يا زعماء العرب 000رؤوسكم مطلوبة للمحكمة الدولية
بقلم /أ صبري حماد
عندما هانت علينا أنفسنا وقدمنا بعض زعمائنا قربانا للراعي الأمريكي والغرب المجرم, فإن علينا أن ننتظر الكثير والقادم المخيف, الذي يطل علينا كل ساعة, ولهذا بدأت عقارب الساعة تدق , وبدأت الرؤوس تنخني كالخراف, طالبه العفو والسماح, وهكذا بدأت لحظات التنازل عن القيم والأخلاق, فسلمنا رأس زعيم وقائد عربي فذ ,كانت تنحني له الرؤوس احتراماً وتقديراً حيث كان عظيماً بكل معنى الكلمة, وتم تقديمه هديه في عيد الأضحى المبارك ,وتم ذبحه وشنقه على مرأى ومشهد من العالم كله ولم يستطع أحدا أن يقول لا , والتهمه هي أنه عدو للمجرم بوش الأب والابن بعده ,وانه كان يُخفى الأسلحة النووية, والتي ثبت بعد ذلك أن هذا الادعاء أُكذوبة من أكاذيب المجرم بوش, وباتفاق مع الصهاينة, حيث كان يشكل لهم الزعيم القائد صدام حسين البعبع, وتم إعدام صدام حتى أن جلاديه كانوا غير قادرين على النظر إليه, أو رفع عيونهم إمامه, ولم ينحني برأسه أو يخضع لأحد, فمات مرفوع الرأس, وسيذكر التاريخ زعيماً عربياً شامخاً أصيلاً غيوراً على عروبته0
وها هي اللعبة الأمريكية الغربية تطل برأسها من جديد, وهذه المرة سيكون ضحيتها زعيم عربي آخر هو الرئيس السوداني عمر البشير, والذي أصبح مطلوباً للعدالة وللمحكمة الجنائية ,وماذا ينتظر العرب هذه المرة , وهل سيتركون السودان تواجه المصير الذي وصلت إليه العراق, والأيام القادمة سوف تثبت ذلك, وهل سيشرب الرئيس السوداني من الكأس التي شرب منه صدام ؟؟؟؟
والقضية تكمن في مشكله دارفور, وهى جزء من جمهوريه السودان, يسكنه حوالي ستة ملايين سوداني ومساحته حوالي خُمس السودان, اكبر من مساحه فرنسا, وُسمى بدارفور نسبه إلى قبيلة الفور , وهناك العديد من القبائل المختلفة التي تقطن هذا الإقليم ,وقد حدثت العديد من الخلافات والمشاكل بين أبناء الإقليم خصوصاً بعد موسم الجفاف الذي ألم بهم, ويمتاز الإقليم بثرواته المتعددة ,خصوصاً أن به اليورانيوم وكذلك التبغ والعديد من الثروات, وأن تعدد القبائل واختلاف أهوائهم وانتمائهم قد خلق الفتن والمشاكل ,وقد قامت مخابرات بعض الدول المجاورة بتغذيه الصراع, حتى وصل إلى الحد الذي أُزُهقت فيه الأرواح وسالت الدماء بكثرة, وزاد الطلب على اقتناء الأسلحة المختلفة وتهريبها ,مما استدعى الحكومة السودانية إلى التدخل لحماية أبناء شعبها, ورفض تدخل الآخرين , وقد عملت الحكومة السودانية على إرساء القانون ودعمت مليشيات الجنجويد, وقد أدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف في معركة كان الخاسر فيها هو الشعب السوداني ,مما تطلب الأمر بتدخل القوى الغربية , والتي وجدت أن المدخل الوحيد للتدخل بالسودان من خلال قضيه دارفور والعمل على السيطرة عليها وإلصاق التهم المتعددة للحكومة السودانية, وقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة صراحة آن العالم لا يمكنه أن يبقى مكتوف الأيدي حيال ما يجرى بدارفور, ولهذا تم استدعاء قوات الأمم المتحدة التابعة للعديد من الدول الأفريقية لضبط الأمور هناك, ولكن الكارثة التي حصلت بعد ذلك هي قيام المحكمة الجنائية وعلى لسان المدعى العام لويس اوكامبو بإصدار مذكره توقيف باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بتهمه الإبادة الجماعية التي حصلت بدارفور, وكذلك الطلب باستدعاء البعض من رموز القيادات السودانية وإلصاق العديد من التهم لهم, وبتحريض أمريكي صرف من أجل لي ذراع الرئيس السوداني , والغريب والعجيب في هذا الأمر هو هل القانون يتجزأ ولماذا يُطبق على العرب والمسلمين ودول العالم الثالث فقط دون غيرهم, ولماذا لا يطبق على الغرب المجرم وماذا بشأن المذابح الجماعية بكوسوفو ومقتل الآلاف من المسلمين هناك ولماذا لا يُطبق القانون على عميد الإجرام الدولي بوش الذي سحق العراق واحتل أرضه وقتل ما يوازى المليون عراقي!!!!!!!!! وكذلك قتل من أفغانستان عشرات الآلاف, وماذا بشأن التمثيل بالأسرى وقتل العديد منهم في جوانتانامو وسجن أبو غريب بالعراق !!!!! فأين المحكمة الجنائية من هذا المجرم؟؟؟؟ أم أن القانون يُطبق على العرب فقط دونما غيرهم, وماذا فعلت دولة الكيان الصهيوني بالشعب الفلسطيني الذي طردته وشردته من أرضه, وارتكبت المجازر المتعددة سواء مذبحة دير ياسين أو صبرا وشاتيلا أو مذبحه جنين والكثير الكثير!!!!! وهل قدمت المحكمة الدولية شارون أو قاده الصهاينة للعدالة !!!!!!!!!أم أن القانون هو شريعة الغاب التي تقودها أمريكا فتحاكم من تشاء وتقتل من تشاء, فالحذر الحذر يا قاده العرب, وما نخشاه أن ُتقدم رؤوسكم للعدالة إذا رفضتم النهج الأمريكي, فكلكم مجرمون أمام عدالة أمريكا والغرب الكاذبة, ولهذا على السودان أن يُسرع في إحكام الأمر خصوصاً انه رفض قرار المحكمة, وطلب رسمياً من الجامعة العربية الإسراع بعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب لتدارك الموقف قبل وقوع المحظور, وعلى الجامعة العربية ألا تبيع البشير كما باعت صدام لان مصير الجميع سيكون هكذا, وان هولاكو بانتظاركم جميعاً فهل منكم من يعي الدرس أم ستنامون في العسل والكل منكم ينتظر دوره القادم 0
يا زعماء العرب رؤوسكم مطلوبة للمحكمة الدولية بقلم:أ.صبري حماد
تاريخ النشر : 2008-07-15
