مصطفى سعد الغائب الحاضر في انتصار المقاومة بقلم:عباس الجمعة
تاريخ النشر : 2008-07-24
مصطفى سعد الغائب الحاضر في انتصار المقاومة
بقلم / عباس الجمعة

لم أجد صعوبة في الكتابة مثلما وجدت الآن وأنا أحاول الكتابة عن رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى معروف سعد ، رغم إنني كتبت من قبل عن معظم القادة الشهداء ، عن معروف سعد وكمال جنبلاط وجورج حاوي وسيد المقاومة عباس الموسوي ورمز فلسطين وقائد مسيرتها ياسر عرفات وفارس فلسطين ابو العباس ورمز المقاومة أبو علي مصطفي ، والشيخ الجليل احمد ياسين ، فلم تنتابني الحيرة التي وجدت نفسي أغرق في أمواجها أمام الشهيد مصطفى سعد هذا القائد الذي قدم حياته وعائلته ، سيرة مليئة بالمؤثرات منها التاريخي ، ومنها النضالي ، ومنها الإنساني ، ومنها حالات الغموض مثلما كانت حياته بها جوانب غامضة لم تفك حتى اليوم ، وكما كانت حياته بها من الغموض كان استشهاده ختاما لفصول الغموض .
مصطفى سعد ابن لبنان وفلسطين وابن العروبة ، تأتي ذكراه مع ذكرى ثورة يوليوا الناصرية ، ليؤود رفاقه على استكمال المسيرة ، وهم يحملون فكر الرئيس الخالد جمال عبد الناصر وشعاره ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة .
تهل ذكري استشهاده السادسة ، و المقاومة التي كنت رمزها والتي أعطها من جهده وحياته أغلى ما ما يملك حتى لقب بالشهيد الحي، تحقق نصرا جديدا وغاليا حيث استعادت أسراها بمن فيهم عميد الأسرى العرب المناضل القائد سمير القنطار" قائد عملية نهاريا البطولية " وجثامين مئات الشهداء الذي خضبوا أرض فلسطين بدمائهم الطاهرة، فعادوا إلى حيث يجب ان يكونوا موضع التكريم والإعتزاز.
نقف اليوم القائد مصطفى سعد ، وامام غيابه ، تحتفل الجماهير العربية بالانجاز والانتصار الكبير الذي تحقق بفعل ارادة المقاومة على ارض لبنان الشقيق ، هذا الانتصار الذي اعاد لنا اسرى الحرية وعلى رأسهم سمير القنطار وابطال الوعد الصادق ورفات الشهداء يتطلب منا ان نكون اوفياء للمقاومة التي كان احد اهم رموزها مصطفى سعد ، المقاومة التي اقترن بحبها ودفاعه عنها وعن فلسطين باعتبارها القضية المركزية للامة العربية ، وها هو اسامة سعد النائب والرفيق والاخ يحمل امانة ،من حمل فلسطين وقاتل على ارضها وهو معروف سعد ، واخيه النائب مصطفى سعد الذي وهب حياته وهو يدافع عن لبنان وفلسطين والامة .
اليوم يشارك في ذكراك السادسة مناضلا عربيا لبنانيا فلسطينيا مقاوما تحرر بالامس من زنازين وقيود الاحتلال بعد رحلة نضال دامت ثلاثون عاما رضع لبان الحب والعشق الفلسطيني ، ثائرا سطر علي صفحات التاريخ بطوله ، وتركه لميدان القيادة ليقاتل بين صفوف أهله وشعبه ولأجل عشيقته فلسطين ... إنه أحد الرموز التي حملت فلسطين هماً وحباً وعشقاً في قلبه انه عميد الاسرى العرب رفيق درب الشهيد ابو العباس وسعيد اليوسف وابن المقاومة الذي احبها في معتقله والتزامها فكرا وممارسة فعشق قائدها ورمزها سماحة السيد المجاهد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله واحب سيد شهدائها عباس الموسوي ورفيق دربه قائد الانتصارين الشهيد القائد عماد مغنية " رضوان " نعم هذا هو سمير القنطار ، سمير الذي كان موحدا لبنان وفلسطين هو العنوان الأكثر وضوحا في الإتجاه الوطني والقومي والأخلاقي والنضالي.

وما اجمل ان يكون سمير القنطار يتحدث في مهرجان الوفاء للقائد مصطفى سعد الذي كرس جل حياته وعمله من أجل فلسطين القضية ،ومستقبل أمة ، مشرعاً لواء إيمانه بهويته العربية وحتمية الانتصار ....
مصطفى سعد .... مسيرة حب وعشق وإيمان لا زالت يحملها كل المناضلين الاوفياء ، مثل مدرسة فكرية وثورية ... ورسم تاريخ مشرق مع قادة تعملقوا نجوما في سماء الامة ... لم يعشقوا سوى فلسطين القضية والانتماء ، ترفعوا عن ثقافة التعصب والحقد ، وزرعوا أشجار لتنبت في صحاري قاحلة قوافل الشهداء.
عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية