من هو الرئيس القادم بعد صدام والبشير ؟
بقلم / محمد الفرا
يبدو أن العجرفة الأمريكية في المنطقة العربية كل يوم تفرض وتأمر المؤسسات والهيئات العالمية بأن تتدخل وتفرض قيود على العالم العربي وكان أخرها القرار الجائر الذي طالب به الادعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية من هذه المحكمة المحسوبة علينا بأنها دولية وهي أصلا أداة أمريكية، التي أصدرت أمر بالقبض على الرئيس السوداني عمر حسن البشير لاتهامه بالإبادة الجماعية وجرائم في حق الإنسانية بأهل دارفور، هل يعتقد الأمريكيون أن العرب لا يفهمون اللعبة إلى الآن يبدوا أن الإدارة الأمريكية بدأت وكأنها غبية في الوقت الحالي لأنهم لا يعرفون بأننا بدأنا نفهم الألعاب الأمريكية في المنطقة العربية وأن هذا القرار ليس حباً في شعب دارفور ولا من أجل دارفور فهذا القرار لإيقاف عملية السلام الحاصلة في الجنوب، بل أكثر من ذلك فهذا القرار الأمريكي هو لإيقاف التنين الصيني الذي زحف وبقوة إلى المنطقة الأفريقية فلا ننسى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني العام الماضي إلى السودان والذي وقع من خلالها مئات العقود الاقتصادية والعسكرية وغيرها مع الحكومة السودانية، فهذا كله يضر بمصالح الإمبراطورية السوداء الأمريكية التي ستسقط قريبا كما قال الرئيس الإيراني " بأن على العالم وعلى منطقة الشرق الأوسط بأن تستعد لما بعد سقوط الولايات المتحدة الأمريكية قريباً، ولكن السؤال الذي يدور في فكر كل المثقفين والشرفاء في العالم العربي من هو الرئيس التالي بعد البشير من الزعماء العرب ؟ هل سيكون أفريقياً أم سيكون خليجياً أم سيكون مغاربياً ، فهذا سؤال لا يعلم جوابه إلا الله سبحانه وتعالى وثانياً الولايات المتحدة الأمريكية التابعة للصهاينة الزنادقة .
ولكن أين العرب من هذا القرار ولماذا إلى الآن لم يتحدث أي زعيم عربي صراحةً وعلانيةً برفض هذا القرار بل المفروض منهم أن يقروا بأن الولايات المتحدة والأمم المتحدة هي مؤسسات تابعة لواشنطن والصهاينة تتخذ القرارات التي تتناسب مع مصالحهم في الشرق الأوسط ، والعجيب الغريب بأن رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخارجية الهولندي وفرنسا يطالبون السودان بالامتثال إلى هذا القرار الجائر أليس من السخف أن تتدخل دول تسمي نفسها عظمى في سيادة وشؤون الدول الصغرى يا له من عالم عجيب نعيش فيه ، والأغرب من هذا هو منظمات تدّعي بأنها مسؤولة عن حقوق الإنسان كمنظمة هيومن رايتس ووتش التي رحبت بهذا القرار ، فالسؤال الآن أين حقوق البشير كإنسان أليس هو رئيس عربي شرعي منتخب من شعبه فأين حقوقه كرئيس وهل يحق لمحكمة دولية لا تعترف السودان بها أصلا أن تصدر قرار كهذا ، كان الأولى بها أن تصدر قرار على دولة وقعت على ميثاق هذه المحكمة اليهودية الأمريكية، وهنا أتوقف لأسأل لماذا هذه المنظمات الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية والمنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان لم تطالب باعتقال رأس الأفعى الرئيس الأمريكي بوش الذي شرد أكثر من 10 ملايين عراقي وهجر منهم المئات وقتل منهم الملايين فأين العدالة التي يتحدث عنها هذا اليهودي لويس مورينو اوكامبو " مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية " فالأولى منه بأن يطالب باعتقال رأس الأفعى، ليس فقط بل لماذا لا ينظر إلى المآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني، أم أن هذه ليست جرائم حرب حصار مفروض على غزة أكثر من عام، أين هذا اليهودي لماذا لم يتكلم ببنت شفاه عن هذه الجرائم الإسرائيلية، أم أن إسرائيل فوق القانون كالعادة .
وجدير بالذكر أن نكشف النقاب عن شيء مهم وهو لماذا الآن كشفت هيئة الإذاعة البريطانية عن وصول أسلحة صينية إلى السودان لقتل أبناء دارفور واتهام الصين بأنها تأجج الصراع في المنطقة الأفريقية، أليس هذا الاتهام يتزامن مع قرار المحكمة الجنائية الدولية هذا سؤال جوابه غني عن التعريف، أكيد وبالطبع وأكاد أجزم بأن محاولة التخلص من الرئيس البشير هو لإضعاف الشراكة السودانية الصينية والحد من النفوذ الصيني في منطقة أفريقيا.
وها هي الأمم المتحدة تصدر تعليماتها لإجلاء ألفين ونصف الألف شخص من منظماتها التي تعمل كإغاثة في السودان وهذا طبعاً لتأكيد وموافقة الأمم المتحدة على هذا القرار الأسود من هذه المحكمة السوداء .
وأخيراً أوجه تحية لكل الشرفاء الذين وقفوا وقالوا لا لأمريكا ولا لقرار المحكمة الأمريكية الدولية ولا للأمم المتحدة الأمريكية، ونناشد الجامعة العربية والزعماء العرب التدخل لإنهاء هذه المسرحية الأمريكية وإلا سيكون الدور قادماً لا محالة على أحد الزعماء وقريباً جداً، يكفينا ما حدث مع البطل الشهيد الرئيس صدام حسين.
من هو الرئيس القادم بعد صدام والبشير ؟بقلم:محمد الفرا
تاريخ النشر : 2008-07-15