حكايات في قصة حبي لكونداليزا بقلم:م. نظام السفاريني
تاريخ النشر : 2008-07-20
حكايات في قصة حبي لكونداليزا بقلم:م. نظام السفاريني


دأب المحللون السياسيون العرب على وصف سياسة امريكيا الخارجية في منطقة الشرق الاوسط بانها سياسة العصا والجزرة وكنت أعجب وأعصابي تتعب في كل مرة أفرا فيها هذا الوصف وحتى انني حكمت على من يذكرون هذا في تحليلاتهم – وهم كثروا..- بانهم غارقون في جهالة ما لها من قرار وانهم لا يعرفون قصة العصا والجزرة وابادر هنا الى بيان اصل قصة العصا والجزرة لعلهم يقرئونها فيتوقفون عن استخدامها الخاطيء.

العصا والجزرة هي نظرية في علم وفن الادارة جاء بها احد مفكري الغرب, أنساني الشيطان اسمه ولن اتعب نفسي في محاولة تذكره لانني اكرهه بسبب خبثه ومكره ..

ملخص ما جاء به هذا المفكر انه لكي تحصل على أعلى انتاجية من الموظفين لديك –الطبقة العاملة- يمكنك تحفيزهم كما تحفز حمار يجر عربة, ويكون ذلك بأن تضع جزرة على راس عصا –كرباج طويل- وانت جالس على العربة وتمد الكرباج من فوق الحمار بحيث تظهر الجزرة التي على راس الكرباج امام عيني الحمار بحيث لا يستطيع الحمار تناولها فيركض الحمار محاولا تناولها وبالطبع تركض معه انت والعصا والجزرة فلا يستطيع اللحاق بها ويستمر بركضه وسرعته حتى نهاية المشوار ...

راى بعض مفكروا علم وفن الادارة انه يجب ان نطعم الجزرة للحمار في نهاية المشوار لكي نستطيع ان نخدعه في مشاوير اخرى والا فالحمار سيستنتج بعد ان نخدعه عدة مرات انها خدعة فلا يعود يطلب الجزرة ولا تعود تغريه الجزرة..

فلو كان ما ذكره المحللون السياسيون العرب صحيح عن السياسة الامريكية في الشرق الاوسط لكان الزعماء العرب عرفوا الخدعة وتوقفوا عن طلب الجزرة بل لاستخرجوا فتوى من الازهر الشريف بتحريم الجزر انطلاقا من القاعدة الشرعية لا ضرر ولا ضرار من هول ما تضرروا وتعبوا وهم يحثون الخطى لتناول الجزرة او قضمة منها لو كان هناك جزرة.....

لن اخجل ولن استحي من الاعتراف بانني أعشق كونداليزا رايس , أعشقها عشقا عذريا و حتى الثمالة فانا اول من تغزل بها فاطلقت عليها وصف "الزنبقة السوداء" منذ الأيام الأولى من ظهورها ضمن حكومة جورج بوش وحتى وقبل ان تصبح وزيرة خارجية او " Secretary of State " واتخيل نفسي كثيرا أجالسها في ظل شجرة او بين الزنابق والورود واتحدث معها باستمرار في الشعر والادب والورد والغناء والطرب فيخلوا حديثها من العبارات الدبلوماسية فلا تخفي عني شيئا ..

التقيتها في بداية جولتها الشرق اوسطية السابقة وبعد السلام والعناق والقبل سالتها ماذا تحملين لنا يا زنبقتنا هذه المرة قالت بلا تردد نفس ما حملت معي في المرات السابقة ونفس ما حمله من قبلي جيمس بيكر وكرستوفر ومادلين والاخرين, أحمل لكم معي العصي والافيون فليس أ فضل منهما لتحقيق ما اريد منكم وما لا تريدون...

واضافت عندما جاء هذا المدعو الخميني الى ايران بثورة اسلامية دعونا ربنا نحن الامريكان في امريكيا ان يكفينا اياه الله بما شاء فكفاناه الله بجيش صدام حسين وباموال من حوله من الزعماء الخليجيين فحارب ايران ثماني سنوات دئبا فانهك بترول الخليج وانهك الجيش العراقي وكاد ان ينهك ايران فتحقق ما اردنا , صدنا نحن الامريكان ثلاث عصافير بحجر دون ان نلوح بعصا ودون ان نرمي حتى نصف حجر وامتلكنا بعد ذلك العراق وهو العصفور الاكبر وحققنا من العرب نتائج فوق توقعاتنا , لكن توقعاتنا مع ايران أخطأت فهاهي قد عادت ...

ها هي ايران في الافق قد تهادت ...... وعلت فوق وطارت

هذه ثلاث عصي نخوف بها دول الخليج ورابعة نخوف بها مصر , دول الخليج , سيكفونا ايران بالتعاون مع مصر ولو ان يحاربوها ثماني سنوات اخرى بالنيابة عنا وبالنيابة عن اسرائيل كما فعلوا من قبل بالتعاون مع صدام وسيوافقون مقابل ان نسكت عن انتهاكهم لحقوق الانسان وحقوق المراة والاستبداد والديكتاتورية التي تحصل في مصر والكويت والامارات والسعودية وبالتاكيد سيفعلون وإلا .....

وإلا فهذه العصي التي اعطونا اياها هم جاهزة فحقوق الانسان عندهم منتهكة وحقوق المراة عندهم مهضومة وشعوبهم مستعبدة ويكفينا لزجرهم وتطويعهم تلويحة ....

الا ترى اننا لن نحتاج حتى لجزرة .... فهم جاهزون للتصدي لايران خوفا من العصا ودون جزرة ...

فقلت كما شائت وشاء لها الهوى ...

يا زنبقتي انني اخاف عليكي ان تفشلي فاحذري احذري , ماذا عن شعوبهم هل سيقبلون هل عنهم سيسكتون ألا تعلمين أن دين شعبهم مثل دين شعب ايران, إنهم مسلمون ؟!!!

لا لا لا تخف لن افشل , ألا ترى هذا الافــــــــــــــــــــــــــــــــــــيون ؟ !

هذا الأفيون للشعوب العربية "سنؤفينهم" , كما سبق ومرات كثيرة " أفيناهم "

سنهتم بالقضية الفلسطينية ونقول عنها الكثير ونعقد المؤتمرات وتجتمع اللجنة الرباعية ونجمع الزعماء لاجلها في الساحات فيبحثون ويبحثون ويبحثون وفي كل يوم تصاريح كثيرة سيصدرون ومواقف ايجابية سيعلنون. ألا تتذكر "جيمس بيكر " وقصة النفق والاتجاه الصحيح ورقم التلفون .... الا يكفي هذا ليكونوا لشعوبهم "مؤفينون" ؟ ان كان هذا لا يكفي فسوف نزيدهم من الافيون جرعة



جرعة نستخلصها لهم من رجال الدين كما فعلنا في حرب الثماني سنين , حيث نجح رجال الدين العرب في تاليب شعوبهم العربية جميعها ضد الايرانيين على ان الشيعة ضالين ومضللين واعداء للدين فما كان منهم الا ان تطوعوا مع العراقيين وقاتلوا بضراوة ضد اخوانهم المسلمين....

الم ترى انه منذ بدأ قصة النووي الايراني قد بدأ رجال الدين العرب بالتحضير لاستعداء شعوبهم ضد الايرانيين فلا يخلو عندهم مسجد او مجلس دين الا ويكون موضوعه ضلال الشيعة وانهم اعدائهم واعداء الدين حتى انهم في السعودية اعلنوها على الملا فالشعب هناك للتافين بهذا الافيون جاهزين وسيتبعهم دون تاخير بقية العرب اجمعين ...

واضافت حبيبتي كونداليزا قائلة : ألا ترى انا نوجه زعمائكم بل وشعوبكم عن بعد " بالريموت" نحن الأمريكيون دون ان نخسر حتى ثمن طلقة او قذيفة بل وبالعكس نبيعكم السلاح لتحاربوا اعدائنا وناخذ منكم ثمنه كاملا بل ضعف ما تتوقعون .

الم ترى اننا نحن الامريكيون هزمنا روسيا في أفغانستان عن بعد "ريموتلي " بل وفتحتم لنا بها بابا لنكون لها مالكين ...

فتنهدت من صميم احشائي وقلت : صحتين على قلوبكم انتم تستحقون يا امريكيون المهم يا زنبقتي ان تحافظي على بشاشتك واعملي كل ما تريدين وكل ما تشائين فنحن العرب طوع امرك

يا زنبقتي اطمئني وكلي واشربي وقري عينا فكل ما تريدينه سيحصل ولستي بحاجة الى السفر من امريكيا الى مصر او السعودية او ..... تستطيعين استخدم الريموت من واشنطن ولا تسافري بالطيارة ...

هذا الصباح سمعت بان زنبقتي كونداليزا قادمة الى الشرق الاوسط في الاسبوع القادم فهاتفتها وسالتها ماذا تحمل معها فتبسمت بسمة ساحرة سحرتني وقالت ,

الا تعرف ماذا احمل !!! يجب أن تعرف !!!

فقلت آآآآآه.... ..وضربت باصابع كفي على جبهتي وتنهدت .. "العصا والافيون؟!!!



يا زنبقتي هل نتوقع ان يحصل لايران كما حصل للعراق او كما حصل في افغانستان؟ هل ستدمرون ايران بدعم من العرب ؟

فقالت : نعم نعم نعم سندمر ايران وحزب الله في لبنان وحماس ..... الخ بتعاون الاصدقاء والمحبون

وهل ستكون النتيجة كما كانت نتيجة حرب الثماني سنين حيث تدمرت العراق وانهك العراقيين وتداينت السعودية الكويت و .....

ونهضت ايران فصارت اقوى ولم يضرها بتاتا كيد الكائدين

هل سيتكرر فعلا ما نتج عن حرب الثماني سنين؟ وتلحق بامريكيا لعنة كتلك اللعنة التي لحقت بالاسرائيليين عندما قاتلوا احباب الله المجاهدين اللبنانيين ...

وتتكرر اللعنة التي لحقت بالكويتيين من حلفائهم العراقيين

وتتكرر اللعنة التي نزلت بالعراق والعراقيين من حلفائهم الامريكيين ...

وماذا عن بقية الدول العربية المتواطئين .......