الثقافة الأردنية على طريق الثقافة المصرية بقلم : محمد المصري
تاريخ النشر : 2008-07-22
الثقافة الأردنية على طريق الثقافة المصرية
بقلم : محمد المصري

إن حالة الوهن التي تمر بها امتنا العربية ترجع في بعض أسبابها إلى أزمة في الفكر والثقافة ، وساهم في تفاقم تلك الحالة التجليات الاقتصادية والثقافية للعولمة التي اجتاحت العالم واستطاعت بعض الثقافات أن تواجهها أو تتعاطى معها بما لا يهدد ثقافات تلك الشعوب ، والفضل يرجع في ذلك إلى الدراسات والبرامج التي قامت بها المؤسسات والأجهزة الثقافية الرسمية والشعبية لتلك البلدان ، بينما مثقفينا ومسئولي الثقافة في بلادنا العربية في ثبات عميق ، وانصب جل اهتمامهم في التنفيس عن حالة الكبت السياسي والاجتماعي والجنسي ، فأكثروا من المهرجانات ذات الطابع الاحتفالي والبعيدة كلية عن البحث الجدي المعمق في كيفية تطوير وتفعيل الواقع الثقافي العربي ، وتأهيله لمواجهة غول العولمة .
ولعل مهرجان جرش الراحل ومهرجان الأردن الذي جاء على أنقاضه يمثلان تجسيدا للارتباك والفساد الذي ينخر في جسد الثقافة في الأردن ، ومرجع تلك الحالة في الأساس إلى سوء اختيار القائمين على الثقافة في الأردن ومن ثم مسئوليتهم الإشرافية والإدارية عن تلك المهرجانات التي يحولونها إلى ملتقيات للعلاقات العامة وما يمكن أن يطلق عليه البزنس الثقافي ، فيصبح معيار الاختيار للمبدع آو المثقف آو الصحافي فقط إمكانية رد الدعوة حتى ولو بصيغة مختلفة ، أتباعا للمنهج " شيلني واشيللك " .
ويمكن القول بان جريس السماوي يمثل تجسيدا لتلك النماذج التي ابتسرت في بلداننا العربية وساهمت في أنتاج تلك الحالة المزرية للواقع الثقافي العربي ، ولكوني كاتبا أردنيا يقيم في مصر ما مكنني من الاطلاع بدرجة ما على المشهد الثقافي الرسمي في الأردن ومصر ، وتمكنت من رؤية تشابه الحالي إلى حد يشبه التطابق بين القائمين على الحالة الثقافية الرسمية في البلدين بل والعلاقة المشبوهة والشاذة بينهما .
وللحق فان الظاهرة بدأت في مصر وخاصة مع جلب فاروق حسني من أوروبا بعدما اكتسب السيئ والشاذ من ثقافتهم وشذوذهم ما أدى إلى حالة التردي التي تعيشها الثقافة المصرية ، ويبدو أن ذات السيناريو يحاول البعض تطبيقه في الأردن عبر شاعر ضعيف الموهبة وشاذ السلوكيات وكثيرا ما يتباهى بعلاقاته بالأجهزة الأمنية ، وجواز سفره الأمريكي ، ويؤكد انه قادم للموقع الأول في الثقافة الأردنية بفعل تلك المؤهلات ، وان مهمته ستنتهي عندما يصل بالحالة الثقافية في الأردن إلى الدرك الأسفل ، ويؤكد في مجالسه الخاصة انه القادر على إدخال مثقفي الأردن في حظيرة الوزارة ( لاحظوا نفس الشعار أطلقة فاروق حسني ) ومن ثم سيادة نهج التسطيح والانتهازية في الثقافة الاردنية والتي توصل بالضرورة الى التطبيع ، ما يستوجب على المثقفين الوطنيين الأردنيين أن يسرعوا بكشف وتعرية ذلك الشاعر حماية للثقافة الأردنية الوطنية .

[email protected]