النخب الضالة في الاردن بقلم:عاطف عتمة
تاريخ النشر : 2008-07-17
النخب الضالة
عاطف عتمة
لا زالت حوارات النخب السياسية الاردنية بالمقارنة مع النخب السياسية الاسرائيلية عاجزة عن التكيف مع مستجدات الاحداث الدائرة رحاها سواءا على صعيد السياسات الاردنية المحلية ام على صعيد القضية الفلسطينية وما ينتج عنها من اسقاطات او على صعيد المنطقة برمتها , اذ يبدو الامر كوميديا بامتياز حينما حاولت فهم تصورات عدد من السياسيين الذين يتصدرون مساحات كبيرة على امتداد الوطن عن مدى استشرافهم للحلول العملية لقضايانا المحلية العالقة والاقليمية المتشابكة, فكانت الاجابات غريبة وتدل على غياب لافت عن كل ما يجري حولنا من احداث ,فكان الوصف الملكي اقرب ما يكون للواقع حين وصفهم بأنهم "يكثرون من التنظير السطحي "على حساب بدائل مقنعة وبرامج صالحة للتطبيق.
احاول جمع خيوط النخب التي القت بنفسها الى الحضيض في مذاري الوطن فتاهت فلا هي اثمرت لغيرها اوتركت الساحة لغيرهم فلا اجد بدا من الادانة ......
وكم يملاني الحنين حينما اجد حوارات وقراءات وافكار متجددة في فكر الساسة الصهاينة غرب النهر وهم يملاون الساحة السياسية الصهيونية بالافكار والاصطلاحات والحلول للواقع والقضايا واعود في ذهني الى مجالس ابن جني وابن عباد حول المتنبي او الغزالي في تهافت التهافت والحلاج في شطحاته وصبواته الروحية .
ان النقدالذي وجهه جلالة الملك لا يعني ان يتحول الي ثرثرة او محاولة للفضفضة وافراغ الذات من حالة احتقان قد تضر بها، لذا لا نريده ان يصبح حالة متبلدة لدى قوى وروافع العمل السياسي بدون فائدة او نتيجة ومن هنا فانه من الواجب ان يقترن "أي النقد"عضويا بمؤسسية تستطيع ان تفّعله وتحوله الي محاسبة نزيهة وهذا ما نفتقده كمؤسسات مجتمع مدني الامر الذي يتطلب تحرك عملي من الجميع لتشخيص امراضنا بهدوء وبحث عن حلول عملية وعميقة وعقلانية بعيدا عن المزايدات والشعارات البراقة . أن الاصلاح ينبغي أن يكون بين ثلاثة أبعاد رئيسة: هي النخب السياسية والنخب المثقفة والجماهير لأن واقعنا يتطلب ذلك لابد من التنازل من اجل الالتقاء على مصلحة الوطن وهو امر في غاية الصعوبة واتساءل كيف ينضوي رئيس وزراء اسرائيلي في حكومة رئيس اخر فهل يفعل ذلك رؤساؤنا الموقرون ذلك وهو ما يفسر شخصانية ومرضانية وضلالة النخب وبعدها عن الحقيقة وقربها من التسطيح والشلليات .,