مذيعة وتجربة اعلامية بقلم:ماجدة زنداح
تاريخ النشر : 2008-07-23
مذيعة...........وتجربة إعلامية


بقلم:المذيعة ماجدة زنداح
(تلفزيون فلسطين)

*لقد كان لي الشرف للعمل بتلفزيون فلسطين..........تلفزيون كل الفلسطينيين ........أينما تواجدوا داخل الوطن والشتات ......وحتى داخل سجون وباستيلات الاحتلال الإسرائيلي .

*وهنا أبدا بتسجيل اعتزازي لادارة هيئة إذاعة وتلفزيون فلسطين وكافة العاملين بالمحافظات الشمالية والجنوبية ........ على عطائهم الدائم ........ ومثابرتهم المستمرة .......... من اجل إنجاح دورهم وواجبهم الإعلامي والوطني ........ خدمة للشعب الفلسطيني ......... وقضيته العادلة ......... وتمسكا ثابتا وراسخا........ بالشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس .

*لقد توجت تجربتي الإعلامية كمذيعة ومحاورة بالقضايا السياسية عبر برنامج (إعلام وقضية).....والبرنامج الوطني الإنساني(جسر الوفاء) الخاص بأسرانا الأبطال وعائلاتهم وابناء شعبنا .

*وكم كانت سعادتي كبيرة.......وثقتي عظيمة .........وفي واقع آمالي المتعاظمة ........بعد كل لقاء ......وبعد كل حلقة تلفزيونية من البرنامج الإعلامي السياسي(إعلام وقضية).

*وقد انطلقت فلسفة البرنامج علي إعطاء المزيد من مساحة الديمقراطية........وحرية التعبير .......والمشاركة السياسية في بناء الرأي العام لكافة القوى السياسية ........والذي شكل نقطة تحول هامة وإستراتيجية في أدائنا الإعلامي في تلفزيون فلسطين .........ليس بإمكانياته المادية الكبيرة ..........ولم يكن بتقنياته الفنية عالية المستوى .........ولكن كان البرنامج صادقا ومخلصا لمجمل القضايا الوطنية .....من خلال كلماته الموحدة ........ومفرداته الجامعة وحواره الملتزم .........ومساحة الديمقراطية التي كانت تعطي بالتساوي بين كافة الفصائل ........ولم يسجل علي أحد أن تطاول .......أو خون أو جرح أحد ......بل كان الجميع ملتزما متوحدا وموحدا في اختيار كلماته ومفرداته .........وفي تحديد موقفه السياسي والدفاع عنه .

*لقد كانت بحق تجربة إعلامية عبر شاشة تلفزيون فلسطين ومن خلال برنامج إعلام وقضية والذي تشرفت بتقديمه علي مدار (5سنوات) ...........والذي شاركني طاقم من زملائي بتلفزيون فلسطين من فنيين ومهندسين ومخرجين و أخص بالشكر الزملاء المخرجين .....طارق عليان........خليل المزين......خالد السويركي.

*كم كانت السعادة تغمرني ........برغم الجهد الكبير والوقت الطويل ....والتعقيدات الكثيرة ....والمخاطر المتعددة ........إلا أن الإصرار والإرادة.......والحرص على أداء الواجب الوطني والمهني كان مانعا ودافعا بأي بطئ أو تكاسل يمكن أن يحدث في أثناء العمل .

*لقد كانت لقاءات الفصائل الفلسطينية على طاولة الحوار التلفزيوني عبر برنامج إعلام وقضية .........وكم كنت المس وزملائي العاملين معي مدى دفئ العلاقة التي كانت تربط ما بين قيادات الفصائل ووصولهم ومغادرتهم مع يعضهم البعض .......وحتى استكمال لقائهم التلفزيوني بلقاءات أخوية في منزل أحد قيادات حركة فتح إن لم اقل السير علي الأقدام ومدى فرحة المواطنين عندما كانوا يرون قادة من فنح وحماس يسيرون في منطقة (سوق الرمال) .....برغم كافة الاختلافات والتباين في وجهات النظر السياسية إلى انهم كانوا جميعا يجمعون بما يتحدثون به عبر الشاشة وفي غرفة الاستقبال بتلفزيون فلسطين علي حرصهم علي وحدتنا الوطنية ....وحدة الشعب والقضية.........وحدة السلطة الوطنية الواحدة الموحدة ...والرفض المطلق لتعدد السلطات .........بل وصل الأمر بهم إلى القبول بمبدأ الدولة في حدود الرابع من حزيران(67)... على قاعدة التوافق الوطني والبرنامج الوطني المشترك....مع احتفاظ كل فصيل بإستراتيجيته ....كما تم الإقرار بعدم تجاوز تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني بكافة أماكن تواجده مع ضرورة إصلاحها وتفعيل مؤسساتها.

*وهنا استذكر بعض القادة الذين شاركوا في برنامج إعلام وقضية ومن كافة الفصائل ودن استثناء ومنهم القائد الشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب والسادة إسماعيل هنية وعاطف عدوان من حركة حماس ....والاخوة الدكتور محمد الهندي وخالد البطش من حركة الجهاد الإسلامي ......والاخوة من قادة حركة فتح سمير المشهراوي....... احمد حلس .........ماجد أبو شماله........هشام عبد الرازق.... ....احمد نصر...... .....والدكتور زكريا الاغا .........وحسين الشيخ ....وحاتم عبد القادر
ومحمد الحوراني وغيرهم الكثيرين ....كذلك كنا نستضيف الرفاق من الجبهتين الشعبية والديمقراطية نايف حواتمة.....كايد الغول....جميل المجدلاوي.....صالح زيدان......رمزي رباح...... قيس عبد الكريم والشهيد الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى والرفاق من حزب الشعب الرفيق أبو حيدر عوض الله ......والدكتور مصطفى البرغوثي ........وجمال زقوت....... وجميل شحادة ..........كما كنا نحرص علي استضافة الكتاب والمحللين السياسيين والأكاديميين وعلي سبيل المثال وليس الحصر....طلال عوكل ....ناجي شراب .........مخيمر أبو سعدة .....إبراهيم ابراش ...اشرف العجرمي ......هاني المصري ......حسين حجازي .......رياض الخضري ....عمر الغول .....يونس الكتري .........كمال الشرافي .....يحيى رباح وغيرهم الكثيرين .

*كان حرصنا من خلال هذا البرنامج (إعلام وقضية) وعبر إدارة تلفزيون فلسطين المشاركة في المهرجانات العربية وقد كان لنا شرف الفوز لاول برنامج حواري سياسي يحصل علي جائزة مهرجان القاهرة التاسع للإذاعة والتلفزيون ....وكان موضوع الحلقة التلفزيونية (حول الإرهاب) والذي استطعنا أن نميز ما بين الإرهاب المرفوض وما بين حق المقاومة المشروع .

*وعندما استذكر البرنامج التلفزيوني(إعلام وقضية) والذي امتد بصورة متواصلة علي مدار (5 سنوات) في ظل ظروف الخطر الشديد مع بداية انتفاضة الأقصى بالعام(2000) والقصف الإسرائيلي لمقرات التلفزيون ومنطقتي الرئاسة(المنتدى) ضمن الاستهداف الكامل لكافة مقرات السلطة الوطنية والأجهزة الأمنية.....حيث تعرضت شخصيا لمحاولتين كان الله سبحانه وتعالى قد سلمنا من القتل المحقق .......إلا أن الإصرار والتحدي .........واداء الواجب الوطني والمهني اكبر واعظم من كافة المخاطر التي يمكن آن تهدد حياتي وطاقم العمل.

*لقد كانت بحق تجربة إعلامية كبيرة وعظيمة في أهدافها وحرصها علي الديمقراطية والوحدة والشرعية الفلسطينية والمشروع الوطني .

*لقد كان الحوار الهادئ والهادف ......هو السائد على طاولة الحوار التلفزيوني ....ولا نعرف متى سنجد الحوار الهادئ والهادف علي طاولة الحوار الوطني الشامل؟؟ لان ما حدث خلال العام المنصرم ......وما نحن عليه الآن من أوضاع مأساوية ....لن يستفيد منها إلا الاحتلال الإسرائيلي.

*التجربة الثانية:
والتي كانت ملازمة لبرنامج (إعلام وقضية ) هو البرنامج الوطني الإنساني( جسر الوفاء) المخصص لاسرانا الأبطال ولعائلاتهم الصامدة المرابطة ....واستذكر هنا الكثير من الكلمات التي كانت تصلني عبر آلاف الرسائل من داخل السجون وأخص هنا القائد (ناصر عويس) والمناضلين من عائلة اعبيات وغيرهم الآلاف من خلال رسائلهم واتصالات عائلاتهم التي أكدت عظمة وصمود وشموخ شعبنا عظمة الأمهات والآباء .......والأبناء ...عظمة القادة من أعضاء المجلس التشريعي مروان البرغوثي .......وكلمات أبناءه وزوجته الصابرة المثابرة المؤمنة .......والمناضل حسام خضر وكلمات أبناءه المفعمة بالحب والوفاء ولن انسي كلمات ولدته الحنونة .

*استذكر الكثير من اللحظات الإنسانية التي تدمي القلب ......وتذرف الدموع ......وتشعرنا بمدى قصورنا وعجزنا ....... أمام شموخ وعظمة أسرانا الأبطال.

*استذكر المناضلة آمنة منى .......والأسيرات الماجدات ...استذكر أبو السكر الذي تحرر .....وسعيد العتبة عميد الأسري الذي لا زال في غياهب السجون واليوم استذكر (11 ألف أسير) ومن ضمنهم النواب في المجلس التشريعي والدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الذي نتمنى له الشفاء والإفراج السريع .

*التجربة الثالثة: لقد عملت وزملائي الآخرين على تغطية كافة المجازر الإجرامية لقوات الاحتلال وعلى مدار ساعات البث المستمرة وحتى منتصف الليل ......... والتي كنا نكشف فيها زيف الاحتلال وادعاءاته من خلال استشهاد العشرات من المدنين الأبرياء ومنهم النساء والأطفال والشيوخ ........ دعما لمعنويات شعبنا ......... واظهار الصورة الحقيقية لبشاعة الاحتلال وجرائمه .......وكنا نتهم بالتحريض من قبل الإعلام الإسرائيلي ....... مع أننا لسنا بمحرضين ولكننا كنا نعمل على إظهار الحقيقة ........ والدفاع عن شعبنا من خلال الكلمة والصورة .

*إن منطلقاتي ....تجديد للوفاء العظيم لكل العظماء ......تذكير لمن ينسون أو يتناسون عن أداء دورهم....... منطلقاتي لتأكيد احترام التعددية ......ومبدا سيادة القانون....... والحرص علي الديمقراطية........ وقبول الرأي والرأي الآخر.......... لان هذا هو طريقنا الوحيد ......بوحدتنا ......واستنهاض طاقاتنا.......... وعملنا المشترك الوحدوي........ سبيلنا الوحيد للخلاص من هذا الاحتلال الجاثم على صدورنا ........ كما أنني انطلق بالدعاء الخالص إلى رب العباد ......بان يعيد لنا ثقتنا بأنفسنا..........واحترامنا لذاتنا الوطنية .........وان نعيد ما افتقدناه من قيم ومبادئ وطنية ....

*لذا...... .....استحلفكم بدماء الشهداء .....استحلفكم بعذابات الأسرى وانين الجرحى ..... استحلفكم بالله أن تنظروا إلى عيون أبنائنا ...........أطفالنا .......عيون الأمهات والآباء .......والي عيون كل المحبين لفلسطين وشعبها.

*لطي صفحة الماضي الأسود......ولنبدا صفحة جديدة ناصعة البياض........ وعلى أرضية المبادئ والقيم والوحدة الوطنية.......... والتمسك بالشرعية الواحدة الموحدة بسرعة الاستجابة لدعوة السيد الرئيس محمود عباس للحوار الوطني الشامل ......... لعودة الوحدة والوئام............ وتحقيق المصالحة الوطنية ....وإنهاء الانقسام والانفصال.......... حتى تبقون في ذاكرتي كما كنتم ......وذاكرة شعبكم كما يأمل.

الكاتب:المذيعة ماجدة زنداح
(تلفزيون فلسطين)