23 يوليو ثورة أم انقلاب بقلم: ماجد الخطيب
تاريخ النشر : 2008-07-23
23 يوليو ثورة أم انقلاب
بقلم: ماجد الخطيب

يحتفل الشعب المصري والعربي وخاصة الناصريون بذكرى ثورة 23 يوليو من كل عام ليس لكونها صنيعة قائدهم وزعيمهم الراحل جمال عبد الناصر بل لأنها منبر لكل شعوب الأرض المضطهدين ومنارة الأحرار والثوار ضد القمع والظلم وخاصة في أفريقا وأمريكا اللاتينية، كما أن هذه المناسبة تفتح المجال لكثير من الكتاب والمثقفين والسياسيين العرب للتحدث عن ايجابيات وسلبيات تلك المرحلة الناصرية من تاريخ مصر والوطن العربي وخاصة تأثيرها على القضية الفلسطينية، ولكن الأهم من قراءة التاريخ والتحليل الفلسفي للنتائج المباشرة وغير المباشرة لثورة 23 يوليو هو إسقاط ما يمكن إسقاطه من ثورة 23 يوليو على حاضر تاريخنا والاستفادة منه مستقبلا من خلال رسم أفاق موضعية و ايجابية جديدة لحل القضية الفلسطينية.

كذلك يجب علينا التعرف على حقيقة ثورة 23 يوليو لكونها .. ثورة .. حسم عسكري .. انقلاب عسكري.. أم تغيير ديمقراطي، إن هذه المفاهيم رغم تشابهه الظاهري إلى حد ما و تشابه المنهج السلوكي للمفاهيم الثلاثة الأولى إلا أنها تختلف بالمطلق من حيث الجوهر.

فالثورة انقلاب يقوم به الشعب بالمجمل أو مجموعة مسلحة، على السلطة الحاكمة بغض النظر على كون هذه السلطة من الشعب أو قوة خارجية إحتلالية، الهدف منه أي الانقلاب تغيير نظام الحكم وقوانينه و إصلاح فساد المجتمع بسبب النظام السابق.

أما الحسم العسكري فتقوم به إحدى مجموعتين مختلفتين في المصالح ومتنازعتين على السلطة لإنهاء فترة طويلة من الحوارات العقيمة بينهما للوصول إلى اتفاق لتقاسم السلطة بينهما ، وهذا الحسم يولد نظاماً يتماشى وأفكار ومبادئ المجموعة التي قامت بالحسم .

أما الانقلاب العسكري فهو بدون شك تقوم به مجموعة مسلحة ضد نظام الحكم الغرض منه الوصول إلى السلطة مع تغيير أنظمة وقوانين النظام السابق لتتماشى ومصالحهم الاستغلالية مدعين الإصلاح دائماً.

أما التغيير الديمقراطي فيقوم به النظام الحاكم نفسه بتغيير نظمه وقوانينه تدريجياً للتتلائم مع مصالح ومتطلبات الشعب ، وهذا يحتاج إلى وقت وهكذا يكون الإصلاح دون إراقة للدماء عكس الحالات السابقة الثلاثة التي تولد الحقد والبغضاء بين صفوف الشعب بغض النظر إن كان هناك تغيير أو إصلاح يقصد من خلالها.