سماحة الشيخ الخالصي يطرح مشروع ميثاق العهد الوطني لاهل العراق بقلم:عبدالكريم المشهداني
تاريخ النشر : 2008-07-17
اجتماع لشخصيات وطنية وعشائرية في جامعة مدينة العلم للإمام الخالصي الكبير ( قدس سره) في الكاظمية ببغداد

بسم الله الرحمن الرحيم
في جو مفعم بالود والمحبة والأخوة الإيمانية والوطنية الصادقة عُقد في جامعة مدينة العلم للإمام الخالصي الكبير (قدس سره) في الكاظمية المقدسة اجتماع جماهيري حاشد ضم مختلف شيوخ العشائر والشخصيات العراقية التي تمثل مختلف أطياف الشعب العراقي للاتفاق على توقيع وثيقة العهد لرفض الاتفاقية التي تريد أمريكا والصهيونية العالمية فرضها على العراق والعراقيين .

افتتح الحفل بقراءة آي من الذكر الحكيم . بعد ذلك رحب الأستاذ سامي العاملي باسم جامعة مدينة العلم للإمام الخالصي الكبير بالحضور الكرام وبكل من له موقف مشرف في التصدي لهذا المشروع الصهيوني الخبيث وإسقاطه .

ثم ألقى سماحة آية الله المجاهد الشيخ جواد الخالصي (سلمه الله) كلمة بالمناسبة قال فيها : ـ
نرحب بكم في مدينتكم وفي مدرستكم بين أهلكم وإخوانكم وأحبائكم وانتم تلتقون لقاءاً أخويا لتشكلوا صورة العراق الموحد الذي بني على التوحيد في أول نشأته منذ زمن نوح (عليه السلام) والطوفان، ومنذ زمن أبينا إبراهيم (عليه السلام)، فهذه أرض التوحيد وأرض النبوات والى زمان الإمامة الهادية المهدية، والخلافة الراشدة العلية، التي نقلت من مدينة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إلى الكوفة من أرض العراق، لتستمر رسالة التوحيد نحو هدف قادم بأذن الله تعالى، وهذا الهدف هو أن تخرج هذه الرسالة مرة أخرى من أرض العراق لكي تسوق العالم نحو الهدى لا نحو التبعية، ونحو النجاة لا نحو الهيمنة والتسلط، ونحو التحرير لا نحو الاستعباد والإذلال.

نحن الآن أيها الأخوة في مرحلة انتكاسة عسكرية وأزمة اقتصادية وهزيمة سياسية، هذا واقع العراقيين، ولكننا لن نهزم من الناحية النفسية والإيمانية لأننا نحمل هذه الرسالة فنقول للذين يحتلون أرضنا إن كانوا من أهل الكتاب نقول لهم ما قاله تعالى:{ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم } نقول لهم آمنوا بالنبي المرسل الذي بشر به عيسى(عليه السلام) {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } وكان أهل الكتاب في جزيرة العرب يستفتحون على الذين كفروا ويقولون للمشركين إن نبي آخر الزمان سيظهر وسنكون من جنوده، فإذا رفع الراية وسرنا معه نصرنا الله عليكم فلما جاء رسول آخر الزمان وهو رسول الله بعض المشركين آمنوا به وصاروا مسلمين صالحين، بينما أكثر أهل الكتاب كفروا بالذي جاء به محمد (صلى الله عليه واله وسلم). هذا كله يذكرنا بواقع اليوم! قلة من أهل الكتاب مؤمنون وأكثرهم الفاسقون، إذ لا يؤمنون لا برسول ولا بكتاب ولا بحلال ولا بحرام، وهذا ما تعيشه الحضارة المادية التي تهيمن على عالم الغرب في هذه الأيام، والتي تريد أن تهيمن على العالم كله ولا يقاومها في هذا الزمان إلا إيمان شعوبنا المسلمة المؤمنة بالله سبحانه وتعالى .
المرحلة السابقة أيها الأخوة خمس سنوات مرت في الدفاع عن العراق وفي رفض مشروع التفرقة والفتنة،
الآن أمامنا مرحلة قادمة وهي مرحلة الوحدة والنهوض بالرسالة لإنقاذ العراق وإنقاذ الأمة كلها من هذه الأزمة التي عاشوها وعاشها معهم العالم في كل مكان فما هو السبيل، الآيات القرآنية تتحدث { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ } فليس من الضرورة أن ينهض الناس كلهم في لحظة واحدة بل هنالك امة من الناس إذا نهضت بالأمر انهض الله معها باقي الأمة بالتتابع، فرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بدأ بالرسالة وحيداً آمن معه غلام صغير وشيخ كبير وامرأة ضعيفة وبدأت الدعوة تسير والعراقيل لا تنتهي ولكن الذي حصل أن الله نصر هذه الفئة على هذه العراقيل وخرج رسول الله خائفاً مهاجراً في سبيل الله وعاد بعد عشر سنين فاتحاً مكة ليفتح الله العالم على هذه الرسالة .
هذا اللقاء أيها الأخوة ليس محاضرة لأني أريد أن اسمع من الأخوة آراءهم بشكل واضح ومفصل، هذا ليس من باب الاقتداء بالديمقراطية التي يدّعونها وهي غير موجودة!! وإنما هو البحث عن أفضل السبل للوصول إلى الغايات .
سأتحدث عن مواصفات المرحلة الجديدة وأطالب نفسي وأطالبكم واعرض عليكم موقفاً محدداً .
1. في هذه المرحلة التي نحن فيها يجب أن نتخلى بقوة عن إفرازات شعارات المرحلة الماضية ( مثلاً كلمة السنة والشيعة علينا ونحن في مرحلة الهجوم أن نترك هذه الشعارات، ونقول نحن أبناء العراق وأبناء هذا الدين لان هذه الشعارات صنعت في جامعة "تل أبيب" وجهاز تنفيذها يقوم على قطعة من ارض العراق وغيرها من ارض العرب والمسلمين.

2. هنالك صراعات في داخل العراق لا حدود لها واحدة تتعلق بالمناصب والمحاصصة والوظائف والألقاب!!! هذه الألقاب لا تقفوا عندها, كل انسان هو آية من آيات الله، لان الله خلق في الإنسان آيات وآيات هذه لا تهمنا لا الألقاب الدينية ولا الألقاب الأكاديمية، الذي يهم صدق الموقف مع الله تعالى .

3. المرحلة الثالثة التي نحتاج الكلام عنها أكثر من غيرها هي قضية الثبات على موقف موحد لمواجهة نهايات مشروع الاحتلال، البعض يقول انهزم المشروع وهذا صحيح ولكن ليس معنى ذلك أن هذا المشروع لن يقوم بعمل جديد!! انهزم عسكرياً- نعم، سقط عسكرياً- نعم، لكن سيقوم بمحاولات ومحاولات ليحصل على ثمار بعض ما عمله في السنوات الماضية .
واجبنا أن نواصل العمل في الاتجاه الصحيح وهذا الاتجاه هو أن نقف موقفاً موحداً للمطالبة بتحقيق الأهداف الكبرى التي جاهد وحارب وضحى من اجلها الشعب العراقي وهي كما يلي : ـ
1. الاستقلال وهذا يتم بخروج قوات الاحتلال من كل الأصناف والأطياف وفي المقدمة منها الأمريكية والبريطانية لأنها أساس البلاء في هذا البلد .

2. الوحدة : وحدة العراق دولة، شعباً، كياناً، امةً، وحدة العراق الحقيقية التي تشمل المسلمين وغير المسلمين على حد سواء .

3. الهوية : نحن عراقيون ولكننا أصحاب هوية عربية وإسلامية، فأغلبية العراق عربية، فنحن أصحاب هوية عربية ولا ننكر على من لم يكن عربياً أن يعتز بهويته ونحن نعتز به كذلك .

أما الوثيقة التي اعرضها عليكم فهي واضحة المعالم مأخوذة من وثيقة عهد في ثورة العشرين المجيدة أو بعد الثورة وهي :ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ميثاق العهد الوطني لأهل العراق في يوم الثلاثين من شهر حزيران سنة 2008م وهي الذكرى الثامنة والثمانون للثورة العراقية الكبرى ثورة العشرين يتعاهد أبناء العراق المخلصون على الالتزام بمبادئ الثورة ونهج قادتها من زعماء الجهاد والاستقلال والمعلن عنها في خطاب الثورة في صحن الإمام الحسين(عليه السلام) في اليوم الحادي والعشرين من الشهر نفسه وباقي الأدبيات التي سجلت بدماء أبناء العراق من الثوار في مناطق العشائر المجاهدة من الجنوب إلى الغرب ومن الوسط إلى الشمال وبدماء ومواقف العلماء والمفكرين والمخلصين والسياسيين في كل المدن العراقية الثائرة مؤكدين الالتزام بالميثاق الأول الذي وضعه أبناء العراق الأسلاف المجاهدون من أيام الثورة العراقية الكبرى وهذا نصه :
(( نحن أهل العراق قد تعاهدنا فيما بيننا على أن لا نقبل قيمومة أية جهة أجنبية على العراق بأي وجه من الوجوه وان نبذل قصارى جهدنا في المطالبة بحقوقنا وان نرد أية مداخلة أجنبية في شؤون بلادنا الداخلية والخارجية ونبذل أموالنا وأنفسنا في هذا السبيل ونستعين الله ونسأله التوفيق لذلك)) .

فمن وجد في نفسه القدرة على تحمل أعباء هذا العهد قاليمضه وليبلغه إلى الناس وينتظر التواصل مع إخوانه وأهله باستمرار مرحلة مقاومة المعاهدة ومقاومة مخططات الاحتلال.

فادعوكم إلى بذل النفس والمال في هذا السبيل وأقول أن هذا شرف وفخر عظيم لكم أيها العراقيون إذ تحملتم عبءَ هذه المواجهة القاسية والصعبة أمام مشروع هو من اخطر المشاريع على الإيمان وعلى الرسالات وعلى الإنسانية كلها.

أيها الأخوة أسلافنا في ثورة العشرين المجيدة أرسلوا برقيات إلى كل أنحاء العالم تؤكد رفضهم للاحتلال، وأنا اطلب من أي اجتماع أو تجمع عشائري أن يوقعوا وثيقة الرفض (رفض المعاهدة) وسأتعهد بإيصالها إلى جميع أنحاء العالم إن شاء الله تعالى.

أعقبه الشيخ قاسم الخفاجي بكلمة أشاد فيها بالروح الوطنية وبالعزيمة التي يتمتع بها الشيخ مهدي الخالصي الكبير وبتفانيه في سبيل دينه ووطنه مؤكداً أن ثورة العشرين المجيدة هي المنطلق لجميع الثورات التي أعقبتها سواءً أكانت في العراق أو في غيره مطالباً الحضور بعرض وثيقة العهد على شيوخ العشائر العامّين وجعلها وثيقة وطنية عامة ومطلباً وطنياً دون مسمى لأحد بل وثيقة عامة شاملة .
وتحدث بعده ممثل وفد محافظة البصرة عن المأساة التي تعيشها المدينة في ظل الاحتلال اللئيم الجاثم على صدرها داعياً إلى الوحدة ونبذ النعرات الطائفية للتخلص من براثن الاحتلال وشروره .
بعد ذلك ألقى سماحة الشيخ عبد الرحمن شيخ جامع الرحمن كلمة بالمناسبة قال فيها :
هنالك بعض الأمور التي ينبغي توضيحها أجملها بما يلي : ـ
1. غموض الاتفاقية الأمنية بين هؤلاء وهؤلاء هذا الغموض يجب أن نرفضه أولا ونشكك فيه ثانياً.
2. إن امتنا امة واحدة كما قال تعالى {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } فادعوا أخواني إلى ضرورة التمسك بهذه المبادئ الإسلامية السامية .
3. أؤكد على كلام الشيخ قاسم بارك الله فيه وأقول : يجب أن يكون هنالك توثيق لهذه التجمعات العشائرية في رفضها البات لهذه الاتفاقية .
وتعقيباً على كلام الأخوة الأفاضل قال سماحة الشيخ جواد الخالصي (سلّمه الله) : إن الاتفاقية غامضة لا يعرفها أحد ومع ذلك يراد فرضها على الجميع ، نحن نقول :
1. في ظل الاحتلال لا شرعية لأي اتفاقية خصوصاً مع دولة الاحتلال ( أمريكا ) .
2. إذا كانت الدولة مستقلة فحينما توقع اتفاقية تعرض على البرلمان والبرلمان بعد التصويت (إذا كان مستقلاً ) يعرضها على التصويت الشعبي كما هو معمول به في أوربا وغيرها.
هذا وقد رفعت إلى التجمع برقيات التأييد من مختلف عشائر العراق وأطيافه مؤكدين تأييدهم وولائهم للعراق الواحد الموحد وهويته الإسلامية والعربية .
كما اتصل هاتفياً سماحة الإمام المجاهد الشيخ مهدي الخالصي (سلّمه الله) مبلغاً الحضور أحر التحية والسلام داعياً إياهم إلى الثبات على موقفهم في الدفاع عن دينهم ووطنهم وإسقاط الاتفاقية الغادرة التي يراد لها أن تفرض على الشعب العراقي .

المكتب الإعلامي
لجامعة مدينة العلم للإمام الخالصي الكبير (قدس)