جريمة صهيونية جديدة تغطيها لجنة تحقيق وهمية بقلم : زياد ابوشاويش
تاريخ النشر : 2008-07-21
جريمة صهيونية جديدة تغطيها لجنة تحقيق وهمية بقلم : زياد ابوشاويش


جريمة صهيونية جديدة تغطيها لجنة تحقيق وهمية
بقلم : زياد ابوشاويش
يقول المثل العربي الدارج : "سألوه مين فرعنك؟ قال ملقيتش حد يردني". ومن هنا نبدأ عرض الرواية التي آلمتنا جميعاً وأغضبت حتى من لا يملك الحس الوطني ، وسيأتي الرد آجلاً أو عاجلاً .
أخذ الشاب الفلسطيني أشرف أبو رحمه من نعلين بالضفة الغربية معصوب العينين إلى مكان ظن فيه الجيش الصهيوني أن لا رقيب ولا حسيب على أي عقاب ينزله بالشاب نتيجة قيامه بالتظاهر احتجاجاً على جدار الفصل العنصري الذي أقامته اسرائيل في الضفة ومزقت به أوصال عشرات المدن والقرى والبلدات الفلسطينية، ونهبت المزيد من الأرض. هذا الجدار الذي حكمت بإزالته محكمة العدل الدولية عام 2004 ولم يطبق قرارها بخصوصه حتى اللحظة .
تحرك الجندي الصهيوني الحاقد بهدوء وهو ينظر إلى فريسته معصوبة العينين ويقف في مواجهتها تماماً بينما كان الضابط المسئول يمسك بيد الشاب بطريقة تدل بشكل لا لبس فيه على أنه يحضر الضحية لنيل العقاب من الجلاد، وفي الأثناء كان هذا الجلاد العنصري يوجه بندقيته الآلية بكل هدوء إلى ساق الشاب بطريقة واضحة ومفهومة ويطلق النار فيسقط الشاب على الأرض في مشهد تقشعر له الأبدان ويعطي كل الدلالة على نوعية العدو الذي نواجه والمصير الذي ينتظرنا لو استكنا أمامه.
لم يتم إعلان الجريمة من جانب مرتكبيها والشهود الصهاينة لأنهم جميعاً اشتركوا فيها، غير أن منظمة يهودية تعارض الاحتلال الإسرائيلي وترفض العنف الذي يمارسه ضد الشعب الفلسطيني وهي معروفة باسم "بتسيلم" قامت يوم الأحد 20 / 7 / 2008 ظهراً بنشر شريط الفيديو الذي التقط الحدث بكامله. كان الأمر محرجاً بخلاف فظاعته وهمجيته فأحالت سلطات الاحتلال الصهيونية أمر الجريمة كالعادة إلى لجنة تحقيق وهمية في محاولة للتخفيف من وقع الحدث البشع على الرأي العام العالمي وحتى الداخلي، ولتثبت ككل مرة قدرتها على تلفيق المسائل ولفلفتها بخلاف أي فعل فلسطيني يمس حياة مستوطن أو جندي من جنود الاحتلال حيث تقيم الدنيا ولا تقعدها .
إن أي استعادة لتاريخ دولة اليهود في الماضي والحاضر يقدم ألف نموذج موثق مما رأيناه، بخلاف آلاف نجحت عصابات الإرهاب الصهيونية في إخفائها عن أعين الإعلام. واستطراداً لن نجد أي جريمة ارتكبت على النحو الذي رأيناه أو بشكل أكثر وحشية وما أكثرها يعاقب مرتكبيها بطريقة منصفة ذلك أن دولتهم في الأساس قامت على الظلم والإرهاب وعدم الإنصاف.
ربما يدعي بعض من نراهم على شاشاتنا العربية من المعلقين الإسرائيليين وبعض العرب أن اسرائيل تحاسب وتتابع هكذا حالات لكن الحقيقة أنه لم يحدث قط أن عوقب جندي صهيوني أو مسئول في الجيش الذي يحتل أرضنا على جريمة ارتكبها ضد أهلنا وما أكثرها باستثناء يتعلق بتوجيه اللوم أو تقديم الاعتذار أو إقرار عقوبة طفيفة لا يتم تنفيذها في الأغلب.
إن مجازر العدو وبشاعة عدوانه على شعبنا العربي الفلسطيني والسوري في فلسطين المحتلة والجولان المحتل لا تحتاج لبرهان ذلك أن الاحتلال في حد ذاته جريمة لا مثيل لها في زمننا الراهن ولن يوقف هذا الأمر سوى موقف عربي شجاع مسنود من الرأي العام الدولي تشعر من خلاله اسرائيل أنها مهددة فعلاً سواء عسكرياً أو سياسياً، هذا الأمر ممكن وفي يدنا أن نقوم به فهل نفعل؟.
زياد ابوشاويش
[email protected]