تحطمت أحلام القادة الكرد بالجدار العربي الصلب
خالد عزيز الجاف برلين
خرج علينا مرة أخرى مسعود البرزاني بتهديدات جديدة بتقسيم العراق بعد أن نفذ صبره من مماطلات حكومة المنطقة الخضراء ، إذا لم تنفذ المادة 140 المتعلقة بمصير محافظة كركوك التي ادخلها عنوة في دستورهم الذي كتبه نوح فيلدمان اليهودي الأمريكي ، معتبرا أن هذه المادة من أهم مواد الدستور العراقي على الإطلاق ويجب تنفيذ بنودها لأنها تخدم مشاريعهم التقسيمية ومعتبرا أيضا إذا ماتت هذه المادة فأن الدستور سيموت أيضا . ونحن العراقيون نقول له نتمنى أن يموت الدستور ألان وليس غدا.
يبدو إن القيادة الكردية البرزانية مازالت تعتقد أنها قادرة على تقسيم العراق إذا فشل نظام المحاصصة الطائفية وسقطت حكومة المالكي فإنهم لن يتأثروا بهذا السقوط . هذا هو مجمل اعتقادهم قائما على أساس هذه النظرية ، في إن العراق حتى إذا تعرض للتقسيم فإن واشنطن ستقف إلى جانب أصدقائها الأكراد وتؤسس قواعد عسكرية في كردستان العراق وفي نهاية المطاف تسهل لهم الطريق لنيل استقلالهم. كما إن عددا من الشخصيات الأميركية البارزة تؤيد من وقت لآخر هذا الحلم الكردي، ويزداد الأكراد نتيجة لذلك قناعة بأن هذا الحلم سيصبح حقيقة. لماذا تحتاج الولايات المتحدة إلى قواعد عسكرية في كردستان ؟ فإذا دخلت في حرب ضد إيران، فإن هناك دولا عربية متحالفة مع الأمريكان لديها قواعد عسكرية كثيرة على أراضيها ، وهذه القواعد في وضع أفضل بحكم موقعها جوار الممرات المائية الدولية والمجال الجوي .
إذن هو يهدد ويعربد بالويل والثبور ويسكت عن أصوات المدافع الإيرانية التي تلعلع بصواريخها وتقتل وتهجر الأكراد من قراهم الحدودية.
عندما كان العراق يحارب جيش الخميني الدجال وقفت أنت الطالباني بجانب أعداء الوطن ضد الشعب العراقي اعتقادا منك أن الجيش الإيراني لامحالة سيخرج منتصرا من هذه الحرب التي فرضها الملالي على العراق ، وعندما انعكست الآية خابت أماني وأحلام البرزاني ، وفي زمن الحصار الظالم طلبت مساعدة العراق عسكريا ضد شريكك الحالي في التحالف الكردي ، وبعدها وقفت بجانب الخونة الذين كانوا يطلقون على أنفسهم بالمعارضة زورا وبهتانا لاْن المعارض الشريف لايقف مع قوات الاحتلال مطالبا إياها بإسقاط الحكم بقوة السلاح .
بعد أن حصل الأكراد على 55 مقعدا في البرلمان ، وهو حجم تمثيلي يفوق حجمهم السكاني الحقيقي، وناتج عن عدم شرعية العملية السياسية القائمة تحت سقف الاحتلال الذي هو أول من قام بإشاعة المحاصصة الطائفية من خلال مجلس بريمر أو مجلس الحكم السابق . أصبحت الفرصة سانحة لهم وعليهم استغلالها بأسرع وقت ، وراح الأكراد يؤدون دوراً ابتزازياً على الكتل الطائفية العميلة الأخرى ووصل ابتزازهم إلى مرحلة الانفصال وتقسيم العراق والسيطرة على أراضي عراقية شاسعة ، بعد أن فقدت بغداد المركز وعصب الدولة العراقية السيطرة عليهم . وعن طريق فقدان السيطرة وعدم وجود الجيش العراقي الذي حله بريمر بضغط من التحالف الشيعي الكردي . وقد اتهم أسامة النجيفي عضو مجلس النواب الحالي ما يسمى بقوات الاسايش الأمن الكردية باختطاف المواطنين الإبراء في العديد من مناطق الموصل وكركوك وبعض مناطق صلاح الدين إضافة إلى محافظة ديالى والضغط على أهل المخطوفين لغرض ترك المدينة وبالتالي محاولة لتغبر ديمغرافية المدن للغرض ضمها إلى ما يسمى بإقليم كردستان .
من الواضح أن ثلاث محافظات مهمة هي كركوك والموصل وديالى تتعرض إلى عملية تكريد مخططة من قبل الأكراد ارتكازاً إلى أقلية كردية تتواجد في المحافظات المذكورة . فقد استطاعوا السيطرة على كركوك وعلى أجزاء مهمة من الموصل، ومن هذه السيطرة الميدانية سياسياً وأمنياً، راحوا يمارسون الضغط والابتزاز حيال التكتلات السياسية الأخرى العميلة . وطوال فترة الاحتلال مارس الأكراد دور الاستقلال عن المركز ومنعه من التدخل في شؤون إقليمهم بحجة الفدرالية وبنفس الوقت شراكتهم مع المركز في صنع القرار والتدخل في شؤونه وإملاء شروطهم عليه لتحقيق أهدافهم وأغراضهم السياسية .
أن القيادة الكردية تصر على أن تكون حصتهم من ميزانية العراق 34% بينما لاتتجاوز نسبتهم من مجمل سكان العراق 11% إلى 17% ، ونوابهم في البرلمان يطالبون بان تقدم وزارة المالية رواتب لعناصر البيشمركة تصل أعدادهم إلى 60 ألف عنصر يضاف إلى ذلك خمسة فرق عسكرية تشكلت من الجنود الأكراد وبذلك يحصلون على ضعف استحقاقهم الذي حدده الدستور والبالغ 17% من مجمل موارد العراق ، بينما الاستثمارات التي تتم في إقليم كردستان بعيدة عن سيطرة الحكومة المركزية حيث تعقد حكومة إقليم كردستان اتفاقيات وعقود مع شركات أجنبية للتنقيب عن النفط فضلا عن موارد السياحة من دون علم الحكومة ولن يدخل ميزانية العراق منها دولارا واحدا! . أن الأكراد بدأوا في تطوير حقول نفط داخل مناطقهم بمساعدة مستثمرين أجانب ولكن من دون دور لبغداد، بزعم أن ذلك منصوص عليه في دستور العراق لعام 2005. إلا أن مواد الدستور العراقي (المادة 109-112، إلى جانب مواد أخرى) تنص على أن آبار النفط في العراق سيجري تطويرها مستقبلا بواسطة المحافظات والأقاليم العراقية بمشاركة الحكومة المركزية.
لقد بدأ العد التنازلي وكسر العظام للقيادة الكردية العشائرية المستكبرة وانسحب نواب الأكراد من البرلمان ، وياليتهم لن يعودوا . لقد رفضوا المقترح الذي قدم إلى البرلمان يتضمن تقسيم مدينة كركوك إلى أربع مناطق انتخابية وتوزيع النسب الانتخابية فيها بحصة 32% لكل من الأكراد والعرب والتركمان و4 % لباقي الأقليات . أن انسحابهم من البرلمان يعد هزيمة لمشاريعهم الخيانية وهم لايستحقون الحصول على أكثر من 15% إلى 17% من أصوات الشعب العراقي ، وهذا مما يجعل نسبة حصولهم على مقاعد في البرلمان ليس أكثر من 20 نائبا كرديا فقط ، فكيف والحال الذين هم عليه ألان في التزوير المكشوف استطاعوا الحصول على 55 كرسيا ، فهل نفوس الأكراد أكثر من العرب السنة ؟
لقد أصاب القيادة الكردية الرعب والخوف من بروز قوة العرب ، فخرج النائب الكردي محمود عثمان عن وعيه وراح يصرح قائلا (إذا تقوى عرب العراق سنخسر كل شيْ ) لقد انكشف الغطاء عن القيادة الكردية وتوضحت الصورة من خوف الكرد من نمو قوة العرب مرة أخرى ، ولولا المقاومة العراقية لما حدث هذا التغيير المفاجيْ في صحة قادة الأكراد من خلال القلق المرعب الذي يسيطر ألان على التحالف الكردستاني . لقد علم النائب محمود عثمان أن الزمن دوار ، وان العرب لايمكن مطلقا أن يبقوا على ضعفهم . القيادة الكردية تتخوف من إنشاء جيش عراقي مستقبلا لأنه سيضعف الأكراد، وسيخسرون المكاسب التي استطاعوا الحصول عليها بمساعدة الأمريكان والصهاينة. هذا ماقاله هذا النائب الكردي (عندما يتقوى العرب ويشكلون جيشا قويا عندها سينعكس الوضع على الأكراد وسوف لا يمنح أي شيْ لهم ) ثم يستمر في صلافته على حقده ببقاء العراق ضعيفا قائلا (فإذا ما تقوى العراق في ظل الاستخفاف الأمريكي بنا فسوف نخرج من العملية خالي اليدين) إذا كنت تعرف أن هذا الشيء سيحدث مستقبلا فلماذا فقدتم البوصلة ، الم تعلم أن المقاومة العراقية لكم بالمرصاد ، وبعد انتصارها سيعاد الجيش العراقي الأصلي من جديد ليأخذ دوره الوطني في حماية وحدة العراق من الإخطار والإطماع الإقليمية المحيطة به .
وهناك منذ فترة تناقضات حادة في التحالف الكردستاني ، في ما يتعلَّق بملف كركوك، وانفصال شمال العراق وإعلان دولة كردستان، وسياسة التضامن القومي مع الأكراد في البلدان المجاورة . ويبدو أن الولايات المتحدة هي أيضاً بدأت تنفض يدها من بارزاني، تناغماً مع مسعى طالباني، وصولاً لاستبداله بنيجيرفان بارزاني في قيادة «الحزب الديمقراطي الكردستاني». ربما لأن واشنطن بدأت تلاحظ أن مسعود بارزاني يشكِّل إرباكاً للسياسات الأميركيَّة في العراق، . وعليه، يتضح تنامي دور وشعبية نيجيرفان بارزاني على حساب عمِّه مسعود بارزاني، بدعم من طالباني، وإيعاز أميركي، وصولاً لتنحية مسعود وتنصيب نيجيرفان، ياليت القيادة الكردية تأخذ تجارب الدول الأخرى مع أمريكا كدروس وعبر .فحين تستشعر واشنطن أن علاقتها بأكراد العراق أصبحت تعود عليها بأضرار ستراتيجية فأنها على استعداد أن تتخلى عن قضيتهم كما حدث في عام 1975 خلال اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران. ووقفت أمريكا إلى جانب إيران.. قال مصطفي البر زاني عباراته الباكية (لقد انتهت المعارك وها نحن وحدنا بدون أصدقاء، وبشائر الزمن الأسود تطل برؤوسها وتخيم علينا. إن خطر القتل يهدد نصف مليون من أبناء شعبي إلا إذا تمكنوا من الفرار إلى إيران قبل إن يقتلوا ).
وعندما جاء عام 1979 وثار الشارع الإيراني ترك الأمريكان شاه إيران يستجدي العطف والمساعدة من كل الدول الصديقة بعد أن يأس من مساعدة أمريكا وإنقاذ حكمه من السقوط أو لينقذ نفسه وأسرته من هيجان الشارع الإيراني دون أن تذرف عليه إدارة كارتر دمعة واحدة تذكر..! الم يعترف هنري كيسنجر في كتابة (الفرصة السانحة) أن الولايات المتحدة الأمريكية (ليس لديها أعداء ثابتين ولا أصدقاء آبدين.... بل لديها مصالح ستراتيجية دائمة).
أن الساسة الأكراد لم يستوعبوا هذا التاريخ الميكافيلي الأمريكي ويناقشوه في اجتماعاتهم الحزبية عن كثب. لو إنهم تدارسوه واستوعبوا مواعظه ودروسه وعبره. لعلموا أن أمريكا مستعدة أن تضحي بهم طالما تركت أصدقائها وحلفائها وعملاؤها الآخرين (لوحدهم) وهم يلاقون أسوء مصير. ألم تترك زعيم كوبا عام 1959 لوحده وهو محاصر من قبل الشيوعيين بزعامة فيدل كاسترو المعتقل... ليعدم مع 3000 من قادته وأنصاره ...الم يتركوا فيتنام الجنوبية عام 1975 لوحدها في ساحة المعركة ليواجهوا قوات الفياكونغ . وهم أيضا مستعدين أن يتخلوا عنكم إذا انتصرت المقاومة..
هكذا تستمر الإحداث تعصف بوطننا العراق المحتل من عصابات شمالية بقيادة ميليشيات قومجية شوفينية متعصبة ضد كل إنسان عربي . فهم لايؤمنون بدولة اسمها العراق ، ولا يعترفون بشعب اسمه الشعب العراقي بمكوناته العربية ، ولا يعترفون بأن العراق جزء لايتجزاْ من الأمة العربية ، وان كانوا لايعترفون بذلك بسبب عصبيتهم المكتسبة فهذه مشكلتهم ، وهم بالتالي لايستطيعون أن يمنعوا العراقيين العرب من اعتبار شمال العراق جزء من الأمة العربية ، ولاعلاقه له بدولة كردستان العظمى التي لاتغيب عنها الشمس لان هذا (الحلم الكردي) بعيد المنال أن كان اليوم في ضل الاحتلال أو مستقبلا بعد رحيله . هذه القيادة التي تسيطر على جزء صغير من شمال العراق لايحق لها التكلم باسم العراقيين عن أن الأراضي التي يحكمها العرب والبالغة أكثر من 85 بالمائة لأرابط لها بالوطن العربي الكبير ، فهذا خط احمر بالنسبة للعرب وعلى قادة الكرد عدم تجاوزه بغفلة من الزمن . اعتبروا أن الجزء المقتطع من العراق والبالغ 15 بالمئة ، والواقع تحت سيطرتكم في الوقت الراهن غير مرتبط بالعراق ولا بالأمة العربية ، فأنتم أحرار بما تفعلونه بهذا الجزء المقتطع من ارض العراق ، ولكن بحسبانكم أن العراقيين جميعا سيقطعون الأيادي التي تمتد لابتلاع العراق كله .
وإذا كانت هذه القيادة الكردية العميلة أن الشعب العراقي سلعة تباع وتشترى بسوق النخاسة فهم على وهم كبير. الشعب الكردي أصبح على قناعة تامة أن المرحلة الراهنة التي بدأت منذ احتلال العراق قد انتهت بخيبة أمل وان أحلام اليقضة كانت جميلة في مخليات قادتهم الذين خدعوهم بالتحرير من ظلم العرب وبطشهم الذين قدموا لهم الحكم الذاتي على طبق من ذهب . الشعب الكردي في شمال العراق أصبح لايثق بقيادته العشائرية ، فالأكراد أصبحوا على يقين أن حكم هذه القيادة مرحلي تنتهي بانتهاء الوجود الأمريكي في العراق ، وستنتقل حكومتهم الكردية إلى قمم الجبال المحصنة وهي تحمل على ظهرها برلمانهم اليتيم ، كما تحتمي ألان حكومة المالكي بالجران الكونكريتية المحيطة بالمنطقة الخضراء ، سيأتي اليوم الذي تهرب فيه هذه الحكومة إلى ولي أمرها في طهران وهي تحمل على ظهرها برلمانها المسخ .شعبنا الكردي يعلم أن من يتعامل مع أعداء الإسلام من الصليبين والصهاينة فهو ليس من أصحاب المباديْ والقيم الأخلاقية والنضالية الشريفة والنظيفة .
يعلم الشعب العراقي كيف زور الأكراد الانتخابات في شمال العراق وكانت صناديق الانتخابات تأخذ إلى مناطقهم لمباشرة عملية التزوير وكيف كانت القيادة الكردية تسمح لأكراد إيران وتركيا وسوريا في الاستيطان في شمال العراق وتوزع عليهم شهادات الجنسية العراقية على أنهم مواطنين أكراد عراقيين ، فأصبح بقدرة قادر نفوس الأكراد من ثلاث ملايين إلى سبعة في زمن الاحتلال كما صرح ذلك إلمام الطالباني ؟ وكيف استطاعوا الحصول على 55 مقعدا في برلمانهم الخائب في المنطقة الخضراء ، بحيث أصبح عددهم أكثر من نفوس العرب السنة في العراق .
الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستيفان دي مستورا لم يعتمد على نتائج انتخابات عام 2005 لحدوث التزوير الفظيع في النتائج بشهادة أكثر السياسيين العراقيين . فمن خلال عمل الأمم المتحدة في المناطق التي يريد الأكراد إلحاقها بإقليمهم تبين لها أن نسبة الأكراد في مندلي قليلة فكيف يمكن ربطها بالأكراد رغم انف المواطنين العرب والتركمان ؟ وكذلك منطقة قراج في قضاء مخمور تبين لهم أن نسبة الأكراد فيها كما يدعي البر زاني فيه تزوير وتضخيم للعدد ، فلا يمكن مطلقا أن تكون نسبة الأكراد 97% إلا في حالة التلاعب بأصوات الناخبين ، وجعلها بالأكثرية لصالح التحالف الكردي كما حدث ذلك في الانتخابات الماضية . والنقطة المهمة الأخرى فأن دي مستورا قد صرح مؤخرا ذاكرا تعبير شمال العراق كما كانت تصرح به القيادة العراقية الشرعية السابقة ، بدلا من ذكر إقليم كردستان العراق ، فهذا التصريح قد أزعج أخونا البر زاني .
وعلينا أن نتسأل اليوم لماذا تتخوف الأحزاب الكردية المسجلة بالطابو باسم البر زاني الطالباني من محاولة الاستعدادت الجارية للتعداد العام لنفوس الشعب العراقي ؟ . فقد أوضح الدكتور محمد توفيق العيني، خبير شئون المجتمع العراقي: إن التعداد السكاني العراقي القادم أثار مخاوف كبيرة لدى الأحزاب الشيعية والكردية من إظهار العدد الحقيقي للعراقيين السنة، الذي يقدره باحثون في مجال الإحصاء بأكثر من 51 % من مجموع سكان العراق، وهو ما سيقلب المعادلة السياسية، خاصةً وأن قانون المحاصصة الطائفية، وتوزيع مقاعد البرلمان وحقائب الوزارات العراقية، إنما بُني كله على أساس طائفي، وبدعم أمريكي خفي . وأوضح العيني أن بعض الأحزاب حاولت، منذ الساعات الأولى لاجتماعات الحكومة والولايات المتحدة حول إجراء إحصاء شمال للسكان، إفشال تلك الحملة لأغراض سياسية، خاصةً الأكراد الذين سجلوا أرقامًا سكانية إلى حد الضعف، من أجل مكاسب سياسية.
لقد قلنا للقادة الأكراد أن الزمن دوار ، ولا تشتروا من بضاعة الأمريكان والصهاينة ، لأنهم لايقدمون لكم إلا بضاعتهم الفاسدة ، وان ضعف العرب في العراق لابد وله نهاية ، لقد استفاق العرب من الخطر المحدق بهم في جنوب العراق خطر الاحتلال الإيراني ، وفي شماله خطر التوسع الاستيطاني الكردي القائم على ابتلاع أراضي الغير وربطها بإقليمهم . لقد اختلف الزمن ألان ورجعت قوة العرب إلى سابق عهدها باستمرارية المقاومة العراقية الجهادية .
سأقدم هنا نبذة مختصرة وقليلا من هذه المنجزات التاريخية التي نفذتها القيادة الكردية الانتهازية في زمن الاحتلال الأمريكي للعراق ، والتي هي وصمة عار في جبين هذه القيادة . فهذه المنجزات التآمرية ادخلتهم مزبلة التاريخ.
1- الانجاز الأول : إيران تهدم القرى الكردية بمدافعها البعيدة المدى ، بينما البر زاني يمارس الصمت المطبق ولا يزمجر ولا يعربد ولا ينعق بالاحتجاج أو الويل والثبور للإيرانيين مثلما يفعل ضد العرب العراقيين. المسئولين الأكراد يعيشون في بروجهم العاجية، والأموال تسرق من قبلهم، والرشاوى تتكاثر في جيوبهم. لقد أقطط السمان وشعبهم يتضرع جوعا وتشريدا والهروب إلى البلدان الأوروبية هربا من بطش العصابات البيشمركية بعد أن صادر إرادته الحرة ، كل مظاهر الفساد ترعرعت وانتشرت بفضل الاحتلال . الشعب الكردي مغلوب على أمره ، رغم كل الضجيج الإعلامي بالحرية والديمقراطية التي تمارس في شمال العراق من قبل أبواق دعاية التحالف الكردستاني البر زاني – الطالباني . أن قيادات الحزبين الكرديين الحاكمين في المناطق الكردية يتقاسمون مداخل إقليمهم مع إضافة حصتهم من نفط العراق البالغة 17%. لقد وضعت هذه القيادة الكردية العشائرية نصب عينيها أن النهب والسلب اليوم مضمون ، لكن غدا على العكس ، ولهذا السبب عليهم جني وقطف ثمار الأشجار بالنهب والسرقة قبل أن يأتي الشتاء ، ولا يهمهم مستقبل العراق بعد أن باعوه بأرخص الإثمان ، وهم ألان يتوسلون ببوش وإدارته بعقد الاتفاقية الأمنية الطويلة الأمد ، فهذه الاتفاقية هي الحل الأمثل والوحيد للحفاظ على مناصبهم القيادية التي تسمح لهم بالابتزاز والتحكم بمصير العراق وشعبه العربي . بوش ورهطه في البيت الأبيض يعرفون حق المعرفة مواطن الضعف في نفوس وأخلاق القادة الكرد وهو المال وتكوين الثرة على حساب شعبهم الم يعترف البر زاني انه يملك ألان أربعة ملياردات من الدولارات في بنوك سويسرا استطاع الحصول عليها بعد احتلال العراق ؟ .
2- الانجاز الثاني: زوجة الطالباني السيدة هيرو إبراهيم أصبحت من أهم الشخصيات وسيدات الإعمال في شمال العراق تزاحم كبار المستثمرين والمقولين والسماسرة والتجار الكبار والصغار ، وأصبحت نكتة العصر بين الأكراد وقصتها على كل لسان ، فهي التي تأمر وعلى الجميع التنفيذ ، خاصة من خلال توسطاتها من اجل تنفيذ بعض المناقصات . حقا لقد أصبحت تمارس السمسرة والبزنز والنشاط التجاري علنا .
3- - الانجاز الثالث : قام العميل مسعود البار زاني ببيع ألاف الدونمات من الأراضي العراقية في محافظتي اربيل ودهوك إلى مؤسسة فرانكلين جراهام الانجيلية التي تعادي الإسلام والمسلمين والغاية من ذلك هو بناء منشآت هدفها هو الدعم للحملات التنصيرية . و سمحت ماتسمى بحكومة الإقليم بعد الاحتلال مباشرة بالتبشير المسيحي من خلال منظمات مشبوهة تدفع الكثير من المال لمن يتخلى عن الإسلام ويتنصر,ومازلت مؤتمراتهم تعقد في ربوع شمال العراق احتفالا بزيادة إعداد المتنصرين من الشعب الكردي ياريت يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل ازداد تهجمهم العلني على الإسلام وعلى نبينا محمد (ص) بشكل غير مسبوق من قبل الكُتاب الكرد الذين يحملون الإسلام كل ما حصل لهم، لا بل يدينون حتى القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي لأنه لم يؤسس لدوله كرديه وهو مخطئ بنظرهم لأنه عمل للعرب وللإسلام قيمة عليا ويتناسون أن جيش صلاح كان إفراده من العرب ولم تفرقهم العصبية أو القومية بوجود كردي كقائد ورمز للإسلام والعرب . هكذا هم مثقفي الكرد يفسرون التاريخ بغباء وفهم خاطيْ حسب أهوائهم ربما قرأوا التاريخ على عجالة أو هناك من يملي لهم ما يكتبون . فقد قام احد الكتاب الأكراد يدعي مريوان حابجي بتأليف كتاب يشتم الرسول فيه بكل وقاحة وصلافة . وقد اختفي الكتاب من الأسواق يقال أنها كانت عملية مفبركة لتلميع سمعة الأحزاب الكردية الحاكمة بأنها المدافعة عن الإسلام
4- الانجاز الرابع : أما حرية الصحافة والصحفيين فأنها ممنوعة منعا باتا بأن تمس سمعة العائلة البر زانية الحاكمة بسوء . كلنا يتذكر جيدا قضية كمال السيد قادر حين حكم عليه بثلاثين سنه سجن بسبب مقال له انتقد العائلة البر زانية ، وكذلك اغتيال الدكتور عمر ميران والبروفيسور كمال مجيد وغيرهم ممن ذكروا الحقائق في مقالاتهم واظهروا المستور للشعب الكردي بدون لف ودوران فما كان مصيرهم سوى التصفية والاغتيال , فهم إي (أكراد الحزبين) لم يسمحوا في يوم للصحافة الحرة بالعمل وإلا لكانت قد نشرت كل فضائحهم وكوارثهم ، ولكنهم ينشرون ما يريدون نشره من أكاذيب حول الظلم الذي وقع عليهم من قبل النظام الشرعي السابق ، وهلوكوست الأكراد تلك الفرية التي انكشفت على حقيقتها ومن هم المسببين لها .
إننا كنا ولا زلنا نؤمن أن الضمير شعبنا الكردي يبقى ضميرا عراقيا مهما حصل من مآسي وحروب مسببها الأول والأخير هذه القيادة العشائرية التي تتحكم بمصير شعبنا ، وتخدم مصالح المحتل للعراق . لقد تشكل اليوم وبصحوة ضمير وإخلاص للكرامة والشرف والمباديْ ذلك التيار الكردي الوطني الذي يعتز بالانتماء العراقي قدر ما يعتز بانتمائه الكردي، ويعتبر بغداد عاصمته الأزلية ، وليست كركوك قدس الأقداس أو اربيل التي تم تغير اسمها ومن قبلهم إلى هولير . أن هذا الميل الوطني العراقي للشعب الكردي راح يتجلى بكل وضوح يوما بعد يوم، عبر الكثير من التصريحات والطروحات والمبادرات والسلوكيات لبعض الكتاب الأكراد ، لأنهم اكتشفوا أن الانتماء إلى العراق ، فيه من المكاسب والمنافع المادية والاقتصادية والسياسية يفوق الانتماء لكردستان الحلم البعيد المنال . أن وطنيتنا العراقية تفرض علينا رصد واحترام وتشجيع أي ميل وطني عراقي يساعد بلادنا على التخلص من تشرذمها الطائفي والقومي وهذا لايمكن أن يتم إلا بمشاركة الأكراد المخلصين بالمقاومة العراقية ، ودحر الاحتلال الأمريكي الصهيوني الايراني .
وفي الختام نحن الكتاب العراقيين الأكراد نبقى مصرين على التفريق بين الأكراد العراقيين الشرفاء المحبين لوحدة وطنهم العراق من تلك الجماعات المافوية التي تتحكم برقاب ومصير شعبنا الكردي المظلوم اللهم احفظ العراق وشعب العراق والشعوب العربية من كل مكروه أمين يا رب العالمين .
تحطمت أحلام القادة الكرد بالجدار العربي الصلب بقلم:خالد عزيز الجاف
تاريخ النشر : 2008-07-17