رد على مقال "الحج لغير بيت الله الحرام " نسأل الله العفو والصفح عنا جميعا بقلم : أبو سمرة المقدسي
تاريخ النشر : 2008-07-21
رد على مقال "الحج لغير بيت الله الحرام "
أسأل الله العفو والصفح عنا جميعا
بقلم : أبو سمرة المقدسي

فاجأنا السيد خالد عبد القادربمقال عنوانه (إلى الأخ منذر : إذا كنت حاجا إلى بيت حزب الله ... ألخ .... ) وقد استوقفني العنوان المستهجن وأثار لدي إحساس بضرورة التوضيح وتحديد اتجاه البوصلة فربما تتوحد المسارات وتتعاظم الجهود الخيّرة لإصلاح ما تهدم من قلعتنا الفكرية ولإصلاح ذات البين بين القائمين على ترسيخ الفرقة بدل اللحمة ، وما هذا المقال الذي أرد على عنوانه فقط إلا مثالا أترك السادة القراء والكتاب أن يتبصروا ويستنتجوا . وأقول أكتفي بالرد على العنوان ، ولو أردت الرد على متن المقال لأخذ الأمر أسبوعا من الزمان وفي حجم المجلد ، فرأفة مني على نفسي أولا والزميل الكاتب ثانيا ووقت القراء ثالثا أكتفي بهذا الرد فاللبيب من الإشارة يفهم.

أن توجيه مقالك إلى الأخ منذر بالإسم يدل على هجمة شرسة موجهة وعن غير هدى أو قصد ، فأنا ظاهرا أبرئك ولا أدري ما في نفسك. كأنك تطلب ثأرا من الأخ منذر . لو كان حديثك عام ، ودون ذكر الإسم فلربما نزلت الخطيئة عشر درجات من مائة . ليس أمر مساندة وتأييد حزب الله مقصورا على منذر بل يتعداه إلى كل صاحب اهتمام في جميع قضايا الشرق الأوسط وما أكثرها وأخص بالأهمية القضية الفلسطينية الستينية باعتبارها مركزية وأم القضايا ، فتراكمات المنطقة برمتها هي ردود أفعال لقضيتنا .

المساندة والتأييد لحزب الله لها مقصد واضح نابع من الأمل والرغبة في تعميم تجربة حزب الله على سائر التنظيمات المهتمة في استرجاع بعضا من فلسطين . أقول بعضا لأن بعض التنظيمات خفّّضت سقف مطالبها في تنظيرها السياسي وتنازلت عن أجزاء مهمة من فلسطين ، وعلى سبيل المثال قام البعض بشطب قضية عودة القدس وآخرون أيدوا بقاء المستوطنات قائمة مع وقف الاستيطان أو حتى تجميده ، وآخر تقليعة تدور في المحادثات السرية هذه الأيام عن فكرة تبادل أراضٍ فلسطينية بأراضٍ أخرى ولكن في أماكن أخرى . يا للأسف ففلسطين الجميلة كلها بسهولها وجبالها وهضابها وأوديتها هي أرضنا فكيف نقبل استبدال أجزائها مع العدو كي يكون الإعتراف بملكيته للأرض نابعا من رغبتنا وإرادتنا ، ألا قاتل الله الظلم والغباء . وتوالت النشاطات المشبوهو بأساليب ملتوية متميزة بالسرية حتى تصيد السنارة تنازلا وتوقيعا فتعلن النتائج وتفرض علينا باعتبارها رغباتنا وموافقتنا دون إكراه.

أتذكرون يا إخوتي المحادثات والتنازلات التي أعلنت في وثيقة جنيف؟ التي جرت بين بيلين وياسر عبد ربه !! وجرى توقيعها في الأول من كانون أول 2001 وعرضت على الملأ بمؤتمرات صحفية بهلوانية فرحا بها ، فجرت لها زفات وزغاريد وجولات حول العالم . من بارك خطوات ياسر عبد ربه ؟ هل جرى التحقيق معه ؟ هل لا يدل ذلك على تنازل رسمي من منظمة التحرير الفلسطينية التي ما زال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وللأسف ما زال يمارس عمله فيها وتراه يزمجر معترضا على إعادة اللحمة بين شطري الوطن لأنه مستفيد من فرق تسد ومخصصاته تتضاعف ، واتصالاته ونشاطاته في التنازلات وعلى وجبات متفاوتة. ألا يعتبر عمله خيانة وتنازل عن أرض دون تفويض ؟ أليس عمله مؤيدا من منظمة التحرير ؟ والدليل بقاءه أمين سرها حتى الآن ولثمان سنوات متواصلة!! ألا يحمل هو والكثير من أمثاله بطاقات (VIP) تمكنه هو وكثيرين من أمثاله من الحج ليليا إلى تل أبيب دون اعتراض أو امتعاض من أحد؟

أليس تأييد حزب الله أحق وأشرف ، فالقصد من هذا التأييد " أن نتخذه نموذجا نحتذي به نحن شعب فلسطين ؟" . ثم أليس السكوت عن المنبطحين وهم كُثر ومعروفين ، ويحجوا إلى البيت الأبيض وتل أبيب ويقطعوا القفار ليصلوا عواصم أوروبا . وللبعض منهم مقرات في نوادي وشواطئ تل أبيب ، وهم ما زالوا يسرحوا ويمرحوا أليس عملهم بخيانة لله والوطن ؟ إنهم يقبضون المعونات والهبات وهي في الواقع ثمنا لأرض فلسطين التي وافقوا على صفقاتها وقضمها بالتدريج ! فهم ومن مواقعهم الرسمية يصرفوا ويتصرفوا بأموال الشعب الفلسطيني وهي بالملايين تطفو بعض تسريبات أخبارها ثم تغرق مختفية في بحر عميق لا حساب ولا عذاب ولا تحقيق ولا محاكمة.
إننا نؤيد حزب الله ليس لسواد عيون سيّد المقاومة بل للمقاومة ذاتها التي ترجح لنا كفة التحرير المستقبلي لفلسطين ، وتتضاء وتضعف كفة المتخاذلين المرتدين المتنازلين المنبطحين. إننا نفاخر الدنيا أننا لن نركع ولن نستكين ولن نتنازل عن حقنا في التحرير . يا لأسفي تبددت الجهود وتنوعت الخلافات بيننا فصرنا نرد هذا عن تراجعه وذاك عن تغاضيه وثالث عن تهاونه ورابع عن تفسخه وهروبه بما غنم على حساب قضيتنا ومن حسابها !

إننا لا نحج إلى أي مكان حول العالم مهما قوي وغني أصحابه ، وحجنا فريضة تلبية لأمر الله إلى بيت الله الحرام . إننا نرفض أي معنى مجازي يستعمل كلمة حج فهي كلمة مقصورة على عبادة وتأدية فريضة.

نبتهل إلى الله ونعمل جاهدين لجمع الكلمة وحشد القوى لتعظيم وتعميم العمل الجهادي غير الحكومي في المرحلة الأولى (وهو أضعف الإيمان) ليتبعه العمل المنظم من جيوش فلسطينية وعربية وإسلامية لتحرير كامل أرض الرباط والإسراء والمعراج من دنس المحتلين. وما انتصار حزب الله في العامين الأخيرين إلا نموذجا يحتذى به . لقد وفّق الله الإخوة المجاهدين في غزة ونجحوا في خطف أول أسير حرب من الجيش الذي لا يقهر ، وبذلك بدأوا نهجا هجوميا متواضعا رغم الحصار والدمار وتكالب قوى البغي والعدوان !
نعم يا إخوتي ، بارك الله فيكم وهيا بنا نوحّد الصفوف والمجهود لتعميم الجهاد حتى التحرير . ومن يسير في نهج المقاومة قطعا لا يعني انه يسير في فلك طهران أو غير طهران ، نحن نمد أيادينا طاهرة نطلب العون والصون من كل الشرفاء بدون شروط أو إملاءات فجعبتنا ملآنة أهداف وكلها تصب في بوتقة حشد الجهود للتحرير وليس لتبرير أخذ المساعدات وصرفها بطرق ملتوية ، فهذا يشتري سيارة مصفحة مستعملة من طراز همر لتركبها العائلة المصونة وتحمي نفسها من شعبها ! وذاك يشتري فيلا في كل عاصمة ، وألف ثالث ومسئول يحصل على موافقة ويرسل أعضاء أسرته للعلاج ظاهرا ولشمة الهواء باطنا ، وألف رابعٍ يأخذ شيكا على بياض لتسديد فواتير مزورة محررة بمعرفته ، ويا إخوتي الحبل على الجرار وقد طال المشوار ، وكلهم على حساب فلسطين صاروا تجار.

ليست جريمة أن يقف من يقف من الآلاف مناذرة وغساسنة ربع عدنان وقحطان وقيس ويمن وحسيني ونشاشيبي مؤيدين لكل جهد يضعف عدونا وينصر قضيتنا . ألم تسمعوا بآخر صرعة لمخابرات إسرائيلية المهزومة من حزب الله بأنها أثناء ويوم تبادل الأسرى وجثامين الشهداء الأبرار كانت تتصل عبر هواتف الشبكات الدولية بأرقام أفراد في لبنان يطلبوا منهم ويهددوهم أن لا يؤيدوا حزب الله ، (ألا إن حزب الله هم الغالبون) ، ويتساوق عنوان المقال الذي أرد عليه منسجما مع نهج مهاتفات العدو في لبنان ، لم يترك عدونا أسلوبا إلا سلكه لتحجيمنا وتكبيلنا وإضعاف كفتنا ومعنواتنا !! إعلموا أننا نقلد العدو ونؤيده عندما نهاجم من يهاجم إسرائيل .

إن عدو عدوي هو صديقي يا أيها إخوتي ، وقد قال تشرشل اللعين أنه على استعداد للتعاون مع الشيطان في سبيل نصرة بلاده . وحزب الله ليس بشيطان ولكن المثل ينطبق مع اختلاف النوعيات في الطرفين. وللأسف أقول بأن بعضنا وعن غير قصد بل بعفوية تصل فيه إلى حد الهبل ، وبدون تفكير بل على سجيته ينفخ في القربة المثقوبة وما أكثر القرب المثقوبة أيامنا هذه. المأمول من الطيبين الأخيار أن يؤيدوا الجهاد ، وأن لا يفكروا حتى في استخدام كلمة الحج إلا إلى بيت الله الحرام ، لا ينفعك مال ولا بنون إلا أعمال صالحة وولد صالح (مربى تربية نموذجية) يدعو لك.
دعونا نعض أصابعنا لنصحو من غفوتنا ونجدّ السعي للوحدة الفكرية والمصيرية ، ولوحدة السلاح والكفاح على طريق الجهاد لتحرير البلاد والعباد في فلسطين الغالية ، وفرقتنا تحولها إلى أندلس ليس برطيب.
أبو سمرة المقدسي