القنطار عنوان القوة للأمتين العربية والاسلامية بقلم : حمزة ابراهيم زقوت
تاريخ النشر : 2008-07-18
القنطار عنوان القوة للأمتين العربية والاسلامية
بقلم : حمزة ابراهيم زقوت
كاتب فلسطيني من غزة

سمير القنطار عنوان القوة والوحدة للأمتين العربية والاسلامية ,ومن خط هذا العنوان برسالة بأحرف من ذهب ونور ونار ودماء زكية وانتصار واقتدار حزب الله اللبناني الجنسية ,الوطني القومية ,والاسلامي الثقافة والعقيدة , فصفقة الرضوان لها دلالات ومفاهيم ورسائل تستحق الدراسة,والتمحص والتبصير وهي تحمل في طياتها كرامة الأمة ومجدها وتاريخها من خلال تكريم أبنائها الذين يصنعون التاريخ والمجد بالمقاومة والمناعة والصمود , الأبناء الذين يصنعون المجد ويرسمون المستقبل لشعوبهم وأوطانهم ,وهي التجسيد المادي والنظري لانجازات وانتصارات الشعوب ,وخاصة وأن الكيان الصهيوني سعى لتكريس ثقافة الهزيمة والاستسلام في المنطقة بمساعدة حلفائه من القوى العظمى وفي مقدمتها أمريكا, فأعراس النصر والشهادة في الكل الجغرافي والديمغرافي اللبناني والعربي تعني دق أجراس الصحوة من السبات العميق الذي تعيشه الأمة.
فصفقة الرضوان تؤكد أن الشهداء العرب والمسلمين وكذلك أسرى الصراع أعزاء وكرماء على شعوبهم وأمتهم,وأن كل شهيد أو أسير يحمل من الموروث القيمي والثقافي والحضاري والعقائدي بوزن أثقل من وزن الكيان الصهيوني وحلفائه, وإلا كيف وقف هؤلاء الشهداء والأسرى بشموخ وعزة كالجبال في وجه الغطرسة الصهيونية بأبسط عتاد المقاومة ,وأن دماءهم الزكية للشهداء وأشلاءهم ورفاتهم لا يفرط فيه , ولا في الضياع , ولا نكرة تحمل أرقام في مقابر الأرقام , رغم هذه الجثامين في ثرى فلسطين الطاهرة ,وإن حقق ذلك أماني هؤلاء الشهداء, إلا أن لكل شهيد ضريح ,ولكل شهيد شاهد عليه اسمه وتاريخ استشهاده ,أي ركن من أركان تاريخ ومجد شعب وأمه ,وهذا تكريس بأن المقاومة والنصر طريق الوصول للهدف ,ليجد الأبناء وشعوبهم نفسهم ومستقبلهم ,لا أن يتبخروا في المجهول كنكرة وأرقام في الكهنوت الصهيوني بعيدا عن الأهل والأحبة ,وفي ذلك قيمة عظيمة كرستها صفقة الرضوان .
فالمقاومة الصادقة إن وعدت صدقت ,وفي هذا الصدق رسالة المقاومة أنها كل متكامل في المضمون والمسيرة والهدف ,وأن باستمرارها وحمايتها تصنع المعجزات ,فالوفاء للمقاومة يحقق النصر والديمومة,وأن المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعربية والإسلامية كل متكامل في التاريخ والاستمرارية نحو فلسطين والمناعة العربية والإسلامية ضد المشروع الأمريكي والصهيوني والغربي في منطقتنا العربية .
إن عملية الرضوان التي ترجمت عملية الوعد الصادق أكدت صدق ووفاء المقاومة وعبرت عن النتائج السياسية والعسكرية لحرب تموز 2006 ,فمشهد الافراج والأعراس لتحرير الأسرى ومواكب الشهداء,وما يقابله مشهد الحزن والهزيمة في الجانب الاسرائيلي ,وفي ذلك رسالة بأن ليس هناك مستحيل ,فالصهيوني الذي قال لسمير قنطار بالأسر لم يخلق الرجل الذي يستطيع أن يفك أسره,فوجد عشرات الرجال ممن فكوا أسر القنطار ,أما الشهيدة دلال المغربي الذي داسها باراك وزير الدفاع الحالي بقدمه رأسها وهي ملقاة على الأرض,ثم حولت إلى رقم مجهول في مقابر الأرقام,وأن نالت ما تمنت في أن تدفن في ثرى فلسطين الطاهر,كان لابد أن تنال تكريم المقاومة التي رفعت رايتها وأن يكون لها ضريح يحمل اسمها وسط الأهل والأحبة,فالتكريم للأسرى والشهداء قيمة معنوية ثقافية هامة في تحقيق الانتصارات ومواصلة الطريق نحو الهدف المنشود ,وأن أبناءنا ذو قيمة عالية على أسرهم وشعوبهم وأمتهم عكس ما يحاول أن يكرس الكيان الصهيوني في حربه الاعلامية علينا ليبرر كل جرائمه ,ويبرر وجود كيانه الزائف.
إن صفقة تبادل الأسرى التي حملت اسم الرضوان تحمل اشارات كثيرة تستحضر ذاكرة التاريخ ونشأة الكيان الصهيوني ومشروعه في المنطقة ,كما تستحضر فترات من تاريخ منطقتنا العربية,فمعاهدة سايكس بيكو عام 1916,و وعد بلفور عام 1917,وقيام الكيان الصهيوني عام 1948 كترجمة ميدانية لسايكس بيكو ووعد بلفور ,حيث فرضت الحدود على أرض الواقع بعد قيام الكيان الصهيوني عام 1948 لتصبح حدود الدول في المنطقة تكريسا لوجود الكيان الصهيوني ,ويبدأ الكيان الصهيوني لتأسيس سايكس بيكو جديد مبني على الطائفية وإثارة النعرات الداخلية داخل حدود كل دولة من نتاج سايكس بيكو ,لتكون كل طائفة أو قومية حدود الدول الجديدة ,وذلك مدخلا لاستقبال المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة ,بعد فشل سايكس بيكو الأولى في تأمين دولة إسرائيل والمصالح الأمريكية في المنطقة بعد انتشار ثقافة المقاومة في الشرق الأوسط ,وفي مقدمتها المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
فصلاح الدين الأيوبي مسلم كردي وهو المحرر الثاني للقدس وبيت المقدس بعد الخليفة عمر بن الخطاب,ودفع الأكراد ثمنا غاليا اثر ذلك بعد تقسيم الشعب الكردي على أربعة دول رغم الوحدة الجغرافية لأراضيهم,ووحدة تاريخهم وثقافتهم,وعماد مغنية قائد الانتصارين 2000م,2006م,وكان قد انخرط لسنوات في المقاومة الفلسطينية وهو شيعي المذهب ,وسيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله شيعي أوفى للقائد الدرزي سمير قنطار ابن جبل كمال جنبلاط ,وأوفى لجثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب والمقاومة الفلسطينية والعربية ,وفي مقدمتها رفاة الشهيدة دلال المغربي لأن مكانها العربات العسكرية للمقاومة بين الورود لتحمل على أكتاف الرجال ,ولا أن تداس بأقدام الصهاينة ,فهذا التنويع في القوميات والمذاهب مصدر قوة وعزة للعرب والمسلمين ,وبها صنع تاريخ العرب وأمجادهم ,والمشروع الصهيوني قائم على أن يزرع الفرقة والفتنة بين المذاهب والقوميات والأعراق في منطقة الشرق الأوسط لتكون سايكس بيكو جديد يحمى وجود واستمرار الكيان الصهيوني ,بدلا من الاستفادة من هذا التنوع كمصدر قوة وعزة .

حمزة ابراهيم زقوت
17/7/2008م
كاتب فلسطيني من غزة