سبحان مبدل الأحوال تحول توني بلير من صقر إلى حمام بقلم:محمد سعيد أبو مجد
تاريخ النشر : 2008-07-16
بقدرة قادر تحول رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إلى رجل سلام يريد رفع الحصار عن قطاع غزة ، وهو الذي ساهم في إحكام الحصار عليها. والمبكي حقا أن تتأسف الضحية على عدم تمكن الجلاد البريطاني من زيارتها بسبب منع الجلاد الصهيوني له . لقد نسيت الضحية ـ والضحية سريعة النسيان ـ أن جلادها الانجليزي وعلى دأب أسلافه كان هو المسؤول الأول دائما عن كل ما لحقها من مصائب منذ ستين عاما مضت.
لقد تابعت تصريحات المسؤولين في قطاع غزة ـ والمسؤولون في أراضينا المحتلة نوعان مسؤولون بالقوة ، ومسؤولون بالفعل ـ فوجدت بعضهم يتأسف شديد الأسف لعدم وصول صقر بريطانيا بالأمس والذي صار حمامها اليوم.وقد أضحكني قول بعضهم ـ وشر البلية ما يضحك ـ عندما قال لقد خشيت إسرائيل أن يعاين بلير رجل السلام الدمار الذي لحق بالقطاع . يا سبحان الله ، متى كان بلير يجهل ما لحق بالقطاع من دمار، ونصف ترسانة العدو من سلاح الدمار عبارة عن هبة منه للصهاينة؟ وكيف يصدق المغفلون أن الذي زود اليهود بالقطع الإسمنتية لوضع الجدار العازل أصبح همه فك الحصار عن الفلسطينيين ؟
لقد كان الفلسطينيون في حاجة لبلير وهو صقر ، أما وقد صار حماما يأتمر بأوامر الصقر الصهيوني فلا نجاة لغريق يتشبث بغريق.
لقد كان بلير وراء المأساة العالمية الكبرى حيث خطط لها مع نده الأمريكي وآزره في خرقه لكل الأعراف والقوانين الدولية من خلال شرعنة حرب على بلدان انتهكت سيادتها وأطيح بأنظمتها في وقت كان الجلاد الصهيوني ينفرد بالضحية الفلسطينية أمام صمت العالم . وكان بلير وراء كل القوانين الجائرة ضد الجاليات العربية والإسلامية في بريطانيا وخارجها. وبلير لا ينتظر منه غير الإجرام ولا يستغرب منه ذلك ولكن الغريب أن تصدق الضحية أن جلاها الشرس تحول بين عشية وضحاها إلى مصدر رأفة ورحمة بها .
لقد كان من المفروض أن يكون توني بلير آخر واحد يرحب به في قطاع غزة خصوصا وأن يديه ملطختان بدماء الضحايا الأبرياء من العراقيين والأفغان، وأن الأسلحة الفاتكة بأهالي غزة والضفة هي هبته للصهاينة.
ففي وقت كنا ننتظر أن تعلو الأصوات لمحاكمة بلير على جرائم الحرب ضد الإنسانية ها نحن نسمع بأسف المتأسفين على عدم تمكنه من الوصول إلى قطاع غزة لأن شريكه الصهيوني لا يريد ذلك . إنها السخرية المرة من أمة تضحك الأمم من جهلها.ستنتهي ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش وسيأتي بدوره إلى الأراضي المحتلة وسيحتفي به كزعيم سلام ويستقبل بالورد والحمام لأن أمتنا المسكينة مصابة بالنسيان ، والتاريخ عندنا قد توقف منذ زمان فلم يعد يسجل للذكرى ولم تعد الذكرى تنفع لأنه لم يعد هنالك وجود لمؤمنين بحق ضاع بالقوة ولا يرد إلا بها ، ولا وجود لمؤمنين بأن الله لا يغير ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .