سلعة الرق الفلسطينية بقلم:أحمد دغلس
تاريخ النشر : 2008-07-15
سلعة الرق الفلسطينية

أحمد دغلس




نعرف من عشرات السنين ان الفلسطينيين العاملين المقيمين في بلاد ( ألأصل ) في الجزيرة العربية بكل مسمياتها الملكية والمشايخية اننا بحاجة الى كفيل يكفل إقامتنا تحت عبائته لنستطيع العيش مهددين بكل لحظة (بمزاجية) الكفيل بالطرد والقذف خارج الحدود رغم قدسية المعركة مع العدو الصهيوني من اجل مساعدة الأشقاء الفلسطينين في محنتهم ولنيل حقوقهم المذاعة في الفضائيات والإذاعات بكل اصنافها ، ورغم إرضاء الكفيل بالمحاصصة المالية والكثير من لعاب الشهوات الإنسانية .



قبل عشرة سنوات التقيت طالبا بأصل فلسطيني غزاوي ، له من العمر ثمانية عشر عاما عاشها كاملة بمسقط رأسه في إحدى مشايخ العرب في الجزيرة العربية ، حاضرا هائما يانعا حزينا لفراق الأهل ومسقط الرأس ، مفتشا عن معهد او بيت يأويه ليتدارك مستقبله آتيا من بلاد النفط بلاد الفرص والإستثمارات الضخمة مطرودا من مسقط راسه لكونه اجنبيا (فلسطينيا) نعم فلسطينيا بلغ الثامنة عشر من عمره (عمر) مسقط رأسه الذي لا يعرف غيره .



آلمني المشهد لكوني اعرف بعضه من الأهل الذين هم في كنف مشايخ هذه القبائل التي ننحدر منها حسب القول والفصل وكتب العرب وتاريخها لأعزي نفسي بان الأجيال القادمة في سنوان المستقبل ستحرر نفسها من تلك العوالق الإنسانية ولكوني اتظلل في الشتات الأوروبي الذي يمنحني (حق) الإقامة والعمل والنقد والصول والجول واخيرا الهوية والجنسية ، لأصول وأجول ضمن واقعي الإنساني بقوانينه وضماناته الإنسانية .... التي تؤهل ابنائي وخلفي بأن يصبح رئيس الدولة ، وأن يكون رئيسا ساركوزيا فرنسيا ، رغم غربة اصوله وسبق لجوء اهله .



اقلقني خبرا نشر في إحدى الصحف العربية في الشتات الأوروبي لعائلة فلسطينية جابت كل مطارات ألأمة العربية كل مطارات النظام العربي (مطروده) من المملكة العربية السعودية لكون كفيلها السعودي شطب كفالة ( رقه ) الفسطيني ليمنع اب رب عائلة وكل عائلته من دخول البلاد ليطرد من مطار الأهل في المملكة حامية المقدسات وخادمة حرمينا الشريفين !! بالرغم من انه من مواليد المملكة ولا يعرف اصلا غير تاريخ المملكة ، وكل الجلالات الحسنى وملوك العائلة وأمرائها... الأمينة على الإسلام وكل المسلمين والأدهى اكثر في الخبر بأن صاحب السعادة رئيس جمهورية اليمن سمح مؤخرا للعائلة الفلسطينية بعد جولة في مطارات ألأخوة العرب لسنتين ، تأشيرة الدخول الى اليمن السعيد يعيشون على رصيف الشارع بكامل العائلة صغارا إناثا وبنينا وزوجة ارقامهم عشرة فقط ( لا غير )امام مكتب الأمم المتحدة في صنعاء ...!! وكفى الله القتال والنضال من اجل فلسطين بدون الفلسطينيين.



هالني ما قرأت لأتذكر ساركوزي رئيس فرنسا إبن اللاجىء الهنغاري بفرنسا ، مما اعادني ثانية وثالثة ورابعة الى قانون الكفيل أي بمعنى احدث وسائل الرق ( والرق) الفلسطيني في جزيرتنا ألأم الوطن ، مما دق اسافين المنطق في رأسي الموجع بالجهل العربي والتمزق الفلسطيني لأتذكر (اوباما) القادم في الولايات المتحدة إبن الأب ألأفريقي الملون ونحن البيض الفلسطينيين ذوي ألأصل العربي المسلم الحميد ، حماة المسجد ألأقصى وبلاد الإسراء والمعراج والأرض المقدسة بحاجة الى عبائة الكفيل ؟؟؟ .



أهالني ما قرأت ويووو(وووو)هلني ما اسمع من مواعظ الكفيل وإن اراد (البنت) الحسناء في الجزيرة ليوو(وووو)هلني اكثر من نصيب ( قدر ) مولود في وطن وجب عليه بعد البلوغ النزوح من الوطن مسقط الراس ، ليذكرني بإسرائيل وإقتلاعنا من الوطن فلسطين وإن كان غير الغرض والهدف .



دول الجزيرة ليست في ضائقة مالية ولا بشرية ، دول يصل دخل بعضها (( اليومي )) الى بليون ونصف البليون دولار (الآن) من حاصل النفط التي تكفي لميزانية السلطة الفلسطينية (((لسنة كاملة))) أي دخل يوم بسنه ، عداك عن الأصول المالية في الخارج يصل حجمها الى حولي ثلاثة تريليون دولار موزعة على أهلنا اصول اجدادنا > ب < الآتي :



السعودية 723 بليون دولار



الإمارات 964 بليون دولار



الكويت 318 بليون دولار



قطر 115 بليون دولار .... الخ



لا نريد كفلاء ولا نريد جيوش ، إعملوا على الدعم الحقيقي على دعم الصمود بيوم من دخلكم ولكم ان تصلوا في القدس ، ولكم (عهد) ان يولد الفلسطيني في بلده مسقط رأس ابيه ... جده ، لنريح اخوتنا اهل الجزيرة من تعب الكفالة والنضال !! والتجييش من اجل فلسطين ؟؟؟؟ لنريحهم من الخجل الإنساني و مقدمات لائحة حقوق الإنسان الموقعة منهم ، ليرتاحوا من طرد (البدون) كفيل من العائلات الفسطينية المولودة اصلا في بلادهم المساهمين في تطوير البلاد المعلمين المهنيين الأطباء المهندسين الموظفين الذين لا يصبوا ان يتوجوا ملوكا لأنهم ليسوا من افخاذ المشايخ والعائلات الحاكمة لكونهم في الجزيرة وليس في فرنسا او البرازيل بأبنائهم بحقهم (حق) ساركوزي و منعم .