بسم الله الرحمن الرحيم
لكل قطيع غنم راعى أيها المدرسين؟/بقلم د. أحمد جعفر
لعل العنوان مثير و ربما ملفت للنظر،و الله لقد ترددت كثيرا أن اكتب و لكن كثرة الكبت دفعتني لأن اكتب و الله المستعان على ما تصفون... و الله إن المدرس يساق بالعصا على مذبح الكرامة و كأنه أجلكم الله كلب أو انقص درجة فقد طارت الكرامة من الشعب و من جمهور المتعلمين و من الحكومات و الهييأت الخاصة أمثال وكالة الغوث عافنا الله و إياكم من ضمات القبر و العوز و الجهل و الفقر و المرض و تردى الأوضاع السياسية و اغرب من غريب أن حكامنا اليوم كانوا مدرسين و اساتذه و لم يعجبهم الوضع و هم اليوم ينفذون ما كان غيرهم يطرح و الذي كانوا يعترضون عليه يا لطيف يا خفيف ياللطف يا رب ...
من مصائب الزمان ما آل إليه حال العباد و البلاد و لا احد ينبس ببنت شفة وكأن الدنيا عجزت أن تلد رجالا يقولون أن هذا غلط و يجب أن يتوقف و الله أنى ليس من المحرضين و لكن أرى المدرسين يتقافزون على الوظائف أكثر من تقافزهم على العمل النقابي مع أن العمل النقابي هي راعى لهذا القطيع الذي يساق اشد ألوان العذاب بدون أن يتكلم أو يبدى اعتراض و الآن دعونا نرى مقدار كرامة جامعاتنا المحلية و العالمية فغزة و الضفة الغربية الدولتان العظميان الوحيدتان اللواتي لا يعترفون بشهادات الجامعة بل و يجرون اختبار أو امتحان أو انتقام سمه كما شئت من مواد الله اعلم درستها أم لا للتوظيف ؟ أين يحدث هذا بالله عليكم اى و الله العظيم بلاد الماو ماو توقفت عن هذه الطريقة أيها المتنطعون يا أخر شعب تحت الاحتلال و لا تستطيعون تحرير أرضكم من شدة التمسك بالتقاليد و العادات الله.
ما دمتم لا تثقون بشهادات الجامعات لماذا لا تستوردون مدرسين و أطباء و غيره من دول لها جامعات محترمة ألا تكفى مقابلة؟ أليس عندكم من يستطيع إجراء مقابلة أيها الخيبة المتحركة لقد و ليتم رقابنا و لكن الله اكبر منكم ...
اسمع عزيزي القارئ الطلب ألفان من جميع التخصصات و العرض مائة و عشرين ألف و الجامعات تضخ شهادات في المجتمع الفلسطيني و هنا من الجامعات من لا تحترم نفسها فهي حكومية و تضخ بمعدلات خيالية و لكن طلاب مجوفين فأصبح لدينا كمية من الخرجين لا عمل لهم لماذا هذا يحدث الله اعلم؟
من المسؤل عن هذا و هنا مصيبة أعظم تدور رحاها بين أوساط المتعلمين كان على زمان الحكومة الإسرائيلية في غزة و الضفة من أراد أن يعمل يجب أن يكون جاسوسا أو أن يحضر ورقة من جاسوس اى الرضي من أجهزة الأمن هكذا سمعنا أما زمن اسلوا فقد كان تنظيم فتح طاغي مسيطر على الوظائف و قبلة يد رضاه فرض و ليست و أجبة أما الآن فيجب أن يقوم جهاز الدعوة بالمصادقة على البضاعة العينة حتى لو اجتاز كل المعاير و الانتقامات أسف الامتحانات اى و الله العظيم أن جهنم سوف تمتلئ بجدارة من هيك شعب.
و الوكالة و ما أدراك ما الوكالة فحين تحتاج مدرسين تلهث لتقبل الأيادي و حين لا تحتاج ترفع النسبة إلى خمس و سبعين و ربما ثمانين و تسعين و مئة و عشرين و بعد أن يغلب الناس أنفسهم دراسة ولا يأخذون احد و من يأخذوه لا يكون المناسب و نقول مستوى التعليم خربان اى ما هو من أفعالكم عليكم من الله ما تستحقون ؟
حدث في إحدى المدارس الحكومية و التي كنت فيها ضيفا عزيزا عند أخ مدرس أن جاء احد المدرسين إلى زميلي يسأل عن استعمالات المضارع التام في الإنجليزية و طبعا بصفتي مدرس انجليزي و بعد أن غادر الشخص المقتحم سألت صديقي مين الراجل فقال ماسك قسم اللغة الإنجليزية فى المدرسة أبو محمد ؟ و سألته و لايعرف كذا و كذا..؟ فقال لي صاحبي أصلوا انجليزياتوا ضعاف على قدوا بس راجل طيب ؟ آه يعنى بس اقصده بخدمه و هو دايما مستريح عند المدير نادرا ما بخيش صف يشرح المتدربين شايلينوا على كفوف الراحة ؟ آه يا حكومة و كيف أبو محمد اجتاز امتحان التوظيف و المقابلة وووو كل المعاير التي تضعها الحكومة..
طبعا أنا لا أورد القصة طعننا فى الحكومات لا استغفر الله فالحكومات حرة و تستطيع أن تتصرف كما تشاء و لكن في الغنم أسف الغنم لها كرامة اقصد المدرسين الذين حقروا قيمة العلم و المتعلمين اسمع معي ...
عملت في إحدى مراكز تدريس اللغة الإنجليزية و التي تدرس معظم المواد ومن ضمنها انجليزي فكان صاحب المركز يحضر للمادة عشر مدرسين و يوزع عليهم الطلاب خوف ما ينزنق و كان يفضل الإناث ذوات السن الضحوك على المدرسين و كان يقول إلى مش عاجبه ينصرف ؟؟ ينصرف يغور في ستين داهية و كان الطلاب يأتون و يختار المدرسة بدل المدرس لماذا بدوا يفهم اقصد يتصبب و حدث أن كان أخ فاضل و أستاذ للغة العربية قد خدم في المملكة العربية السعودية ما يقارب من ثلاثين سنة أن جاء احد الطلاب و قال انه يريد أن يجرب الأستاذ و من ثم ينقى له أستاذ مقبول يعنى مع ارداف مناسبة و الله هذا ما حدث و الأدهى و الأمر بكم ثمن الحصة لشدة حاجة المدرس الذي يدرس اثنا عشرة سنة حتى التوجيهي و بعدها أربع سنوات جامعة و من ثم يعمل بعد ست عشر سنة يا ترى كم كلف أهله حتى ينتج ثمن لقمة عيش لا تكفيه؟المهم أن صاحب مركزنا كانت اسعارة خمسين شيكل للمادة و الطلاب و المدرسين مختلطين اى رجاله و ستات و كان عليه الطلاب بالذبحة الله يرزق الكل و كان يعمل بنظام اثنا عشر حصة للشهر و بحسبة بسطه نقول خمسين على اثنا عشر يكون الناتج أربعة شواكل و كسور للمدرس و المركز و طبعا المدرس يأخذ نسبة اقل من النصف اى حوالي شيكل في الحصة ؟ أين العقل شيكل في حصة يعطها مدرس تعلم ست عشرة سنة على طالب أصلا حضر فقط ليضيع الوقت؟ لماذا هذا أيها المدرس لقد كدت أن تكون رسولا؟
المهم أنا لا أريد أن أسهب أكثر و لكن النقابات و خاصة التي موجودة حاليا كلها على رأى الخواجة خرطه برطه لا تسمن و لا تغنى من جوع و أيضا المنتديات وغيرها و التي أصلا أنشأتها حكومات و تتقاضى راتب منها فليس من المعقول أن تقوم برفع لواء نصرة المدرس الذي هو أساس التقدم في المجتمع و أن فهم المدرس و استراح فسوف ينشىء جيلا يفهم ربما يغير الوضع و أنا اطرح إنشاء تجمع نقابي يكون بديلا عن هذه الأجسام الهزيلة التي لا تقوى على كش الذباب من قرب انفها و تترك الخرجين للوكالة لتلعب بهم السبع و رقات أو للحكومة و التي ترفض شهادات الخبرة إلا من الوكالة اى تعترف فقط بالوكالة طيب و ما دمتى كذلك يا حكومة لماذا تمتحنين خريج الوكالة؟
هنا أشياء يجب تغيرها و اعرف أنى ربما لا اسلم من وراء هذا المقال و هذه اللهجة المتقدمة و لكن لا بد و أن يتكلم احد ربما إن نفعت الذكرى لو اشرنا إليها ...
نحتاج إلى جسم نقابي يضم كل الخرجين القدامى و الحديثين و كل من عمل و لا يعمل و على كل ممارس للمهنة استصدار ترخيص لمارستها و عن طريق هذا الجسم يكون التوظيف و لكل حادث حديث إن قام مثل هذا الجسم هي دعوة للشباب الخريج المنتفض و الثائر فليقف التعليم سنة حتى نرى من أين سوف تستورد الوكالة أو الحكومة مدرسين ؟ و الله لو وقفنا وقفة رجل واحد لانتهت قصة البطالات و اليوميات الذي يعمل سنوات يومية بنصف اجر ثم كش ملك مع السلامة اى دين هذا لماذا يفعل بشعب فلسطين هكذا ؟
هناك الكثير الذي لا مجال لسرده و لكن على و عد أن اكتب لو توفرت لي الظروف السانحة
سبحانك اللهم و بحمدك نستغفرك و نتوب إليك و نؤمن بك و نتوكل عليك
الأستاذ الدكتور/احمد محمود جعفر أبو جعفر
أستاذ ألأدب الإنجليزي
لكل قطيع غنم راعى أيها المدرسين؟بقلم:د. أحمد جعفر
تاريخ النشر : 2008-07-19