عليّ أن أخبركم, وبصدق, أنني كنتُ مشروعاً ناجحا لرجل تافه وشديد التفاهة أيضا. صحيح أنني عشت بالشرق لعامي الخامس عشر, وصحيح أنني تلقيت مجمل آليات ثقافتي العامة من خلال دراستي بالغرب, لكنما هذا لم يكن السبب المباشر الذي أنقذني من مصير "الإنسان التافه".
ربما حريا بنا أن نعرّف الرجل التافه بمجتمعاتنا, ذلك أن هناك أنواع كثيرة من الرجال التافهين- وكذلك النساء- المتنكرين لكل ما هو متعارف عليه من إيدلوجيات فكرية محلية, أو منظومات أخلاقية, وليس بالضرورة أن يكون "الإنسان التافه" جاهلا, بل لعل العكس هو الأقرب للصحة, إذ يكون "نصف مثقف" أو مثقف فعلا, لكن بثقافة تافهة لا تغني هي الأخرى عن الواقعية.
يُقال أن هناك مثقفين تافهين يريدون أن يكونوا ملكيين بأكثر من الملك,والواسطي نموذجا .. كأن يريدون للعرب أن يعيشوا ديمقراطية هائلة وتسامح عظيم أسوة بالغرب, إلا أن هذا الغرب نفسه يقود شعوبه بالسوط الاقتصادي وعمليات غسيل الدماغ والترهيب الاجتماعي, ولا يتورع عن نشر صور فتوحات جنوده وجندياته بسجون المسلمين. ويريدون للعرب التسامح الديني, مع أن الغرب من يقمع الدين ويضرب مقدسات الآخرين, سواء بالقوانين الفرنسية ضد الحجاب أو فيلم المتطرف اليميني "جوخ" المفتري على الإسلام. إذن, كيف يمكن لأحد أن يكون مشروع إنسان تافه ومتى؟
الواقع أنني نظرت حولي بعيون شرهة, أحاول أن أقفز بالفراغ, أو أن أتشبث بمن أكتب على ظهره مقالي هذا
الواسطي يتحذث عن نفسه بغرور بقلم:الهام
تاريخ النشر : 2008-07-17