الإنسحاب من الأمم المتحدة ...! بقلم:نافزعلوان
تاريخ النشر : 2008-07-20
بسم الله الرحمن الرحيم

الإنسحاب من الأمم المتحدة ...!

محكمة للبشير وغداً محكمة لبشار وبعد غد لمبارك وحتي محاكمة الأمراء والملوك العرب أصبحت ممكنة. لقد أصبح قاب قوسين أن تذوق الشعوب العربية طعم الحرية ولو كانت هذه الحريات تحتوي فى طياتها مذابح للعرب بأمر من المحكمة.

المشكلة ليست فى محاكمة رئيس السودان وليست هنا المعضلة. هناك أمثاله كثير حيث لا تخلوا دولة عربية واحدة من مذبحة ومجزرة تنتظر دورها فى ملفات هذه المحكمة. والمعضلة لازالت ليست هنا ، المعضلة هي أننا غير مهيؤون لحكم أنفسنا عندما تخطف من بيننا زعمائنا هذه المحكمة. هل تدركون مدي الخراب والدمار الذي سيعم السودان بعد تقييد البشير وسجنه بأمر المحكمة? وإذا كانت المذابح فى دارفور قززت أبدان مدعي عام هذه المحكمة فهي بالمقارنة بالمجازر التي ستعوم بها شوارع الخرطوم تعتبر ( مقبلات ) وستنكر المحكمة أنها كانت السبب وراء هذه المذبحة.

كل أمر إعتقال تصدرة هذه المحكمة لرئيس عربي يعني أنها تطلق حكمها بالإعدام علي أمم كاملة. قبل أن تحاكم زعمائنا هذه المحكمة يجب أن توجد الضمانات أن لا يحدث علي الأراضي العربية ما حدث فى العراق وتحويلها إلي مجرد مقبرة. هذه المحكمة تحمل شعاراً ظاهره يخفي ما بداخله. ظاهره العدالة تحمل فى طياتها مخططاً خبيث الرائحة. تحت شعار تحرير الأقاليم والأقليات ستهدم دول وإقامة دول هي فى الأساس لم تكن قائمة. ستحكم المحكمة بالحكم الذاتي لكل مربع فى الأراضي العربية وسيصبح عدد الدول العربية ثلاثة أضعاف الموجودون اليوم علي القائمة.

ومن علامات هذه الآخرة هو أن رئيس وزراء فلسطين المعزول يقوم بإرسال بعثات وكأن حماس دولة معترف بها علي الخارطة. دولة غزة ودولة أو ( مملكة ) للضفة الغربية وأخري للحوثيين وكردستان علي وشك أن تدرجها الأمم المتحدة فى الدول المستقلة وتنضم إلي القائمة. غاية هذه المحكمة هو تفتيت الدول العربية القائمة. يحسبون أن مجازر الديموقراطية هي الضريبة المناسبة. ومن أجل تحريرنا من حكامنا يجب أن تسيل الدماء العربية أنهاراً فى الخرطوم وعمان والقاهرة.

المستغرب فى الأمر هو أن الشعوب العربية ترحب بالموت القادم علي يد هذه المحكمة. ليس هذا موت الحريات والديموقراطيات ولا مؤاخذة ، هذا موت محكمة الغرب علي رقاب كل العرب الغافلة النائمة. والحل هو فى الإنسحاب من عضوية عصبة الأمم إذا أراد الحكام العرب أن يتخلصوا من أن تنتهي أسمائهم فى قائمات الإدعاء حيث ينص القانون أن عقوبات الأمم المتحدة تقع علي الدول الأعضاء ولا توجد مادة تجبر أي دولة فى العالم أن تنضم إلي هذه المنظمة. وبهذا يتخلص البشير وكل الحكام العرب من شبح المحاكمة.

نافزعلوان - لوس أنجليس