الاتفاق الأمني بين العراق وأمريكا مجدداً
من نصدق ومن نكذب فيما يتم إعلانه ؟
بقلم : زياد ابوشاويش
حسناً فعلت السفارة العراقية بردها المنشور في صحيفة الوطن يوم الثامن من يوليو (تموز) الحالي حيث أكدت ما ذهبنا إليه من أن الحكام الجدد للعراق هم من يتفاوضون على عقد اتفاق طويل الأمد مع قوات الاحتلال الأمريكية يديم هذا الاحتلال بشكل قانوني، لكن السفارة العراقية بدمشق لم تقل لنا لماذا مثل هذه الاتفاقية من حيث المبدأ؟ وما حاجة العراق لها؟.
لقد قدم الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض الدليل على أن أمريكا، وأمريكا فقط هي من يقرر مصير وجود قواته الغازية للعراق والناهبة لثروته والقاتلة لأبنائه وليس الحكومة التي تزعم السفارة أنها منتخبة من الشعب العراقي، حيث قال هذا الناطق رداً على تصريحات المالكي رئيس وزراء الحكومة العراقية الحليفة للاحتلال والتي يقول فيها أن مفاوضات الاتفاق الأمني تستهدف تحديد جدول زمني وموعد نهائي للانسحاب الأمريكي من العراق، قال أن تحديد موعد لهذا الانسحاب ليس وارداً من الأساس في هذه المفاوضات وليس هناك لا جدول ولا موعد لمثل ما يقوله السيد المالكي، فمن نصدق يا سفارة العراق بدمشق ومن نكذب الناطق باسم البيت الأبيض أم رئيس وزرائكم ؟
الأمر الآخر تتحدث رسالة السفارة عن آليات لإقرار الاتفاق والمقصود حسب الوارد هو الجهات التي يعرض عليها الاتفاق للموافقة، ثم تعود لتحصر الأمر (حسب الدستور الذي وضعته مراجع الاحتلال) في حكومة المالكي المنتخبة على حد تعبيرها الوارد في الرد .
لقد اكد الشعب العراقي الذي من المفترض أن الحكومة والسفارة تعبر عن وجهة نظره وتحمي مصالحه رفضه الحازم للاتفاق المذكور كما فعلت ذلك كل منظمات المجتمع العراقي المدني وجمعياته الأهلية، ولو كانت الحكومة العراقية تملك من أمرها شيئاً لعرضت الأمر مباشرة على الشعب العراقي، وطبعاً بعد جلاء قوات الغزو الأمريكي.
العراقيون يعرفون الحقيقة والشعب العربي كذلك ومن هنا جاء الإجماع على رفض هكذا اتفاقية تستبيح ليس فقط مقدرات العراق بل كرامته، والصحيح أن ينتهي الاحتلال ثم بعد ذلك لكل حادث حديث، وسيبقى العراق وشعب العراق في المكان الأعز للأمة العربية ولا مساومة على حقوقه.
زياد ابوشاويش
[email protected]
الاتفاق الأمني بين العراق وأمريكا مجدداً
من نصدق ومن نكذب فيما يتم إعلانه ؟ بقلم : زياد ابوشاويش
تاريخ النشر : 2008-07-17
