اعترف انني جديدة تماما على الاعلام الفلسطيني فلاول مرة اكتب في موقع فلسطيني هو "دنيا الوطن" ولا شك انني سعيدة بذلك، فقد شعرت ان المسافة بيني وبين وطني اصبحت قريبة ومكنتني دنيا الوطن من الاتصال باهلي وناسي فشكرا لها.
وكم اسعدني التفاعل مع ما كتبت تحت عنوان "الشيخ حسن نصرالله يكذب" بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف فهذه هي الديمقراطية وهذا دورها بالضبط ان تتيح للجميع التعبير عن مواقفهم ورؤاهم.
وسرني ان اجد مؤيدين لوجهة نظري مع رفضي الشديد للسجال المبتذل.
لكن ما لفت نظري وبشدة بعض التعليقات التي جاءت من كتاب مرموقين في دنيا الوطن والتي تضمنت عبارات لا تليق بالمكانة التي يحتلها اولئك الكتاب، مثل عبارة " العبي غيرها يا شطورة" والتي اوردها الكاتب منذر ارشيد ، وعبارة " روحى يا بنت العبى بعيد" التي اوردها الكاتب زياد صيدم.وغيرها من العبارات.
فهل مثل هذه العبارة تليق بكتاب كبار؟ "على الاقل انا اعطيهم صفة الكبار نظرا لاطلاعي على بعض صفحات المقالات في دنيا الوطن".
فهل الكاتبان يلعبان في دنيا الوطن ؟؟ واذا كانا يلعبان فهل يظنا ان الكل يلعب مثلهما؟؟؟ ثم اشكرك يا استاذ ارشيد على وصفي بالشطورة ، فانا فعلا شطورة وشطورة كتير اكثر مما تتخيل ولن اعتبر هذا التعبير نوعا من الاستهزاء والشتيمة رغم انك تقصد ذلك، فهل يليق استخدام هذه العبارة في الحوار بين هم مهمومين بشؤون الوطن ويعتبروا انفسهم كتابا بل ومناضلين كما وصفك بعض اصدقائك، ولا ادري ما اذا كان وصفهم هذا لك بالمناضل حقيقة او مجرد اطراء ، الم تجد في قاموس اللغة العربية الضخم كلمة اكثر رزانة تليق بكاتب مثلك لتصفني بها من كلمة شطورة، انا لست مستاءة من اجلي بل من اجلك انت لان المفردات المستخدمة تدلل على ثقافة صاحبها ومستواه الفكري والسياسي وبالطبع تدلل بشكل عميق عن تربيته وقيمه وتقاليده والبيئة التي يعيش بها.
وللعلم فقط فانا متخصصة بهذا الحقل (حقل تحليل الشخصيات من خلال خطاباتهم) وهذا عملي الرئيسي في مكتب الامين العام للامم المتحدة. ويكفي سطرا واحدا من 12 كلمة لاكتب بحثا من 30 صفحة عن الشخصية التي كتبت ذاك السطر.
فانا فعلا شطورة يا استاذ ارشيد .
اما تعبير بنت الذي اورده الاستاذ زياد صيدم فلا اعتقد انه شتيمه مع انه اراد بها ذلك ، فانا فعلا بنت ، وبنت حقيقية ومتزوجة وعندي 3 اطفال ، ولم ادعي ابدا انني رجل وارفض ان اكون لاني فخورة بكوني بنت، اما استخدام البعض لهذه المفردة للسخرية من شخص اخر بالغ عاقل متعلم ومثقف لمجرد الاختلاف معه لاي سبب كان سواء (استخدمت كلمة بنت او ولد) فهذا له عدة معاني من ابرزها ان من يقولها عنده شعور بالغرور والادعاء وهذه ليست صفات نبيلة، وايضا لا يتوانى عن احتقار الاخرين وهذه ايضا ليست صفة نبيلة ، او انه متهور يفتقد الى الحكمة وهذه ايضا صفة ليست نبيلة، او انه جاهل ولا يعرف قدر ومكانة الاخرين وهذه ايضا صفة ليست نبيلة، وقد تذهب معاني هذا الاستخدام الى ابعاد عنصرية وشوفينية الى اخره لا مجال للاستطراد في تفسير الاسباب التي تدفع الناس لاستخدام مثل هذه المفردات.
ولن اطيعك يا استاذ ارشيد ولن استمع الى وصيتك ولن العب غيرها انا احب هذه اللعبة ولن اغيرها وفق منطق اللعب الخاص بك وبالاستاذ صيدم ، طالما انكم تعتبروا الكتابة لعب، فيما اعتبرها مسؤولية ومسؤولية كبيرة جدا تهدف الى المساهمة بالمعركة الكبرى التي يخوضها شعبنا المناضل منذ قرن من الزمان.
اما ما يقوله الاستاذ صيدم (العبي بعيد) "وين اروح العب يا استاذ صيدم"؟؟ وما قصدك بالبعيد هل تقصد العب خارج موقع دنيا الوطن ؟ وهل دنيا الوطن ملعبك انت والاستاذ ارشيد فقط،؟؟
انا ارسلت المقال لدنيا الوطن بعد ان قرات المعلومات الخاصة بالموقع وعرفت ان رئيس التحرير هو السيد عبد الله عيسى وتضم الهيئة كل من السادة د. جمال المجايدة، صلاح يوسف ، والاستاذة شيرين مصطفى مشرفة التعليقات، ومحمد انور المصري ، وتامر عبد الله ، ودنيا عيسى، ومحمد عبدالله . ولم اجد اسم حضرتك يا استاذ زياد صيدم ضمن هيئة التحرير.
واعدك لو وصلتني رسالة من دنيا الوطن تقول ان الموقع هو ملعبك فساغادره فورا لانني لا احب اللعب في ملاعب الاخرين الخصوصية، هذا عدا انني لا احب اللعب اصلا ولا الذين يلعبون.
انني لا ابذل جهدا في كتابة هذا المقال بتحليل تعليق الاستاذ ارشيد والاستاذ صيدم الا لانهما على ما يبدو من الكتاب الكبار في دنيا الوطن كما ذكرت، ولانهما من الكبار فالواجب يتطلب جرأة في تحليل خطابهما لانهما ربما يمثلان قدوة لكتاب مبتدئين فيظن هؤلاء ان هذا هو اسلوب الكتاب الكبار فيقلدوهم، او ينخدع بعض القراء ولا يزنوا ما يقرأوا لاعتقادهم بان هؤلاء منزهون عن الخطا ، وذلك لان قليلون من يجرأوا على كشف الخلل في ما يكتبه "الكتاب الكبار".
نذير ارشيد
من ناحية ثانية يقول الاستاذ ارشيد " يا نجاح لم تحققي النجاح هنا" فشكرا لك يا استاذ لانك استخدمت اسمي فهذا تواضع منك وكرم شديد ، كنت اتوقع ان تستخدم تعابير اخرى ومنها تعبير "شطورة" فشكرا لك ، لكن ان تقول انني استخدمت اسلوب الترغيب والترهيب ففي ذلك خطا كبيرا بالوصف لما ورد في المقال المعنون "الشيخ حسن نصر الله يكذب".
فاسلوب الترغيب والترهيب يعني ان اضع الترغيب في مقابل الترهيب، كأن اقول مثلا اذا فعلت كذا ستذهب الى الجنة واذا فعلت كذا ستذهب الى النار ، او اذا قمت بانجاز المهمة ستاخذ جائزة واذا لم تنجزها ساضعك بالسجن، وهكذا ... فاين هي العبارة او العبارات التي وردت في المقال وينطبق عليها وصف الترغيب والترهيب يا استاذ ارشيد؟
والادهى من ذلك قولك ان هذا الاسلوب هو اسلوب الساسة الصهاينة والامريكان.
وينسى الاستاذ ارشيد ان القران الكريم مليء بعبارات الترغيب والترهيب مما يعني انه اسلوب مشروع وان كان لا ينطبق على المقال المذكور لان وظيفته ليست الارشاد والوعظ وانما التحليل والدراسة والكشف والبرهان. لكن الكثيرين في العالم العربي ويبدو ان الاستاذ ارشيد منهم يجدون ان اسهل طريقة لهزيمة خصومهم هي رميهم اما مباشرة او مواربة بالعمالة للصهيونية وامريكا !!!!
لكن يا استاذ ارشيد ومع ان الرمي بالتهم على الناس امرا سهلا لكن غالبية الناس تؤمن بان "المتهم بريء حتى تثبت ادانته" ولا اعتقد انك خليفة المسلمين ترمي هذا بالزندقة وذاك بالعمالة فيصدقك الناس.
كما ان استخدامك لكلمة "مأربك" تدلل على وجود عقل تآمري لديك ، وانك متخصص بالبحث عن مآرب الناس وما تخبيء صدورهم ، وكل الناس عندك متهمين الى ان يثبت العكس" وهذا ايضا يعكس شخصية الشكاك الذي لا يثق باحد ويتميز بانه شديد الحذر ، وهذا يحمل في طياته صفات الخوف وهي عكس صفات الشجاعة والجراة والاقدام.
لان الشخصية المتزنة الواثقة من نفسها تقول رايها مباشرة بما تسمع او تقرا ، وكان يمكنك ان تقول ان هدفي من هذا المقال هو التقليل من شان حسن نصرا الله وهذا صحيح وواضح وهو جوهر مقالي لانني ضد عبادة الاشخاص مهما كانوا، وكان يمكنك القول انني مخطئة وان تبين المعنى الحقيقي لقول حسن نصرا الله لسمير القنطار "خليك جنبي هون كل هالحرب قامت علشانك". الى اخره لكن استخدام كلمة "مأربك" لا اظن انك كنت موفقا فيها استاذ ارشيد.
ثم ان مأربي اذا اخذت المعنى الايجابي للكلمة لم يكن ابدا اقناع الناس بان الشيعة هم الاعداء ، فانا اعمل في وكالة الانباء العربية ويعمل معي اكثر من عشرة اخوان واخوات من الشيعة من لبنان والكويت والبحرين وهم زملاء وزميلات اعزاء على قلبي ويسود الاحترام والتقدير بيننا، كما ان لدي عشرات الصديقات الشيعة في لبنان اخجل من شدة احترامهم وتقديرهم لي عند زيارتي لهم لكرمهم وطيبتهم واخلاقهم ، ولم يرد في مقالي ابدا ما يشير الى انني ضد الشيعة على الاطلاق.
ولكن يبدو انك فهمت خطأ ما سعيت لاثباته في المقالة وهو بان حزب الله هو حزب سياسي له مطامح سياسية في لبنان وانا ضد هذا التوجه بشكل علني وليس "مأرب" لانني ضد تدخل الدين بالسياسة ايا كانت الاسماء والمسميات والاسماء.
وساظل ضد هذا التوجه وضد ممثليه من الاحزاب والجماعات والتجمعات المتاسلمة سنية كانت ام شيعية.
اما محاولتك مرة ثانية ان ترميني بالعمالة لامريكا واسرائيل "فانت هنا الذي لن يحالفك النجاح" وذلك لسبب بسيط وهو انني تربيت في بيت مناضل فوالدي معروف دوره ووزنه في احدى الفصائل الفلسطينية وقد ربانا واخوتي واخواتي على اننا عربا مسلمين فلسطينيين وجعل من فلسطين في المرتبة الثانية بعد الله عز وجل.
فاطمئنك بان اختك فلسطينية جدا جدا وهي ابنة اللد المعروفين اهلها بعنادهم (بتياستهم عند الحق وعند الدفاع عن الحق والعرض والشرف والدين).
ثم انني لم لم ادعي ولم الفق ولم اتكهن ولم يكن ما قلته استنتاجا عندما قلت ان الشيخ نصر الله يكذب ، فقد اوردت عبارته في التي قالها خطبته الاخيرة "وقف جنبي يا سمير كل هالحرب قامت علشانك" فهل توافق انت يا استاذ ارشيد ان كل الحرب قامت من اجل سمير القنطار، واذا وافقت ولك الحق بذلك فلماذا اذن قال الشيخ نصر الله في العديد من المقابلات التلفزيونية والخطابات ان الحرب قامت دفاعا عن لبنان ومن اجل لبنان ولحماية لبنان مع العدو الغاصب لفلسطين؟
هل لديك اجابة على ذلك ؟ اتمنى ان تكون لديك اجابة مقنعة وتاكد بانني ساقتنع برايك.
ثم انني لا استدرج لان كلمة استدراج تنطوي على معاني غير شريفة ، انا اعلامية وباحثة متخصصة اجيد مخاطبة الجمهور والقادة على السواء واستخدم الاسلوب الذي يمكنني من اقناع القاريء مباشرة دون لف او دوران ، انا لا اعمل في جهاز استخبارات استدرج العملاء ، او استدرج الهدف (الشخص المراد ايقاعة في الاسر او الاعتقال) انا اعلامية اقول راي ومن حقي ان استخدم افضل الاساليب التي تحقق مرادي، ولكن كن على ثقة انه لا يوجد بالاعلام اسلوب اسمه اسلوب الاستدراج ، هناك اسلوب "التدرج" وربما كنت تقصد ذلك، لكن ليس الاستدراج الذي لا تستخدمه سوى اجهزة الاستخبارات ولا ادري اذا جاءت هذه المفردة لديك من خلال خبرتك في مجال المخابرات فربما كنت تعمل باحد الاجهزة فمن يدري؟
اما جملتك الاخيرة " روحي تعلمي الاعلام والخداع في مدرسة غير المدرسة التي علمتك لأنها أثبتت فشلها" فمع انها تنطوي على درجة كبيرة من الازدراء والتحقير ، لكنني ساترفع عن ذلك وساخذها على محمل النصيحة وليس الشتيمة ، فهل عندك مدارس تعرفها حتى اتعلم فيها يا استاذ ارشيد ، هل يمكنك ان تدلني على مدرستك التي تعلمت بها الاعلام حتى اتشرف بالانتساب اليها ، واين تقع هذه المدرسة وما هي مواصفاتها؟
فانا احب ان اتعلم كيف اخدع عدوي لان الخدعة جزء اساسي من الحرب وواجبي تعلم فن الخداع لممارسته ضد العدو الغاصب، فارجوك ان تخبرني وتخبر قرائك عن المدرسة التي تعلمت فيها الاعلام ، لربما الكثير من القراء والكتاب الذين يتسمون بالتواضع ان يستفيدوا من تلك المعلومة ويذهبوا ليتعلموا فن الاعلام الرفيع الذي تعلمته.
اخي منذر ان الحوار بين الناس له شروط ومواصفات اساسية جوهرها احترام الاخر وعدم الخلط بين شخصية الكاتب وما كتبه الكاتب ، لانه بعد ان ينشر الكاتب ما كتبه يصبح النص مستقلا عن شخص الكاتب ، وبالتالي فان الحوار يجب ان ينصب على ما كتبه الكاتب وليس على شخصية الكاتب.
وبذلك اخي العزيز ارجو ان اكون قد بينت وجهة نظري من الزاوية الاعلامية بملاحظاتك التي احترم ما جاء فيها عن حبك للشيخ نصر الله وتقديرك له فهذا رايك وانت حر ، لكن حاذر من ان تمس شخصيات الاخرين لانك لست حرا في هذا المجال ، وليس هناك احدا حرا في هذا المجال.
زياد صيدم
اما الاخ الكاتب الكبير زياد صيدم فقد وصفي ب "المخربة نجاح" ايضا شكرا لك اخي زياد على هذا الوصف الجميل والكبير والذي اتمنى لو تشرفت وحظيت به، فانت نفسك تقول ان الشهيدة دلال المغربي اول من وصفت به، فمن اين لي ان الامس حتى اطراف اطراف الشرف الذي حظيت به الشهيدة المقاتلة العظيمة دلال المغربي.
لكن لا اعتقد انك تقصد بقولك هذا منحي هذا الشرف بل تقصد الاهانة والاستخفاف والاتهام بالقيام بعمل سيء ضد شعبي وامتي ووطني ، فاذا كان توضيح الحقيقة وكشف المستور عمل تخريبي فلا باس اذن، وتوقع مني ان اكون مخربة محترفة .
اما عبارتك "خالف تعرف" فيفترض ان معناها ايجابي وليس سلبيا كما تحاول ان توحي ، فالرسول صلى الله عليه وسلم خالف كل ما كان سائدا في مجتمعه ، وابو عمار وقيادة فتح خالفت كل ما كان سائدا في المنطقة عندما فجروا انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وكذلك كل العلماء والمفكرين والعباقرة خالفوا ما هو سائد فابدعوا وغيروا وجه الدنيا.
فلي الشرف ان اكون مخالفة للافكار والاراء التي لا تخدم وطني وشعبي ، وان اخالف المنفوخين والشخصيات المتضخمة المغرورة المدعية، بل بالعكس ادعوك للانضمام الى صفوف المخالفين.
وسواء خالفتني ام لم تخالفني استاذ صيدم فهذا امر يرجع لك وانت حر ، لكن لاحظ انه عند المخالفة او الاتفاق فهناك شروط اخلاقية سبق وذكرتها ارجوا الالتزام بها لانه بغير ذلك لا يكون حوارا بل خناقة شغالات في احد العمارات السكنية بحواري القاهرة.
اخيرا اخي زياد مع الاستعداد لعدم استخدام كلمة اخي اذا رغبت بذلك، ولكن كبادرة حسن نية ولانني افهم ان الحوار بين الناس مشروط بالاخلاق الرفيعة اخاطبك بقولي اخي زياد من حقنا ان نختلف ومن حقنا ان نجتهد ومن حقنا ابداء الراي بكل ما يتعلق بوطننا وشؤون امتنا وديننا .
فالعلم والمعرفة ليست حكرا لاحد، ولا احد في هذا الكون يمتلك مفاتيح المعرفة، الجميع يبحث عن الحقيقة ومن حقي ومن حقك ان نبحث عنها وان نجتهد ومعنا كافة الزملاء والزميلات والاخوة والاخوات في تعبيد طريق الحرية لفلسطين
تحياتي للاستاذ منذر الرشيد وللاستاذ زياد صيدم .
نجاح بدران
[email protected]
ارشيد وصيدم .. نجاح بدران .. روحي العبي غيرها يا شطورة بقلم:نجاح بدران
تاريخ النشر : 2008-07-18