بقلم : أسـامة وحيد
[email protected]
بلـفور "باريس" ؟
سواء اعترفـنا أو كابرنا بعزة الإثم الممارس في حق الأمة العربية، فإن قمة باريس لتأميم مياه ونفط المتوسط كان رابحها الممـيز أبناء عمنا اليهود الذين اختاروا سبيل بطوننا الفارغة للسـباحة باتجاهنا ،وعلى طريقة الزوج المخدوع الذي تغنيه معدته عن العهر الممارس في سريره ،فإن نابليون فرنسا "المسـركز" تمكن من قادتـنا الميامين وأدخلهم نفق التطبيع الإرادي ،وما كان بالأمس جرما لا يغتفر ،أضحى مكرمة وشـرفا بعدما ما رافع فرعون مصر الأول لصالح اسـرائيل لا تزول بزوال التاريخ..
ساركوزي دخل التاريخ عبر قبعته "المشهورة" وزعمائنا غادروا التاريخ عبر بطـونهم "المسرورة"،والعالم كله تابع عن قرب كيف تدافع صناديد الأمة العربية على مصافحة ومبايعة أولمرت كقـرصان شرعـي وهبه العرب في وليمة البطن المتوسطي ،فوق ما كان يحلم بـه"بلفور" نفسه من خلال وعده المعروف،الذي أهـدى اسـرائيل قدسا كانت أقصى ما يحلم به شعب الله المخـتار، قبل أن تبعث أحلام اليهود في دولة حدودها تمتد من المحـيط إلى الخليج جسدها وعد "ساركوزي" بعدما قضى "بلفـور" وطره منا ..
بلفور بريطانيا أهدى اليهود في سالـف التاريخ أرضا وعرضا عربيا ،وفـرنسا من خلال نابلـيونها الجديد تبنت أسطورة وطن بلا حدود لصالح المدللة اسرائيل، وفي كلتا الحالتين فإن أبناء العم "يتـتلمودون" من التلمود، وتسللهم إلى الدول المطلة على المتوسط عبر بطوننا "الثملة" فصل أول من أسـطورة النجمة السداسية التي تذكر أساطير اليهود بأنها سترفرف فوق رأس كل عربي موجود كان أو مولود..
قمة باريس نجحت في مهتـمها التهودية وساركوزي بسـط قبعة "اخواله" على الجميع بعدما نجح في المصالحة بين لبنان وسوريا ،وما عجز عنه الأعراب ،حققه ساركوزي في "وليمة"أوسطيه، وحينما يكون هذا هو حالنا فإننا لن نلوم الزوج الأبله إذا ما تنازل على "أقصاه" من أجل أدناه أو معـدته لا فرق بينهما
بلفور "باريس"؟ بقلم : أسـامة وحيد
تاريخ النشر : 2008-07-16