التنمية من منظور اسلامي
إعداد: سائد أبو بهاء
باحث في السياسات التنموية
تموز /2008
توطئة
الاسلام سبق كل فكر متقدم في معالجة قضايا التنمية، وان لم يكن مصطلح التنمية موجود بلفظه، فقد وجد بألفاظ عديدة مترادفة، في كثير من نصوصه القرآنية والسنة النبوية وكتابات علمائه، مثل "التعمير" و"العمارة" و"الحياة الطيبة" و "التثمير".
فمصطلح التنمية يقترب من مصطلح العمران في الاقتصاد الاسلامي فالعمران تعني :
" العمل بشرع الله لتحقيق الكفاية والكفاءة للجميع للوصول الى نمو مستمر للطيبات وذلك بالاستخدام الامثل لكل ما سخر الله من موارد " لقوله تعالى ”هو الذي أنشاكم من الأرض واستعمركم فيها“ (هود:61) ”من عمل صالحا من ذكر او أنثى فلنحيينه حياة طيبة ”(النحل :97)
وقد أشار عدد من الكُتاب إلى أن النظرة الإسلامية للتنمية (العمران) هي نظرة شاملة تتضمن جميع نواحي الحياة المادية والروحية والخلقية وركز على بناء الإنسان كمحور للعملية التنموية ، فالإنسان محورها وهدفها بوصفه الكائن الوحيد في هذا الكون القادر على إحداث تغيير وتطوير، والقيام بعملية تنموية لما في الكون، وذلك بما اختصه به الله سبحانه وتعالى عن بقية الكائنات ، فالإسلام حارب السلوك السيئ مثل الكسل والإتكالية وعدم السعي الذي ينتج عنه التخلف والفقر وهما معيقا لأي عملية تنموية وعمرانية .
فالإسلام حرص على تنمية الإنسان وموارده ليعيش حياة طيبة هانئة مليئة بالإنجاز لينال ثمرة عمله الصالح في الدنيا والآخرة.
وقد جاء هذا البحث للحديث على أن الإسلام تنمية بحد ذاته وذلك لإثبات وللرد على من يتهمون الإسلام برفض التنمية وأن الإسلام رجعي لا يقبل التنمية كما ورد في كثير كتابات المعادين للإسلام أو الذي يجهلون الإسلام ، فهذا البحث يظهر اهتمام الإسلام بالعملية التنموية وحض الإسلام للإنسان على الأخذ بها .
التنمية في الإسلام
الإسلام حث على التنمية في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتراث الامة ومفكريها المعاصرين .
التنمية في القرآن والسنة :
يقول( الدكتور توفيق الطيب البشير) أن الإسلام وضع للتنمية حسابا خاصا فجعلها في حكم الواجب وذلك من تفسير الآية ”أنشاكم من الأرض واستعمركم فيها“ (هود:61) . فالسين والتاء تفيد الطلب المطلق من الله للناس في سبيل الوجوب لإعمار الأرض وهذا ما قاله الإمام الجصاص ” أن معنى الآية دلالة على وجوب عمارة الأرض (أي تنمية الأرض).
ثم أن الإسلام لما أوجب العمارة (التنمية ) جعل لمن يعمل على هذه التنمية حوافز دنيوية وأخروية، وهذا ما أكده ( مالك بن نبي) في كتابه“ المسلم في عالم الاقتصاد ” أن الإنسان في الإسلام محور العملية التنموية والبنية الأساسية له وينال جزاءه في الدنيا والآخرة ،قال تعالى:” انا لا نضيع أجر من أحسن عملا ” (الكهف:30) وقول الرسول ” من أحيا أرض ميتة فهي له وما أكلت العافية منه له به صدقة ” .
والإنسان في الإسلام محور العملية التنموية فجعله قيمة حقيقية عندما استخلفه في الأرض بما لديه من قدرات ذهنية وجسدية، قال تعالى: ” وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة ” (البقرة:30)، لذلك فإن على الإنسان أن يغير وينمي ولا يتنظر المفاجآت الكونية والنمو الطبيعي ،قال تعالى: ”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” (الأنفال:52)، لذا فإن على الإنسان العمل بجد لعمارة الأرض .
كما ارتبطت التنمية في الإسلام بالقيم والأخلاق الحميدة من مساواة وعدل وعدم الإسراف قال تعالى: " كلوا واشربوا ولا تسرفوا"(الأعراف :31) وقوله تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " (الحجرات:31) وقوله تعالى " لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو أرب للتقوى " ( المائدة :8).
وقد حث الإسلام على السعي من اجل التنمية ،قال تعالى:” وان ليس للإنسان إلا ماسعى“ ودعا الإسلام للعمل من أجل التنمية والعمارة ، قال تعالى:” فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ” ( الملك:15)، وقد ظهر ذلك من قصة الرسول مع صاحب اليد الخشنة عندما سلم الرسول على رجل فلمس يده خشنة فقال له الرسول " إن هذه اليد التي يحبها الله إن هذه اليد لن تمسها النار"، وقول عمر أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة .
أما الإمام إبن حزم، فقد عظم دور الدولة في تنمية ورفاهية الشعب ودعا الى حد مصادرة الممتلكات الفردية لفائدة المجموعة اذا لم تكف الايرادات ، لذلك فقد سمي أول اشتراكي في الإسلام، وهذا ما ورد في "كتاب اشتراكية الإسلام" للدكتور مصطفى السباعي في سبيل إعادة التوازن فإن الحق يعطى للدولة في انتزاع الملكية الفردية في حدود الشرع .
التنمية في تراث الأمة ومفكريها
المارودي : أشار الى أن "الدين له علاقة ايجابية بالظاهرة العمرانية (الإنمائية)" أي كلما زاد التدين زاد الاهتمام بظاهرة الإنماء" من خلال القاعدة (حيثما كانت مصلحة المسلمين فثم شرع الله) كما أشار الى ان العدل والأمن هما اهم عناصر الاستقرار في الدين حيث لا عمران ولا تنمية بدون عدل وأمن فعكس الأمن الفوضى ، ولا تنمية في ظل فوضى فتأسس الإسلام على العدل الشامل . وان من مستلزمات السلطان هي عمارة الأرض بإلزامية العدل
ابن خلدون : اشار الى أن الترف هو أساس خراب العمران، وهنا يؤكد على ان العدل في التوزيع من أجل نمو العمران وركز على قسم الضرائب والتوزيع العادل للمال .
الشاطبي : يلفت النظر الى أن العملية الإنمائية وعناصر العمارة ، تكون بين الحفظ العمراني(الحفاظ على البيئة) وقاعدة دفع الضرر وجلب المصالح ، من خلال الضرورات الخمس في الدين ( النفس والمال والدين ... )
الأسدي : أن فساد الوسائل يؤدي بالضرورة الى فساد المقاصد، والعكس بالضرورة صحيح (أي استخدام وسائل الحفاظ على البيئة )
وهنا نلاحظ ان التراث الإسلامي عالج قضية التنمية من خلال منظور صلاح الدنيا
التنمية في الفكر الإسلامي الحديث:
مالك بن نبي في كتاب( المسلم في عالم الإقتصاد) قال أن مفاتيح العملية التنموية والعمرانية :
1. الوجود البشري
2. أن مفتاح الحضور والوجود ان تكون فاعلا غير مفعول به(أي أن التنمية تتطلب الحضور للإنسان من أجل التعمير وليس مجرد الوجود أي أن تكون مؤثر وليس مؤثر فيك )
3. علم الأفكار وما يولده من منظومة ثقافية : فالأمم التي تفقد عالم الأشياء والبشر ولكن تبقى لها ثقافتها وأفكارها ، تستطيع أن تنشأ من جديد واستئناف دورها العمراني التنموي ( كما هي ألمانيا بعد الحرب العالمية ).
أحمد صدقي الدجاني :قال ان الإسلام ركز على مدلول التغيير الإيجابي وحارب الخراب وهو التغير السلبي ، قال تعالى: "هو الذي أنشاكم في الأرض واستعمركم فيها "( هود:61) كما وركز على البعد الاخلاقي في عملية التنمية .
طارق البشري: أن الإسلام يحقق الكثير للعملية التنموية من خلال علاقة الإنسان بالجماعة والأخلاق وباقي قيم الإسلام
كمال المنوفي : أن مؤشرات التنمية الإسلامية ركزت على الكم والكيف دون الفصل بينهما
مفهوم التنمية في الإسلام :
التنمية في الإسلام هي تنمية شاملة للإنسان والذي يؤدي وظيفته في القيام بأعباء الاستخلاف في الارض وإعمارها ،لكونه خليفة الله على الأرض وأن الكون سخر له من أجل إعماره أو تنميته وهي أمر واجب على كل مسلم فهي جانب من جوانب العبادة كما أشرنا سابقا والتنمية الاقتصادية هي مسؤولية مشتركة بين الحكومة والفرد .
فقد أشار (أحمد المخزنجي في كتاب الزكاة وتنمية المجتمع )الى أن الإسلام لا يؤيد" التنمية الرأسمالية التي تضمن حرية الرأي ولا تضمن قوت اليوم" ،و لا يؤيد" التنمية الاشتراكية التي تضمن قوت اليوم ولا تضمن حرية الرأي" .
والإسلام لا يؤيد "التنمية العلمانية التي تتحلل من القيم المسبقة من اجل التعامل البراغماتي مع الحاجات البشرية ".
فالتنمية في الإسلام تسعى للوصول الى القضاء على الاسباب التي تؤدي الى حدوث المشكلة الاقتصادية والاجتماعية ، كما وتسعى الى تنمية المجتمع للنواحي غير المادية من حيث السمو بالأفراد وإعلاء الروابط الإنسانية والتي تحقق بعدها نموا ماديا .
مرتكزات الإسلام التنموية
ان مرتكزات الإسلام التنموية كما وردت على لسان الدكتور توفيق الطيب البشير
1. الاستخدام الأمثل للموارد والبيئة .
2. الالتزام بأولويات تنمية الإنتاج (الضرورات الخمس)
3. تنمية ثروة المجتمع هي طاعة لله .
4. عدالة التوزيع
5. الإسلام يبدأ بتنمية الفرد خلقيا وتربيته دينيا مما يدفعه الى عمارة الأرض كونه مستخلفا فيها
مؤسسات التنمية الإسلامية
أهم هذه المؤسسات الزكاة والصدقات فهما جناحان الزامي وتطوعي ،حيث أكدت الدكتورة نعمت عبد اللطيف أستاذة الاقتصاد الإسلامي في جامعة الأزهر أن إحياء هذه المؤسسات هي أولوية لتحقيق التنمية في المجتمعات فقد أشار أحد المختصين في محاربة الكساد الذي تعاني منه أمريكيا أته يطالب بضخ 2% سنويا لصالح الاقتصاد وهذا ما يعرف لدينا بالزكاة ، فمؤسسة الزكاة تقوم بدعم عمارة الأرض بصورة مباشرة ويوفر التمويل اللازم بالاعتماد على الذات ، لذلك فإن للزكاة دور حيوي يجب أن يستغل استغلالا سليما لحل العديد من المشاكل مثل مشكلة البطالة والفقر والديون والفجوة الإقتصادية كما أشار الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه " دور الزكاة في علاج المشكلات الإقتصادية وشروط نجاحها .
تعريف التنمية في الإسلام
هي عملية تغير وتطوير قدر الإمكان نحو الأحسن فالأحسن، وتكون مستمرة وشاملة لقدرات الإنسان المادية والمعنوية تحقيقا لمقصود الشارع في الإستخلاف في الأرض، بعيد عن أي نوع من أنواع التبعية ، وقد ورد التغيير والتطوير والعمل على ذلك في كثير من النصوص نوجز منها أقوال الرسول عليه السلام : من تساوى أمسه بيومه فهو مغبون ... ، اذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها .... أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ... ( أو كما قال الرسول ).
خصائص التنمية الواردة في التعريف :
1. تغير وتطوير : فقد حث الإسلام على التطوير والتغير ،قال تعالى:”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "(الرعد:11) ويكون هذا التغير حسب الاستطاعة ،قال تعالى:”لا يكلف الله نفسا الا وسعها ” (البقرة :286).
2. التغير يجب أن يكون نحو الأحسن فالأحسن،قال تعالى: ”ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” (الأنفال:52).
3 . الاستمرارية : لذلك نظر الاسلام الى التواصل والاستمرار في العملية التنموية خوفا من التراجع ،قال تعالى:” أفحسبتم أنما خقناكم عبثا ” (المؤمنون:115) ،فلا مجال لإضاعة الوقت ويجب استثمار الوقت للتنمية.
4. الشمولية : أي مراعاة قدرات الإنسان وتكون شاملة لقدراته المادية والمعنوية .
الإنسان القادر على العملية التنموية
أشار الدكتور عبد الحميد الغزالي في بحثه " الإنسان أساس المنهج الإسلامي في التنمية الإقتصادية" أن الإنسان القادر على العملية التموية هو :
• الإنسان الذي تربى على أخلاقيات الاسلام وسلوكياته.
• الانسان المحرر من الاستبداد والاستقلال من الظلم.
• الانسان الذي يحترم ذاته المكرم بآدميته .
• الانسان الذي يصون العدل ويعمل بحرية .
ولن يتمكن الإنسان من القيام بدوره التنموي مالم يحقق ما سبق وإلا فإن التخلف سيحكمه وتبقى معيشته الضنك .
فقد اهتم الإسلام بتربية الافراد من آداب الإستيقاظ مرورا بالعادات اليومية الى احترام الوقت وأساليب العمل وكل نواحي الحياة وذلك بهدف غرس وتعميق القيم السوية النبيلة، من نزاهة وإخلاص وإتقان للعمل .
القيم الإسلامية وعلاقتها بالتنمية
أشار الدكتور إبراهيم يوسف المستشار العلمي لمركز الإقتصاد الاسلامي في جامعة الأزهر أن القيم ذات صلة كبيرة بالميدان التنموي وقد قسم القيم :
1. قيم محققة للتنمية : قيمة العمل والمحافظة على المال وقيمة زيادة الإنتاج وضبط الاستهلاك.
2. قيم دافعة لاستمرار التنمية : العلم وطلبه والغاية من .
3. قيم ممهدة للتنمية : قيمة الخلافة ولزوم الجماعة والعدل الإجتماعي وقيمة الشورى .
وهذه القيم تحافظ على البيئة وبالتالي تستمر التنمية وتعلو
فالإسلام يفرض أن تكون الخطط التنموية مطابقة لقيم الإسلام وحضارته لأن الأخذ بحضارة الآخر وقيمه لزاما مصيره الفشل كما قال المفكر الإسلامي مالك بن نبي (أن نسخ التجربة الألمانية الناجحة على المجتمع الأندونيسي قد فشلت لاختلاف المنظومة الحضارية لكل منهما ).
الاسلام ومقومات التنمية المستدامة
أجمع علماء المسلمين أن التنمية الحقيقية هي التي تقوم على الركيزة الأخلاقية وذلك بضرورة مراعاة البعد النبيل في كل مجالات التنمية، وقيمة هذا البعد الأخلاقي هو أختزاله لمعان انسانية رفيعة وهو ما يبحث عنه دعاة التنمية المستدامة اليوم .
فالمحاقظة على الموارد الطبيعية وعدم الإسراف والتفكير في مصير الآخرين كلها قبل أن تكون ممارسة إقتصادية هي سلوك عقائدي فلسفي عند المسلمين .
فعندما يريد الإنسان أن يزاحم الآخر في أمتلاك الأرض لخدمة حاجاته دون النظر الى الآخر فسيكون هناك صراع حول إمتلاك هذه الموارد واستنزافها مما يولد أن البشرية بحاجة الى كوكب آخر في عام 2050 حسب تقديرات السكان لتلبية حاجات 9 بليون شخص (وردت في مجلة البيئة والتنمية العدد 54 لعام 2002) ، ولكن عند استحضار المعاني الروحية من أن البشر هم عباد الله مكرمون واستحضار معاني التعاون والتعارف والعدل والمساواة والمحبة لن يكون هناك مجال للأنانية ، قال تعالى : " كلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين " (الأعراف :31) وقال تعالى :"وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" (الحجرات :13) ، وقصة الرسول مع صاحب الحطب المروية عن أبي الدرداء.
أهداف التنمية الإسلامية
1. هدف اقتصادي: استخدام الموارد الطبيعية لتحقيق الرخاء للجماعة والفرد.
2. هدف انساني : وهو الهدف النهائي ، استخدام ثمار التقدم لنشر المبادئ والقيم الإنسانية المتمثلة في السلم والعدل والمعرفة .
3. تحقيق سعادة الإنسان ورفاهيته في الدنيا والآخرة: فالإسلام يرى أن التنمية وسيلة لغاية واحدة وهي الإنسان وسعادته، لذلك فهو يرى أن التنمية خادمة للإنسان قال تعالى: " وسخر لكم مافي السماوات وما في الأرض جميعا " (الجاثية :12)
وهذا عكس التنمية في الغرب والذي يعتبر التنمية غاية فيجعل الإنسان خادما لها .
4. التعليم : وهو أهم أهداف التنمية بل أعتبر التنمية الأم لبقية المجالات التنموية من وجهة نظر الإسلام (مثال التجربة الماليزية ، بمحاربة الفقر والجهل والمرض ، واشتراط تولي رئاسة الوزراء أن يكون قد شغل منصب وزير التربية والتعليم).
5. أن تكون بعيدة عن التبعية وأن تكون تعتمد على الذات عن طريق المؤسسات التنموية كما أشرنا سابقا (الزكاة)
اشكاليات العلاقة بين الإسلام والتنمية
أولا : الإشكال اللغوي: الإسلام والتنمية لوجود حرف العطف الواو أي أن الإسلام جامد غير متقدم والتنمية متحركة متقدمة
ثانيا : أساطير العلاقة بين الإسلام والتنمية من حيث المفهوم :
أ) سرير بروكوست : حيث يرفض الإسلام أن يفرض عليه نموذج بكامل مواصفاته بقيمه المخالفة للإسلام أي أن يأخذ النموذج التنموي دون تعديل .
ب) برج بابل (لكل مجتمع قيم) : حيث يرى الإسلام أن لكل مجتمع قيمه الخاصة به ولا يمكن نجاح أي نموذج بأي مجتمع إلا أن يعالج ويعدل حسب قيم هذا المجتمع.
ج) العلاقة بين الإسلام والتنمية قبول أو رفض للنماذج القائمة فهذا ما يرفضه الإسلام لأن الإسلام ليس نموذجا تنمويا يحاكم كما تحاكم النماذج الأخرى بل هو مساعد لأي عملية تنموية حسب قيم وثقافة الإسلام
جوانب التنمية في الإسلام
أما جوانب التنمية كما وردت في كتاب فقه التنمية للدكتور فتحي يكن فهي :
1. التنمية العلمية : قال تعالى ” قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ”( الزمر :9) الرسول فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ، وفضل القمر على سائر الكواكب .
2. التنمية الأخلاقية : قول الرسول : ” إن أقربكم مني يوم القيامة أحسنكم أخلاقا ، .... الذين يألفون ويؤلفون ” (التعايش).
3. التنمية الأخوية الوحدوية: ولا تنازعوا فتفشلوا (العمل الجماعي )
4. التنمية الإنتاجية : الإسلام يوجب على المسلم العمل وعدم الكسل وأن يكون متوازيا بين عمارة الدنيا والآخرة ” ولا تنس نصيبك من الدنيا ”(القصص:177)،(التوازن ) وصاحب اليد الخشنة ( هذه اليد التي يحبها الله هذه يد لن تمسها النار .
5. تنمية الإدارة والإتقان : ” ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ” ....
المبادئ الإسلامية للعملية التنموية
1. المساواة في الانسانية والعدل في العمل وحق التملك وتكافؤ الفرص،قال تعالى : ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ”، قال تعالى:" لا يجرمنكم شنئان قوم ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى" .
2. حقوق حرية التفكير والحرية السياسية وحرية الحياة وحماية النفس .
أقوال لأهمية الأخذ بالتنمية الإسلامية
• ”التنمية الحضارية الحديثة بقدر ما خدمة الإنسان سببت له أزمات نفسية وروحية واجتماعية وأخلاقية في غاية الخطورة أي أن التنمية الحضارية الحديثة لم تحل مشكلة الإنسان مع نفسه ومع إخوانه الذين يختلفون معه في الفكر واللون لأنها لم تأخذ مداها الإنساني الشامل والكامل ” الفيلسوف غارودي قبل اسلامه .
• ”اننا قوم تعساء لأننا ننحط أخلاقيا وعقليا بسبب الكوارث التي عانت منها الإنسانية ” العلامة الفرنسي الكس كاريل
المراجع :
1. عبد الحميد ،محسن(2006): الإسلام والتنمية الإجتماعية –الطبعة الثانية.
2. عمر، ابراهيم أحمد(2006): فلسفة التنمية رؤية اسلامية- الطبعة الثانية.
3. المالكي ،عبد الرحمن(1963): السياسة الإقتصادية المثلى.
4. بن نبي ، مالك (1972 ) : المسلم في عالم الإقتصاد . بيروت.
5. السباعي ، مصطفى (1964 ) : اشتراكية الإسلام. دمشق.
6. القرضاوي ، يوسف ( 2001) : دور الزكاة في علاج المشكلات الإقتصادية وشروط نجاحها، دار الشروق
7. مجلة البيئة والتنمية (2002) : العددد 54
8. يكن ، فتحي( 2004) : فقه التنمية (http://www.hewaraat.com/forum/showthread.php?t=808)
9. المنوفي ،كمال (2007) : مجلة الفكر الإستراتيجي العربي ، العدد 15
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=52&ArticleID=463
10. http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1173694799045&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout
11. مجلة الوعي الإسلامي(2008): العدد 514 –الكويت
http://alwaei.com/topics/current/article.php?issue=536&sdd=1000
12. قويدر، ابراهيم (2008): المنظور الإسلامي للتنميةhttp://www.libya-alyoum.com/look/article.tpl?IdLanguage=17&IdPublication=1&NrArticle=15778&NrIssue=1&NrSection=14
13. http://www.neareast.org/phil/ar/page.asp?pn=40
التنمية من منظور اسلامي إعداد: سائد أبو بهاء
تاريخ النشر : 2008-07-23