلمانيين \\\\nخليل الصمادي\\\\n\\\\nسئل أحد الفنانين المصريين عن التنافس بين المسلسلات المصرية والسورية فأجاب بأن المسلسلات العربية كلها في خطر بسبب التنافس القوي بينها وبين المسلسلات التركية المدبلجة.\\\\nقبل أعوام عاش المشاهد العربي في بدعة المسلسلات المكسيكية وشقيقاتها وصارت هذه المسلسلات حديث الشارع والناس إلا أنها بعد فترة فقدت بريقها وضعف الاهتمام بها ، وقبل أشهر برزت المسلسلات التركية المدبلجة باللهجة السورية والشامية حصرا، فشدت انتباه المشاهد العربي ، وأخذت الشوارع تخلو من الاكتظاظ في ساعات العرض كما أصبحت حديث الناس وليس كل الناس واختلف الناس فيها .\\\\nبالأمس وأيام المسلسلات المكسيكية كان أبطال المسلسل بالرغم من تفاهة الموضوعات غريبين عن واقع الناس فالثقافة المكسيكية لا تمت لنا بصلة وربما يتفهم المشاهد ذلك ويبرر ما يراه بأنهم أي الأبطال ينتمون لدين أو ثقافة أو عادات وتقاليد مختلفة.\\\\nوأما ما ابتلي به المشاهد العربي في أيامنا هذه مع عمر ومهند وشريفة ونور ولميس وغيرهم من الأتراك المسلمين فما التبرير في ذلك ؟\\\\nما تقول الأم لابنتها الصغيرة عندما تسألها كيف حملت لميس دون أن تتزوج؟ وماذا يبرر الأب أمام أطفاله عندما يرى العناق والقبلات بين البطلة والبطل الذي لا يمت له إلا بصلة العمل ؟ وكيف يبررا سفر البطلة مع رئيسها في العمل خارج تركيا ؟\\\\nأسئلة كثيرة محيرة لم يجرؤ أي مسلسل عربي أو إسلامي على طرحها بهذه الفجاجة والبجاحة !!\\\\nماذا يريد القائمون على مثل هذه الأعمال؟\\\\nهل يريدون أن يعطوا صورة مشوهة لتركيا أمام المشاهد العربي الذي يتابع قضية الحجاب والعفة في تركيا؟\\\\nهل يريدون أن ينشروا الرذيلة في قصة عاطفية مؤثرة؟\\\\nهل يحبون أن تشيع الفاحشة في بلدان المسلمين والعرب وأن يصبح الأمر اعتياديا كأننا في الدانمرك أو السويد؟\\\\nفي السينات من القرن الماضي اعتذرت وزارة الثقافة الأندنوسية على الأفلام المصرية وقامت بإرجاعها للقاهرة وعندما استفسر رئيس مؤسسة السينما عبد الحميد جودة السحار عن ذلك جاءه الرد من المسؤولين الأندنوسيين : إنهم لا يحبون أن تتغير صورة مصر أمام المشاهد الأندنوسي فمصر عندهم الأزهر والقاهرة وآلاف المساجد والمآذن والتكايا والإسلام ووووو .\\\\nواليوم هل تهتز صورة تركيا أمام المشاهد العربي ، ربما يريد العلمانيون ذلك ، وهذه حرب ضد الفضيلة ، صحيح أن الأتراك يتمتعون بحرية أتفوق دول العالم الثالث إلا أنهم أي الأتراك متدينون محافظون نشيطون وما يشاهده العربي اليوم لا يمثل إلا شريحة قليلة منهم ما زالوا يملكون بعض وسائل الإعلام والإنتاج والدليل على ذلك صناديق الانتخاب التي أعطت طيب رجب أوردغان وعبد الله غول وزملائهما الصدق والحنكة أكثر مما يسعى إليه منتجو المسلسلات ومدبلجوها من تغيير الحقيقة.\\\\nبقيت إستانبول آخر معاقل الخلافة الإسلامية التي كانت تزعج أوروبا كلها ،وكان الباب العالي مقصدا لزعمائهم من أجل طلب الرضا من الخليفة ، هذه هي استانبول الحقيقية بلاد أبي أيوب الأنصاري والغزاة الفاتحين الذي حكموا العالم ثمانية قرون وليست إستانبول نور ولميس وعابدين وعمر وإن حملوا بعض أسماء الفاتحين.