ثوابت وحقائق جسدها حزب الله بعملية تبادل الأسرى
بقلم المحامي علي ابوحبله
لا شك ان السادس عشر من تموز عام 2008 هو يوم تاريخي بامتياز يوم تجسدت فيه مصداقية حزب الله للشعب اللبناني والعربي في كل انحاء العالم يوم تجسدت فيه المصداقيه من قبل تنظيم اسلامي لبناني قاد مقاومة الاحتلال الاسرائيلي ضد لبنان وجسد انتصاراته منذ انطلاقته ولغاية الان جسد انتصار 2000 بخروج المحتل الاسرائيلي من الاراضي اللبنانيه احتجز اسرائيليون رهائن وبادلهم بلبنانيين وفلسطينيين وعرب اسرى في عام 2004 وبقي يطالب بتحرير عميد الاسرى اللبنانيين وعلى راسهم عميد الاسرى اللبنانيين والعرب سمير القنطار لكن اصرار اسرائيل بعدم اطلاق من تدعي ان ايديهم ملطخه بدماء الاسرائليين حال ودون تحرير القنطار الى ان كانت عملية حزب الله في عام 2006 واعتقال الجنديين الاسرائيليين والتي كانت بسببهم حرب تموز 2006 حيث رفضت اسرائيل في حينه مبادلة الاسرى واصرت على ان يخلي حزب الله الرهينتين من بين ايديه بدون قيد او شرط واندلعت حرب تموز وصمدت المقاومه اللبنانيه وقاومت جيش الاحتلال الاسرائيلي وضربت العمق الاسرائيلي ولم تفزع الحرب حزب الله ولا شركائه في خوض غمار تلك الحرب التي فرضت على لبنان في حين وصف بعض الحرب حزب الله بالمغمور وانه من تسبب في هذه الحرب لا بل ذهب البعض من العرب ابعد من ذالك وطالبوا حزب الله بضرورة الافراج عن الاسيرين الاسرائليين ... لكن صمود حزب الله في مواجهة العدوان الاسرائيلي والضغوط الدوليه والاقليميه والعربيه جسدث بحقيقة الواقع ثوابت وحقائق على الارض لم يستطع من قبل ان يجسدها ايا من الانظمة العربيه ولا اية حركة مقاومه والذي مكن حزب الله من ذالك انه تنظيم عقائدي ذات فكر عقائدي مؤمن بما هو مقدم عليه ومسلح بعقيدة الاسلام هذه العقيده وبالعوده الى التاريخ الاسلامي نجد انها امتداد للفتوحات الاسلاميه التي انتصرت بقوة الايمان والعقيده وانتصرت بعوامل الاعداد والاستعداد .... من هنا نجد ان صفقة تبادل الاسرى هذه جسدت ثوابت وحقائق تم ترسيخها وهي وبحق حقائق جسدها حزب الله على الواقع من خلال ما يتمتع به حزب الله من مزايا تجسدت في القدره الفائقه والانضباطيه لدى قيادة وعناصر حزب الله من خلال السريه التامه وعدم كشف اية معلومات تتعلق في غايات تحقيق الهدف وتمثل ذالك في سرية المعلومات التي بقي حزب الله متمسكا بها حول حياة الجنديين الأسيرين لدى حزب الله وسرية المعلومات من تاريخ بدء المفاوضات و لحين البدء في عملية التنفيذ لصفقة التبادل هذه الميزه خدمت وبحق المفاوض من حزب الله ومكنته من عملية المناوره والوصول الى غايته وهدفه كما وان عملية التبادل حققت لحزب الله مصداقيته في مواجهة من اتهمه بالمغامر وبمواجهته لتلك الضغوط واصراره على عملية التبادل من خلال المفاوضات الغير مباشره اكدت مصداقية حزب الله وقدرته بتحقيق الهدف من خلال الاثبات بقدرته الاستراتجيه التي يمتاز ويتمتع بها في مواجهة خصمه وكذالك رسخت حقائق ووقائع على الارض من خلال تمكن الحزب من فرض شروطه على اسرائيل واذعان حكومة اولمرت في النهاية لاتمام صفقة التبادل من خلال كسر ما تتمسك به اسرائيل وباصرؤارها بعدم اطلاق اسرى تلطخت ايديهم بدماء الاسرائليين كسر الموقف الاسرائيلي هذا ليؤكد مرة اخرى ان قدرة أي تنظيم او حزب مقاوم تكون بالاراده وبالقدره الاستراتجيه لدة هذا التنظيم من هنا نرى ان حزب الله تمكن من خلال عملية التبادل من قلب المعادله السياسيه الداخليه للبنان وجعل من الجميع في لبنان موالاة ومعارضه من الاجماع على اهمية وتاريخية الحدث بحيث اصطف الجميع وفي هذا اليوم التاريخي بخندق المقاومه كما وان حزب الله تمكن ايضا من ترسيخ اقدامه على ارض الواقع في لبنان من خلال اجماع الغالبيه في لبنان على خيار المقاومه وان الاحتفال الذي حصل في لبنان لم يكن احتفاء فقط بخروج القنطار ورفاقه وتحرير رفات الشهداء من قبضة الاحتلال الاسرائيلي بقدر ما هو احتفال برمزية المقاومه واستمراريتها وهذا تمثل من خلال ظهور الاسرى المحررين بلباسهم العسكري وليس ادل على ذالك من كلمة سمير القنطار المحرر من سجن الاحتلال الذي مكث فيه لثلاثين عاما ليعلن عن استمراره في العمل المقاوم وانخراطه في صفوف المقاومة لأجل تحقيق الغاية والهدف الذي من اجلها اعتقل ورسالته للفلسطينيين بالتوحد هذه المواقف جسدت وبحق ثوابت وحقائق ما يؤمن به حزب الله الأمر الذي وبلا شك له انعكاساته على الجانب الإسرائيلي الذي وصفته صحافة إسرائيل بأنه اليوم المهين في تاريخ اسرائيل لنتائج وانعكاس عملية صفقة التبادل على اسرائيل في المستوى السياسي والعسكري الاسرائيلي والتي هي امتداد لحرب تموز 2006 ويقينا ان ما جسده حزب الله من ثوابت وحقائق لا بد وان تنعكس على هذا الواقع الذي يعيشه عالمنا العربي وان يكون له مردوده على اسرائيل والتي بودنا ان تاخذ اسرائيل كما ياخذ العرب جميعا العبره من هذا اليوم الذي سجله حزب الله الامر الذي يتطلب وبحق من التمعن والدراسه لما يجب ان يؤخذ من عبر وخاصة على ان اسرائيل التي ما زالت تتمسك بالتوسع والعدوان وسياسة الاعتقال الامر الذي يتطلب من اسرائيل بمراجعة حساباتها وبمعاودة سياستها التي اكدت مرة اخرى ان اسرائيل ستبقى مخطئه ان هي اصرت على الاستمرار بالعدوان من خلال الاعتداد بما تتمتع به من قوى تدميريه الامر الذي له انعكاساته على امن المنطقه برمتها ما يتطلب وبحق ومن هذا اليوم من اخذ العبر والمواعظ التي تتطلب من احقاق العدل والسلام الامن القائم على احقاق العدل لكافة شعوب المنطقه وبالاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني لاقامة دولته المستقله وعاصمتها القدس الشريف وبضرورة الافراج عن كافة الاسرى والمعتقلين وذالك من اجل نزع فتيل الحرب والدمار الذي يتهدد المنطقه برمتها
ثوابت وحقائق جسدها حزب الله بعملية تبادل الأسرى بقلم:المحامي علي ابوحبله
تاريخ النشر : 2008-07-17
