عبد الناصر : " زعامة " دفع الفلسطينيون ثمنها بقلم :د.عصام شاور
تاريخ النشر : 2008-07-24
عبد الناصر :


عبد الناصر : " زعامة " دفع الفلسطينيون ثمنها

اليوم هو النالي للذكرى 56 لثورة 23 يوليو والتي جيرت لشخص اسمه جمال عبد الناصر , والذي صعد نجمه في زمن كانت فيه الشعوب العربية متعطشة للقيادة , فكان " الثائر " المصري جمال يتقن فن ركوب الامواج وخداع الجماهير , وقد كان هو الشخص الانسب بالنسبة للغرب ليقود مرحلة جديدة مظلمة في تاريخ الامة العربية وقد كان للغرب ما ارادوا .

الشعب المصري في الوقت الراهن هو اكثر من يعرف حقيقة جمال عبد الناصر , ولذلك نجد ان " الناصرية " لا مناصرين لها في مصر في الوقت الذي اصبحت فيه جماعة الاخوان المسلمين هي الجماعة او التجمع الحزبي الاكبر سواء في مصر او في العالم العربي , وقد دفعني لهذه المقارنة هو الحرب الضروس التي شنها عبد الناصر على جماعة الاخوان المسلمين حتى لا تقوم للاسلام قائمة .

هناك من لا يزال مخدوعا بشخص جمال عبد الناصر, ولان اعدادهم قلت فقد بدأنا بجني الانتصارات على عدونا , فها هو حزب الله يدحر اليهود في اكثر من موقعة , وها هي حماس تدحر اليهود من غزة وتجبره على التهدئة , فانتصار المسلمين لا يكون بغير الاسلام , ولو ان عبد الناصر لم يحارب الاخوان والجماعات الاسلامية لانتصرنا منذ زمن على الاحتلال , ولكن تلك مشيئة الله .

عبد الناصر امم قناة السويس , وهذا يعتبر من اهم ادوات الخداع التي استعان بها على صناعة شخصيته , فقناة السويس كانت ستعود لمصر دون تأميم في عام 6819 حسب الاتفاقية الموقعة مع الشريك الفرنسي , علما بان عبدالناصر دفع التعويضات الكاملة للمتضررين والمساهمين الاجانب حسب سعر الاقفال في بورصة الاوراق المالية بباريس , ولكن الخطة الغربية كانت تقتضي تأميم القناة في ذلك الوقت لايجاد شخصية مصرية قادرة على تدمير الشعب المصري في السنين العشر اللاحقة حتى لا يكون قادرا على تحريك ساكن عند احتلال باقي الاراضي الفلسطينية سنة 67 وبعض الاراضي العربية الاخرى ومنها المصرية .

الصفقة كانت واضحة , زعيم وهمي لخداع الجاهلين مقابل ترتيب الساحة العربية واهمها المصرية لاستكمال وعد بلفور , وقد كان ذلك بأعلان الحرب على المسلمين وعلى رأسهم جماعة الاخوان , واغراق مصر بالديون , وارهاق الجيش المصري بثورات مصطنعة وافسادة قياداته , وافقار الشعب المصري وتجهيله . ذلك هو عبد الناصر وتلك انجازاته , فكيف لبقايا الجاهلين وبعض المخدوعين ان يرفعوا اسمه وهو الذي اضاع باقي فلسطين بصفته الزعيم الاوحد الذي تسمع له قطعان الشعوب الضالة انذاك كما وضع القنبلة الموقوته أو السد العالي الذي تستخدمه اسرائيل في تهديد مصر كل حين , والذي قضى على خصوبة الاراضي المصرية ونشر الاوبئة , وما خفي كان اعظم .