السودان .. وعراق كان ! بقلم:منير جابر
تاريخ النشر : 2008-07-17
الســـــــــــــــــــــودان.......... وعراق كان ..!!!

منيـــر جابــــــــر

اتهم رئيس الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو رئيس السودان عمر البشير بارتكاب أعمال قتل جماعي وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب من بينها التعذيب والقتل. وطلب من المحكمة اصدار مذكرة اعتقال بحقه. المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك قال "نحن نؤيد وبقوة مبدأ المحاسبة، وقد كنا من اشد المنادين بذلك.
عضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، آدم حامد موسى، اتهم رئيس حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي، بالتواطؤ مع "حركة تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد نور، و"حركة العدل والمساواة" برئاسة الدكتور خليل ابراهيم، في التحريض على السودان. ايا كانت هذه الاخبار صحيحة ام مغلوطة فلقد تعودنا في بلادنا ان نجد جماعة تسعى بكل قوة لاحضار "التيس" الامريكي وتمزيق الاوطان وقتل العباد .... وارضائه لان مصلحتها وحياتها تكون على الكوارث والفتن , واغلب الاحيان تكون طامعة بمنصب او مال والشواهد كثيرة وعدد ولا حرج ..
......يبدو ان رياح اعداء الامة العربية والاسلامية مصممون على استكمال حلقات مسلسلهم الرهيب . وربما نسمع من قريب عن تواطىء انظمة عربية على غرار سقوط العراق .. وسنسمع السنة عربية مسؤولة تندد وتستنكر ..ولكن لن نسمع ابدا ان زعيما تحرك وقال لا لقرار المحكمة ولا لضرب ومحاصرة السودان .. فالمسؤولية العربية تختبىء في هذه اللحظة وربما تقول لتمتثل السودان للمحكمة وللرغبة الدولية ووقتها لكل حادثة حديث .
السودان مقبل على حلقات طويلة ستبدأ بالتصريحات ويعقبها مبايعة من دول العالم وشخصياته التي تنتظر اليوم الذي ياتي وكل الامة العربية في زنازينهم . من نيويورك اتت المبايعة من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والذي قال ان المحكمة الجنائية الدولية "هي مؤسسة مستقلة والامم المتحدة تحترم استقلالية العملية القضائية,واعلن البيت الابيض ان الولايات المتحدة ستدرس طلب اصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني ، فيما دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير البشير الى "احترام" اي قرار تصدره المحكمة

هؤلاء وغيرهم يدركون ان مشكلة دارفور نشأت قبل ان يصبح البشير رئيسا للجمهورية هذا اولا ، و ثانيا السودان غير مشمول بقرارات المحكمة ، لانه لم يوقع على معاهدة روما والتي انبثقت عنها المحكمة.. علاوة على ان قراراتها لا تشمل رؤساء الدول.. فهم محصنون ما داموا على رأس عملهم ..
على العرب ان تدرك ان الهدف ليس دارفور وانسانها بل السودان وكل الارض العربية ولكن اعداء الامة يتلذذون ويخططون للواحد وللقطر تلو الاخر .. تارة باتجاة انساني واخرى باتجاه بيئي وتارة تجمع شر او اسلحة .. والتهم كثيرة ومرتبة وكل في وقته لامة لا تفيق ولا ترى ..
اذا كان اوكامبوا , وبان كي مون وكوشنير يرون الاهوال وحجم الجريمة في دارفور لهذا الحد على الرغم من عدم ذلك فاين اعينهم وقوانينهم ممن يرون ويسمعون عن قتل الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين . وعن الابادة الجماعية للشعب العراقي .
لا مجال أمام العرب إلا ان يدافعوا عن السودان فالقرار الذي صدر ضده، وهذه أول مرة يصدر فيها قرار كهذا هو قرار سياسي وهو يأتي ضمن التناحر الدولي على هذه المنطقة (دارفور).. ثم وأن بيوت الكثير من العرب مطلوبة وقد يحدث مع أي رئيس عربي في المستقبل القريب أو البعيد ما يحدث مع البشير ..

إن عجلة التحرك تجاه الاسراع بتطويق حكومة الخرطوم وحديث بوش صراحة عن اهتمامه باستمرار تقسيم الثروة النفطية بين الجنوب والشمال لا يحتاج لتفسير فهو يفسر رغبة واشنطن الجادة والتي تحظى بدعم غربي معلن في الاسراع بخطة عمل قديمة مرتبطة بخارطة مصالح نفطية وعقائدية تتعلق بأكبر بلد إفريقي ينبغي تقطيع أوصاله وعلاقته بما هو عربي أو مسلم مع تطويق افريقيا لضمان السيطرة على ثروات القارة السوداء.

ومن المعروف ان “إسرائيل” ومنذ زمن طويل تفعل علاقاتها ونفوذها في القارة السوداء ووصل الأمر إلى درجة تخصيص لما يقرب من 48% من بعثاتها الدبلوماسية الخارجية للتواجد والعمل في إفريقيا.وهو توجه يحظى بتشجيع وتعاون من الولايات المتحدة بصفة خاصة.

الجامعة الدول العربية اكدت أن قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير هو بمثابة تهديد مباشر لأمن واستقرار السودان . فماذا ستفعل الجامعة !!! ومتى تجتمع على قلب رجل واحد ومصلحة عربية واحدة .. ومتى يحين الوقت لكي تقف مع مصالحها وتعادي من يعاديها ...
لقد اثبتت الجامعة العربية ابان غزو العراق وسقوط بغداد ان لا قرار بيدها , واذا كانت تقول الان ان قرار المحكمة هو بمثابة تهديد لاستقرار السودان ,فايهما نصدق الاقوال ام الافعال ... !!!