البطالة – التضخم – الفقر طائر ثلاثي يحط في الشرق الأوسط ( دراسة وتحليل ) بقلم:هشام أبو عوض
تاريخ النشر : 2008-07-20
البطالة – التضخم – الفقر طائر ثلاثي يحط في الشرق الأوسط ( دراسة وتحليل )

بقلم هشام أبو عوض
كاتب وباحث وعضو قيادي في اللجان الشعبية الفلسطينية 19/7/2008م.
بريد الكتروني [email protected]
[email protected]
لا بد لنا أن نتذكر الحروب التي مرت على الشرق الاوسط منذ عام 1967 مروراً بحرب 1973 ومن ثم حرب 1990 وصولاً إلى حرب 2003 وأثر هذه الحروب على الاقتصاد العالمي خاصةً أسعار النفط والسلع الاستراتيجية ن حيث يلاحظ أن الاسعار أرتفعت عقب كل حرب من هذه الحروب ولم تعد لسابق عهدها بعد انتهاء الحرب ، وهذا بدوره أدى إلى تآكل شريحة الطبقة الوسطى نتيجة تلراجع دخلها وجمود نموها وانخفاض مساهمتها في حركة الاقتصاد الداخلي واحياناً كثيرة الوصول لمستوى الفقر ... هذا كله يجعل من الضروري أن نحلل تداعيات ذلك وتأثير عملية التنمية على هذا الطائر الثلاثي .
في البداية لا بد من أن ننظر إلى سلعتين مهمتين هما النفط والخبز حيث كان سعر برميل النفط في العام 1949 دوالي دولارين ونصف ولم يصل لثلاثة دولارات إلا عام 1969 ، أي بعد عشرين عاماً ، لتشكل هذه الزيادة نسبة 20% من السعر الاساسي ، بيما قفز سعر البرميل من حوالي ثلاثة ونصف الدولار قبل حرب 1973 إلى حوالي السبعة دولارات في عام 1977 ، أي بتسبة زيادة 100% من السعر الاساسي ، وهي زيادة سعرية تزيد عن 25% حسب مؤشر معدل التضخم العالمي للاسعار .
وبعد حرب العراق قفز سعر البرميل من 27 دولار إلى 77 دولار في عام 2007 أي بنسبة 185% فوق السعر السابق . ومع تعديل مؤشرات التضخم فقد ظل السعر فوق المعدل بنسبة تقارب .75% .
تجدر الاشارة إلى أن المشكلة الاساسية في دورات التضخم الاقتصادي أنها تقصر الزمن ، حيث أنه منذ عام 1948 تضاعف يحدث كل خمسة عشر عاماً ، أي أنه إذا الانسان 60 عاماً من عام 1930 وحتى عام 1990 في هذه الفترة قد تشهد اربعة دورات تضخم عالمية ، بينما تضاعفت الاسعار الآن حيث أصبحت دورة التضخم كل خمسة سنوات ، أي أن الشاب الذي يعيش 20 عاماً من سنة 2005 – 2025 سيشهد أربع دورات تضخم عالمي في هذه الفترة القصير منذ ولادته ، وهذا ما هو حاصل في وقتنا الحالي حيث ان الاسعار ترتفع وفق هذا النمط لتصل إلى معدلات قد تناط بالشريحة العليا في المجتمع بشكل واضح وملحوظ أيضاً .
ناهيك عن أن الحروب الاقليمية في الشرق الاوسط تخدم ارتفاع اسعار البترول وهذا يسهم نظرياً في ارتفاع مدخولات الدول التي يعتمد اقتصادها على البترول كمصدر اساس للدخل القومي ، هذا بدوره يؤدي لارتفاع باقي اسعار السلع والنتجات بنسب عالية وبشكل متزامن أيضاً ، خاصةً القمح الذي يشكل مادة الخبز الاساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها... إذ أن نسبة الزيادة واضحة في اسعار القمح حيث تصل إلى 35% من السعر السابق في العام الحالي.
إن ارتفاع الاسعار خاصةً النفط والخبز من شأنه أن يؤدي إلى فوضى عالمية ، ربما تؤدي هذه الفوضى إلى إطلاق شرارة حرب عالمية ثالثة نظراً لأن السياسة الخارجية موجهة بشكل يجعل الشعوب غير قادرة على توفير حاجاته الأساسية وهذا يرتبط أرتباطاً بوثيقاً بالامن والاستقرار كما هو واضح في تقسيمات ماسلو للحاجات التي جعل على رأس اولوياتها الحاجات الاساسية ومن ثم الامن والاستقرار .
كما أنه لا بد لنا في هذا المقام ان نطرح خيار التنمية في مواجهة البطالة والتضخم ، حيث أن إنشاء المشاريع التنموية في الشرق الاوسط ( الحالية والمستقبلية ) يؤدي إلى تشغيل الايدي العاملة من جهه وزيادة الدخل القومي من جهه اخرى ، وبناء المشاريع التطويرية في المنطقة وتطويرها ، الأمر الذي يعمل على تسريع عجلة الاقتصاد في هذه المنطقة وتخفيض نسبة الفقر والبطالة ورفع قدرة الافراد الشرائية وتحقيق الأمن القومي والاستقرار الاقتصادي .
بقلم هشام أبو عوض
كاتب وباحث وعضو قيادي في اللجان الشعبية الفلسطينية 19/7/2008م.
بريد الكتروني [email protected]
[email protected]

[email protected]
[email protected]
[email protected]