الفسطينيون والتعليم
كثيرا ما يتردد أن الفلسطينيين ؛ اهتموا بالتعليم واندفعوا إليه بكليتهم بعد ضياع فلسطين ؛ لأنهم فقدوا الأرض والاستقرار ومصدر الرزق ، فلم يعد أمامهم من وسيلة للعيش الكريم إلا من خلال تعليم أبنائهم والحصول على الشهادات العالية التي تمكنهم من العمل ، غير أن هذا الكلام تكذبه الحقائق والعقل والوقائع الي كانت سائدة في فلسطين قبل النكبة ، فالفلسطينيون كان قبل نكبتهم المتمثلة في ضياع الوطن واللجوء ؛ من أكثر الشعوب اهتماما بالعلم والتعليم ، فقد شهدت فلسطين قبل النمكبة بزمن طويل ورغم الانتداب البريطاني ورغم اهمال الدولة العثمانية للتعليم الكثير من إنشاء الكثير من المدارس والمعاهد والكليات التي كان يأتها الدارسون من الأقطار العربية الأخرى .
والباحث في هذا المجال سيجد أن أبناء فلسطين إضافة إلى ذلك كانوا يقصدون أقطار أوروبا طلبا للعلم والدراسة في جامعاتها منذ عهود مبكرة ، وسيجد الكثير من الخريجين وحملة الشهادات العليا في كافة التخصصات المعروفة والمتاحة آنذاك ، ممن ساهموا في في إنشاء المعاهد والكليات والمراكز العلمية في فلسطين والكثير من الأقطارالعربية وأوردت بعض المصادر أسماء للعشرات من الأطباء والمهندسين والفنيين الفلسطينيين من خريجي الدول الأوروبية الذين عملوا في عدة أقطارعربية .
ويكفي أن أشير إلى حقل واحد مما برع فيه الفلسطينيون وتميزوا ألا وهو حقل الترجمة فقد ذكرت الموسوعة الفلسطينية ؛ أن هذا النشاط بدأ عام 1960، وأوردت أسماء لأكثر من مئة مترجم ترجموا عن الإنجليزية فقط ، وذكرت أسما لآخرين ترجموا عن الفرنسية والإيطالية والروسية عشرات الكتب وفي مجالات متعددة ،
فنسبة التعليم العالية بين الفلسطينيين والتي تعد من أعلى النسب في العالم لم تأت نتيجة تشعبات القضية الفلسطينية ، بل العكس هو الصحيح ، فالمنطق يقول :إن التليم والعلم ينموان في ظل الاستقرار والهدوء والأمن والعة ، وليس نتيجة والتشرد واللجوء والفقر وزالحرب المفتوحة ،
ويذكر في هذا السياق : أنه حينما أغلقت سلطات الانتداب البيرطاني المدارس الخاصة عقب احتلالها لفلسطين ؛ اضطرت إلى إعادة فتح بعضها تحت الضغط والإلحاح والتظاهر المتواصل من قبل الأهالي .
فالفكرة السائدة التي فحواها أن ارتفاع نسبة التعليم بين الفلسطينيين جاء نتيجة ظروف القضية ىالفلسطسنية وفقدان موارد الرزق ؛ فكرة مغلوطة سخيفة لا صحة لها .
أنور الوريدي
الفلسطينيون والتعليم بقلم:أنور الوريدي
تاريخ النشر : 2008-07-20