مفاوضات مباشرة أو تغيير الوسيط بقلم : د.عصام شاور
تاريخ النشر : 2008-07-23
مفاوضات مباشرة أو تغيير الوسيط بقلم : د.عصام شاور


مقال كتبته قبل ثلاثة أشهر وتحديدا بتاريخ 21_04_2008 , وذلك بسبب ما نراه من تقصير الاشقاء المصريين في دفع عملية فك الحصار واتمام صفقة شاليط , ولان التقصير المصري ما زال مستمرا فانني اعيد نشره والتأكيد عليه لتتخذ الجهات المعنية اجراءات من شأنها تغيير الوضع القائم ,

مفاوضات مباشرة أو تغيير الوسيط
بقلم : د.عصام شاور 21_04_2008





ربما كلامي هذا لن يعجب قيادات حماس والجهاد الإسلامي, وربما سيغضب هذا الطرح الكثير من الإسلاميين , ولكن يحتم الواقع مراجعة السبل عديمة الجدوى, وحين لا تكون الوساطات التفاوضية محايدة فهذا يعني أنك تفاوض وكيل الآخر, أو بمعنى آخر فإنك تسير في مفاوضات مباشرة وأنت لا تشعر ولكن الفارق هو أنك في حالة وجود الوكيل عليك تقبل بعض الشروط الإضافية التي تخصه وهذا من شأنه تعقيد الأمور وحتى إفشالها.

بالأمس صرح وزير الخارجية المصري بأنه لن يتم إشراك حماس في حكومة الوحدة الوطنية, وفي هذا الطرح عدة مغالطات, الأولى, هو كيف للوسيط المصري أن يتحدث وكأنه رئيس وزراء فلسطيني مكلف بتشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة ؟؟, الثانية, كيف يمكن تسميتها حكومة وحدة وطنية في حال تغييب أكبر فصيل فلسطيني حاز على شرعية وأغلبية مطلقة في الانتخابات التشريعية ؟؟, الثالثة, كيف يتصور موافقة حماس إذا كان المطلوب تهميشها ونزع سلاحها وحل كتائبها وجعلها مجرد حزب سياسي لا حول له ولا قوة كما حدث مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر ؟؟

سير التفاهمات أو المفاوضات التي تتوسطها الشقيقة مصر لن يوصل إلى حل استنادا إلى ما يطرحه السيد أبو الغيط , ونحن كمواطنين بحاجة إلى سرعة في انجاز يؤدي إلى إعادة الوحدة الفلسطينية وإطلاق سراح الأسرى وفك الحصار عن القطاع , ولأننا على يقين أن حماس هي ركن أساسي أو هي الركن الرئيس لإنجاح أي حل سياسي نطالب مصر بالتعامل معها بطريقة توصل إلى الهدف المنشود .

وإذا كانت حماس لا ترى حلا قريبا في الأفق فعليها اللجوء إلى مفاوضات مباشرة مع دولة الاحتلال أو اللجوء إلى وسيط نزيه ولا يشترط أن يكون عربيا . أما بالنسبة للتفاوض المباشر والذي يثير الجدل فهو جائز شرعا , وصلح الحديبية هو خير دليل وصلح الرملة هو دليل أيضا . مفاوضات مباشرة تقوم على عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال , تشترط حماس توقف جميع أشكال الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وتوقف الاستيطان كذلك قبل البدء بعملية التفاوض , وتكون مفاوضات محكومة بسقف زمني وفريق تفاوضي خبير وقليل وأن تتم المفاوضات بعيدا عن الإعلام وعلى أرض غير إسلامية.

المفاوضات الثنائية التي أتكلم عنها بين حماس ودولة الاحتلال هي بخصوص الإفراج عن الأسرى ووقف الاستيطان والاعتداءات على الشعب الفلسطيني مقابل تهدئة تلتزم بها حماس ولا أتكلم عن حلول نهائية وهدنة طويلة الأمد فتلك يجب أن تشترك فيها باقي الفصائل الفلسطينية , سواء عبر منظمة التحرير بعد إعادة بناء مؤسساتها كما اتفق عليه في اتفاق القاهرة أو عبر المجلس التشريعي الفلسطيني بشرط أن لا تمس الثوابت الفلسطينية.