براون ... نهاية الا حتلال .. بالدولارات ... .
منيــــــــــــر جابـــــــــــر
لن يقف الامر عند بروان وحده بل سيأتون تباعا وصاغرين لتقديم الولاء والطاعة وعظيم الامتنان لاسرائيل ,وسيخرجون كل مكنونات الزمن الطويل لمديحها ,وكما هي الصورة سيبعون بالمزاد العلني وعلى رؤوس كل العرب بضاعتان .نفيسة ورخيصة , فالنفيسة لاسرائيل وتتمثل بحمايتها وامدادها بكل اصناف الاسلحة الفتاكة , والمال , وتركيع كل العرب لها , ورخيصة تتمثل بجملة اطراء لهذا المسؤول او ذاك , وكلمات تشبه السلام والعدالة , وما هي منها بشيىء .
زيارة بروان لاراضي السلطة الوطنية لا تمثل جديد ولن تاتي بخير , هي مجرد زيارة عادية وتسويقية لمسؤول يود ان يأم هذه البقعة ولتكون له قدم كما لاسلافه , وتصريحات في الصحف والفضائيات , وحقيقيا ليثبت كما غيره انهم ما زالوا احياء في عالم النكبة الفلسطينية , وباقين في خدمة المشروع الاسرائيلي . براون لم يحمل اي جديد في الملف السياسي وان زيارته تحمل طابع الدعم الاقتصادي للسلطة الفلسطينية في ظل تعثر مفاوضات السلام, وهذا هو الملاذ والطريقة المفضلة لدى الغرب وغيرهم .. قدّم المال .. وتغاضى عن السياسة , والمال في عالمهم تمحوا آثار السياسة وصخب التصريحات والمواقف والافعال .
جوردون براون وعد بالوقوف ضد أي دعوات لمقاطعة إسرائيل أكاديميا . وامعن بالمديح الحقيقي والبضاعة النفيسة قائلا :لديكم شعب مثقف ، وثمانية من ابناء شعبكم حصلوا على جائزة نوبل وتاريخكم يدل على روحكم ، فلا يوجد دول استطاعت ان تحقق ما حققتموه في الفترة القصيرة رغم الحروب والإرهاب"....براون تعهد فعليا بالدفاع عن أمن إسرائيل أمام اي هجمات تستهدفا ،وتحدث عن "عاطفته الدائمة تجاه إسرائيل .اذ لطالما اعتبر نفسه دائما صديقا لها.. فكما هي البضاعة تكون العاطفة .. وحتى السلام بالايدي تكون بصورتين , قوية ومتينة معبرة عن الوحدة والتضامن , ومفككة وخجولة ....
براون لم يستبعد حدوث سلام تاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين إذا ما التزم الطرفان بما حدث في مؤتمر أنابوليس . وكأن براون بعيدا عن ما آل اليه انابوليس !! او انه حان دوره لتسويق بضاعة فاسدة مهترئة نعتها اصحابها . ' فالرئيس محمود عباس اتهم اسرائيل بعدم الالتزام بمبادئ مؤتمر انابوليس. وجاء اتهام ابو مازن لاسرائيل خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون عقب استقباله في مقر الرئاسة بمدينة بيت لحم. ..اين كان بروان لحظتها .. اين كانت اذنيه .. واحساسه السياسي .!!بل اين كان من كل الذي قيل عن انابوليس وفشله .
الرئيس ابو مازن اشاد بمبادرة براون لاستضافة مؤتمر استثماري لصالح فلسطين في لندن قائلا يبقى التحدي الأكبر أمام الاستثمار في تأمين حرية الحركة للأشخاص والبضائع، والتغلب على المعوقات للتنمية الاقتصادية وعلى رأسها الحواجز الإسرائيلية والاغلاقات المتكررة والاجتياحات المستمرة للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية". ماذا سيجيب بروان عن هذه الحقيقة الساطعة , وكيف سيسهم في ازالة هذه الحواجز, بل كيف سينمو اقتصاد في ظل الحراب والاوصال المقطعة يا رجل الاقتصاد والمال !! .؟ كيف يعتيرها ويصنفها ؟والى أي مدى ترى الحكومة البريطانية ان الحواجز وسياسة الاجتياحات حولت الحياة وعجلة الاقتصاد الى جحيم لا يطاق ؟؟ ام انها تعتبرها ضرورة لا بد منها للمحافظة على امن اسرائيل !!! وربما يرى براون ان الدولارات التي يعد بها, تلطف من اجواء الوقوف على الحواجز , وتنجز تنقل البضائع بيسر وسهولة !!!
براون في خطابه امام "الكنيست " لم ينسى ولا يمكنه النسيان , واجب تقديم الدعم لإسرائيل وتحذير وتخيير ايران : اما وقف برنامجها النووي ، او التعرض لمزيد من العزلة ومواجهة الرد الجماعي ليس من بلد واحد انما سيكون جماعيا". مع انه من حق ايران وغيرها التزود بالنووي وغيره , وأغمض عيناه عن مفاعل ديمونا والذي يهدد ملايين والعرب . وتجاهل ما تفعله الأسلحة الإسرائيلية الفتاكة ببث حي ومباشر كل يوم في قتل الأطفال والشيوخ الفلسطينيين , وتدمير مدنهم وقراهم ..
إسماعيل هنية وجه دعوة لرئيس الوزراء البريطاني ، للإطلاع على حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها الحصار الإسرائيلي . ماذا تتوقع حماس من براون وغيره . الا يعلم براون والذي تشارك بلاده وشاركت في مآساتنا ماذا حصل ويحصل في غزة !!... وماذا سيقول ؟ اذا كانت حماس راغبة في سماع اقواله في غزة ,فيجب ان نوقظها من نومها ونعلمها ان بروان هو بروان .وسياسته في كل المدن الفلسطينية وحتى العربية ونهجه واحد . بروان الموجود هنا وهو يتغنى ببيت لحم غير بروان ان كان في سيدروت ,وليس من اجل بيت لحم الفلسطينية المحتلة يتغنى ..
ماذا بقي ليقول لكم بروان ؟ وكم من الوقت سيتغرق صدى كلماته في اذاننا .ربما عام وربما تبنى استراتيجية فلسطينية جديدة تتغني بذكره لجدار الفصل العنصري , ولحل الدولتين . بالنسبة لزائرنا الكريم انتهت الكلمات والاشارات وكأنه لم يقل شيئا .. حقيقة لم يقل شيء .. هذا مجرد تردد وصدى نحب ان نسمعه لآذاننا ..
براون: نهاية الاحتلال بالدولارات بقلم:منير جابر
تاريخ النشر : 2008-07-22